مصر تعتقل فلسطينيين مسلحين لدى خروجهما من نفق على حدود غزة
فلسطيني ملثم يسير داخل نفق تهريب في رفح على الحدود بين غزة ومصر يوم 22 يناير
القاهرة - رام الله (الضفة الغربية) /14اكتوبر/ نضال المغربي (رويترز):دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى قيادة جديدة للفلسطينيين تحل محل منظمة التحرير الفلسطينية التي يهيمن عليها الرئيس محمود عباس والفصائل الموالية له.وتؤكد الحركة التي تدعي النصر في حرب ضارية استمرت 22 يوميا وسقط فيها مئة قتيل فلسطيني أمام كل قتيل إسرائيلي مُجددا سيطرتها على قطاع غزة وتستأنف تحديها السياسي لتفويض عباس.واحتشد بضعة آلاف من أنصار حماس في غزة أمس الجمعة تأييدا لدعوة بحل منظمة التحرير الفلسطينية وجهها زعيم حماس في المنفى خالد مشعل قبل يومين.ويدعو مشعل إلى مظلة جديدة تمثل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وفي الخارج. وكرر زعيم سياسي بارز في حماس هو خليل الحية تصريحات مشابهة لما قاله مشعل أمام الحشود المهللة في غزة أمس الجمعة.وقال الحية في أول ظهور علني لأحد زعماء حماس البارزين منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع الذي بدأ يوم 27 ديسمبر الماضي إن منظمة التحرير الفلسطينية قتلها الذين أسسوها ونقلوها إلى المشرحة.وأضاف «آن الأوان للشعب أن يرى قيادة جديدة تحمل هموم الأمة والشعب واللاجئين وتقوده قيادة تحمل البندقية والمقاومة.»وتابع «ونحن ماضون لحمل راية الأمة وثوابتنا لن نتراجع عنها. فحقوقنا لا تفريط بها فلن يقبل شعبنا بعد اليوم قيادة قبلت الذل والمهانة. آن الأوان لشعبنا الآن.»وتعهدت حماس التي تحكم 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة بمواصلة محاربة دولة إسرائيل التي لا تعترف بها.ويسعى عباس المدعوم من الغرب إلى إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام مع إسرائيل. ويسيطر عباس على الضفة الغربية المحتلة التي تضم 2.5 مليون فلسطيني كما يرأس منظمة التحرير الفلسطينية.وقال عباس للصحفيين في رام الله حيث مقر حركة فتح التي يتزعمها «بالنسبة إلى موضوع خالد مشعل فهذا لعب في الأوقات الضائعة خالد مشعل عندما يتحدث عن إنشاء منظمة تحرير فلسطينية فهو يريد أن يهدم صرحا عمره أكثر من 44 سنة مُعترف به من قبل الدول العربية والإسلامية ودول العالم أجمع. أكثر من مئة وعشرين دولة معترفة بمنظمة التحرير الفلسطينية.»وأضاف «إذا أراد (مشعل) أن يهدم هذا المعبد فلن يستطيع لان أحدا لن يكون معه لا من الشعب الفلسطيني ولا من غيره.»وفتح هي أكبر فصيل من بين 11 فصيلا فلسطينيا تتكون منهم منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت سلسلة اتفاقات سلام مع إسرائيل منذ عام 1993 تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية.ويغادر عباس يوم الجمعة في زيارة لعواصم أوروبية طلبا لمساعدة دبلوماسية في تأمين وقف دائم لاطلاق النار في غزة وإعادة إعمار القطاع بعد الحرب فضلا عن دعم للوسطاء المصريين الذين يسعون للمصالحة بين فتح وحماس.وقال عباس «إذا أرادت إسرائيل السلام فلتنسحب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وتحصل على اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية تمد يدها للسلام فورا ( هذه) فرصة تاريخية لا أظن أن على إسرائيل أن تضيعها.»