بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :قال ريان كروكر السفير الأمريكي في العراق أمس الثلاثاء بعد جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران إن الدعم الإيراني للميليشيات التي تزعزع الاستقرار في العراق زاد منذ أجرت واشنطن وطهران محادثات هامة في بغداد في مايو.وقال كروكر في مؤتمر صحفي بعد محادثات حول الأزمة الأمنية في العراق مع نظيره الإيراني ان كثيرا من الحوار لم يكن "وثيق الصلة بالموضوع".وقال كروكر بعد الاجتماع لعدة ساعات مع السفير الإيراني حسن كاظمي قمي "الشهران المنصرمان منذ مايو لم يكونا مشجعين تماما".وأضاف "الحقيقة هي..وأوضحنا ذلك بجلاء في محادثات اليوم (أمس)..انه على مدى شهرين تقريبا شهدنا أنشطة متصلة بالميليشيات يمكن ربطها بالدعم الإيراني تتزايد ولا تقل."ولم يصدر رد فوري من الوفد الإيراني.وتتهم واشنطن إيران بإثارة العنف في العراق. وتنفي إيران الاتهام وتلقي باللوم في العنف بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية في العراق على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد عام 2003 .وحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجانبين على مساعدة العراق وحذر من ان الجماعات المسلحة مثل القاعدة تنتقل إلى الدول الأخرى بعد ان تعرضت للضرب في العراق.وقال المالكي في افتتاح الاجتماع انه يتطلع إلى دعم الدولتين لاستقرار العراق الذي لا يريد التدخل في شؤون الآخرين ولا أن يتدخل الآخرون في شؤونه.وأنهى أول اجتماع بين الجانبين في بغداد يوم 28 مايو توقفا طويلا في الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين.ورفض كروكر ان يتحدث عما إذا كانت هناك جولة ثالثة.وعقدت جولة أمس الثلاثاء قبل اقل من شهرين من موعد تقديم كروكر والقائد العسكري الأمريكي ديفيد بتريوس تقريرا حاسما إلى الكونجرس الأمريكي حول التقدم الأمني والسياسي في العراق.وفيما يبرز العنف المتواصل قالت الشرطة العراقية ان انفجار سيارة ملغومة في عملية انتحارية أسفر عن سقوط 26 قتيلا وإصابة 70 في سوق مزدحمة بالقرب من مستشفى ولادة في بلدة الحلة التي تسكنها أغلبية شيعية على بعد مئة كيلومتر إلى الجنوب من بغداد.
وتشارك عشرات الآلاف من القوات الأمريكية والعراقية في حملة في العاصمة العراقية وحولها في محاولة لوقف تفجير السيارات الملغومة والتي تلقى عادة على تنظيم القاعدة في العراق.ودفع العنف الطائفي والفوضى في العراق البلدين للسعي للتوصل إلى أرضية مشتركة. وقطعت الولايات المتحدة وإيران العلاقات الدبلوماسية بعد فترة قصيرة من الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.وتتعرض حكومة المالكي لضغوط متزايدة من واشنطن لتحقيق سلسلة من الانجازات السياسية التي تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية قبل أن يتلقى الكونجرس تقرير التقدم في العراق في منتصف سبتمبر. على صعيد آخر قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن اجتماعاً لخمسة من زعماء العراق الكبار سيعقد يوم الجمعة المقبل لمناقشة موضوعات مختلفة مثل كيفية الاتفاق على تعديل الدستور ومسألة هوية مدينة كركوك النفطية الواقعة في شمال العراق.وأضاف أمس الثلاثاء أن الاجتماع سيضم الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائب الرئيس طارق الهاشمي ومسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بنوع من الحكم الذاتي وعادل عبد المهدي عن المجلس الأعلى الإسلامي الذي يقوده عبد العزيز الحكيم, ويرجح أن يتم توسيع الاجتماع ليشمل شخصيات أخرى أساسية مثل رئيس الوزراء المؤقت السابق أياد علاوي.