مع الأحداث
القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في دولة الكويت الشقيقة خلال الفترة 19- 20/1/2009م ومن خلال الإعداد والترتيب الجيد والكامل للأوراق الغني بالتحليل العلمي للواقع الاقتصادي والاجتماعي والتحديات التي يواجهها الوطن العربي الكبير في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعصف باقتصادية العديد من دول العالم وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في وطننا العربي الذي لن يكون بمنأى منها وكانت القمة مطالبة بالوقوف أمام الوضع العربي وهبوب رياح الأزمة الاقتصادية العالمية بوضع الحلول والمعالجات المناسبة وواقع الحال البائس غير المرضي عليه بوجود القدرات والإمكانيات الكثيرة والكثيرة الكفيلة بإخراج الوطن العربي ومواطنيه من حالة البؤس المسيطرة على الغالبية العظمى في ظل السياسات المفروضة لبقاء الوضع على ما هو عليه خلال سنوات طويلة مضت لتأتي الأزمة الاقتصادية العالمية لتهز الجيوب والعقول بعد الإصابة بالخسائر الفادحة التي تكبدتها السياسات الاقتصادية والمالية العربية والتي تصل إلى أكثر من 2.5 تريليون دولار أمريكي .وبعد سكرة الخسارة وصلت الفكرة لهذا كان الخيار الايجابي للقمة الاقتصادية بالاهتمام بقضايا الداخل العربي من خلال التوجه نحو التنمية الاقتصادية الشاملة والاهتمام الخاص بتحسين المستوى المعيشي للمواطن العربي والتنمية البشرية.وجاء التأكيد على أهمية وضرورة تفعيل التبادل التجاري البيني وبناء وتطوير المشاريع الخدمية الضرورية كالربط الكهربائي وبناء شبكة النقل البري وسكك الحديد ومشاريع المياه وتطوير وتحسين التعليم والبحث العلمي..الخ.وعلى هامش القمة العربية الاقتصادية كانت مصافحات ومصارحات ومصالحات شكليه لم تمس جوهر الخلافات ولا القضية المركزية الأمة وهي القضية الفلسطينية والعدوان والاحتلال الإسرائيلي.وكان الشارع العربي يتابع ويتطلع بشغف كبير إلى مقررات القمة التي جاءت في البيان الختامي العام لمواجهة الأحداث والتحديات التي يواجهها الوطن العربي الكبير ولا على مستوى التضحيات التي شهدتها غزة في مواجهة العدوان وحرب الإبادة الجائرة على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وصمت وتخاذل النظام الرسمي العربي والمجتمع الدولي وهو يشاهد جرائم الحرب التي يقوم بها العدو الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزة بقتل الأطفال والنساء الأبرياء بالاستخدام المفرط للقوة العسكرية واستخدام الأسلحة الممنوعة والمحرمة دولياً .إنه قتل ودمار في ظل إغلاق للمعابر واستمرار الحصار، إجماع في القمة على إدانة العدوان الإسرائيلي السافر والمفرط على قطاع غزة وانهاء حرب بشعة بحق شعب اعزل جرائم حرب تمثلت في القتل والدمار وطالب الاجتماع في القمة على تحميل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة واتخاذ الإجراءات الثانوية لمحاسبة مجرمي الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية..وتحمل الاجتماع العربي في القمة تقديم المساعدة والعون للأخوان الفلسطينيين المُعتدى عليهم في غزة وإعادة إعمار ماهدمته الحرب الإسرائيلية العدوانية الغاشمة في قطاع غزة..الشارع العربي ومعه الشارع الدولي كان منتظراً بأن تكون هناك حزمة من الإجراءات الحازمة تجاه العربدة والبلطجة الإسرائيلية ترد الاعتبار للشهداء والدماء النازفة على الأرض العربية فلسطين الحبيبة غزة الصامدة المقاومة ضد العدوان والاحتلال حفاظاً على الأرض والعرض لتطفئ النار التي خلفتها الحرب العدوانية المشتعلة ولازال انبعاث الدخان يتصاعد إلى الآن ودماء الشهداء والمصابين لم تجف والجثث تنتشل من تحت الأنقاض وتجميع الأشلاء الممزقة للأبرياء مستمرة.العدوان ترك صورة حية للوحشية والفاجعة التي أصابت غزة وأهلها وتحركت الدماء في الشرايين والأوردة فعبر الشارع العربي عن غضبه من العدوان والاحتلال وسخطه من الصمت والتخاذل لمواقف النظام الرسمي العربي التي سحبت نفسها إلى القمة العربية الاقتصادية ولم تتحرك المياه في الأجسام لتتصبب عرقاً من مواقف الخزي والعار التي لم ترتق إلى مستوى تضحيات النساء والأطفال الأبرياء ولو بما يشكل ضغطاً قوياً على العدو الصهيوني الإسرائيلي لسحب القوات المعتدية إلى الثكنات وليس إلى الحدود مع غزة على سبيل التلويح بالقدرات والإمكانيات العربية غير المستخدمة وتبدأ باجرات قوية وموحدة تدريجية.ويمكن أن تبدأ بقطع أو وقف التبادل التجاري وغلق مكاتب التنسيق التجاري وتقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي أن لم نقل قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف إمداد الكيان الصهيوني الإسرائيلي بالنفط والغاز.. الخ حتى تتعهد وتلتزم إسرائيل بوسائل الضغط الجادة باحترام الاتفاقيات والمعاهدات واحترام حقوق الإنسان وعدم الاعتداء وهي في الأخير إجراءات سلمية للتعبير عن موقف عربي رسمي قوي وموحد مع الاحتفاظ بالحق العربي في الدفاع عن حقوقه المشروعة وشعبه وأراضيه من أي عدوان.والله الموفق....