ولكن حماس على العكس لا تعرض الاعتراف بإسرائيل في أي مرحلة وتقاطعها القوى الكبرى المشاركة في عملية السلام في الشرق الاوسط لرفضها نبذ العنف.ومشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يقيم حاليا في المنفي في دمشق. وكان قال هو وزعماء آخرين من الحركة إن حماس قد تقبل إقامة دولة فلسطينية داخل حدود ما قبل حرب 1967 في مقابل هدنة طويلة الأمد مع اسرائيل.»ويقول مشعل إن فصائل متحالفة مع حركته بدأت الآن في مناقشة تأسيس لجنة وطنية تمثل الفلسطينيين في كل مكان.وقال في حديث في قطر هذا الأسبوع إن المنظمة بشكلها الحالي لم تعد قادرة على خدمة الشعب الفلسطيني وأصبحت أداة لتعميق الانقسامات.وحماس هو الأقوى بين فصائل جبهة الرفض التي تتخذ من سوريا مقرا لها ويمكنها ان تطمح في السيطرة على مظلة جديدة.وكان الفشل في حل الخلافات بشأن منظمة التحرير الفلسطينية في عام 2007 من أكبر الأسباب وراء حرب أهلية قصيرة انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة من قوات الأمن الموالية لعباس.وحماس وهي ليست عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية كانت تطالب في الماضي بإعادة هيكلة المنظمة بشكل يسمح لها ولفصائل أخرى مثل الجهاد الإسلامي بالمشاركة فيها.إلى ذلك قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن المصرية اعتقلت فلسطينيين مسلحين فور خروجهما من نفق حدودي ممتد من غزة أمس الجمعة وإنها تبحث عن سبعة آخرين يعتقد أنهم تسللوا إلى مصر.وقال أحد المصادر «تم القبض على مهربين فلسطينيين فور خروجهما من نفق بمنطقة البراهمة على الحدود بين مصر وغزة وكانا مسلحين.»وقالت المصادر إن الفلسطينيين المعتقلين أبلغا المحققين أن سبعة فلسطينيين آخرين عبروا الحدود في وقت سابق يوم الجمعة وتجري قوات الأمن المصرية عمليات بحث في المنطقة.وأصبحت الأنفاق بالنسبة لمليون ونصف المليون شخص في قطاع غزة مصدرا رئيسيا للبضائع بما فيها الوقود منذ شددت إسرائيل حصارها بعد أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة من قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 2007.وقصفت إسرائيل الأنفاق خلال هجومها الأخير على غزة والذي استمر 22 يوما ويخشى الجيش الإسرائيلي أن تتمكن حماس من استخدامها لإعادة التسلح. لكن العديد من الأنفاق ذات أنظمة معقدة ويبدو أنها صمدت رغم أسابيع من القصف الإسرائيلي.وقتل نحو 1300 فلسطيني و13 إسرائيليا في الهجوم على غزة قبل أن يعلن كل من الجانبين انتهاء القتال في 18 يناير كانون الثاني. وتقول إسرائيل إن هجومها كان يهدف إلى وقف هجمات صواريخ حماس على بلداتها الجنوبية.وتعلن قوات الأمن المصرية كثيرا عن عثورها على أنفاق على الحدود مع غزة وتدميرها إلا أن هذه الأنفاق عادة ما تكون خالية. ويندر اعتقال فلسطينيين بتهمة التهريب أو ضبطهم داخل الأنفاق.وكانت مصر التي أبقت معبر رفح مع القطاع مغلقا بصورة كبيرة وافقت على المساعدة في وقف التهريب عبر الأنفاق بمعونة فنية دولية.لكن لم توضع خطة محددة حتى الآن إذ لاتزال إسرائيل وحماس تتجادلان عبر الوسطاء المصريين بشأن تطبيق وقف أطول لإطلاق النار يفي بمطالب إسرائيل منع إمدادات السلاح ومطالب حماس تخفيف الحصار.