صنعاء / سبأ:تمثل شبكة الطرق أهم البنى التحتية للتنمية بل الشريان الذي تسير عليه التنمية في كافة المناطق من خلال تسهيل انتقال الأفراد والبضائع والسلع وتنشيط حركة الاستثمار والتمكين من تقديم مختلف الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها ووصولها إلى السكان بأقل تكلفة.كما تسهم الطرقات التي تمثل شرايين الحياة والتنمية في تعزيز الاستقرار وربط مناطق ومحافظات الجمهورية بعضها ببعض واليمن بالعالم الخارجي، وتقلل من الهجرة الداخلية.وإدراكا لتلك الأهمية أولت الدولة مشاريع الطرق جل اهتمامها وتصدرت أولويات خططها التنموية ، وحققت إنجازات كبيرة بالرغم من الطبيعة الجغرافية للجمهورية اليمنية التي تغطي معظمها مناطق جبلية وعرة تعيق حركة التنقل بين منطقة وأخرى.وبقدر أن هذا الاهتمام كان مبكرا منذ قيام الثورة اليمنية المباركة في 26 سبتمبر 1962م نظرا لغياب مشاريع الطرق الإسفلتية أو المعبدة بل ووسائل النقل المختلفة إلا ما ندر، وهو ما جعل وسائل التنقل البدائية سيرا على الأقدام أو الحمير أو الجمال هي السائدة في هذه البلاد قبل الثورة ، إلا أن ذلك الاهتمام تضاعف مع إعادة توحيد الوطن أرضا وإنسانا لمواكبة التحول الكبير الذي شهده اليمن الموحد بميلاد الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990 م وما يتطلبه ذلك من تسريع خطى التنمية في كافة المناطق بما يحقق الطموحات المنشودة وصناعة المستقبل المشرق لأبناء اليمن .وتوضح الإحصائيات الصادرة عن وزارة الأشغال العامة والطرق أن إجمالي أطوال الطرق الإسفلتية التي تم تنفيذها منذ قيام الثورة المباركة في 62 حتى نهاية العام 2004م تقدر بحوالي 9982 كيلومتر ، منها4545 كيلومتراً تم انجازه خلال الأعوام 1962-1990م، بمعدل انجاز سنوي قدر بـ 162 كيلومتراً .. فيما بلغ طول الطرق الإسفلتية المنجزة خلال الفترة 1991-2004م حوالي 5437 كيلومتر بمعدل انجاز سنوي قدره 388 كيلومتراً .ويتضح من خلال هذه المعلومات الإحصائية مدى الاهتمام الكبير والجهود التي بذلتها الحكومات المتعاقبة في عهد الوحدة المباركة لتطوير شبكة الطرق وتسهيل حركة التنقل بين المناطق والمديريات والمحافظات لما من شأنه إزالة اثار التشطير وربط المناطق ببعضها آخذة بعين الاعتبار الحدود الجغرافية الجديدة للوطن الموحد وأهمية ربط اليمن بشبكة دولية من الطرق بدول الجوار.ووفقا لتلك الإحصائيات فقد بلغ ما تم إنجازه خلال الخطة الخمسية الأولى (1996- 2000م) ما يربو عن 1600كيلو متر من الطرق الإسفلتية الجديدة ، كما تم إنشاء 1555 كيلو مترا من الطرق الحصوية في مختلف أرجاء الوطن فضلا عن إعادة تأهيل 542 كيلو مترا من الطرق.وجاءت الخطة الخمسية الثانية2001-2005م ملبية لبرنامج طموح يهدف إلى إنشاء شبكة متكاملة من الطرق تربط مناطق الإنتاج المختلفة داخل الوطن ، وكذا ربط اليمن بدول الجوار من خلال شبكة طرق دولية تقوم على احدث المواصفات العالمية أهمها:-ـ الخط الساحلي الذي يبدأ من مدينة حرض على الحدود مع المملكة العربية السعودية ويمر بالمدن الساحلية حتى مدينة فرتك الواقعة على الحدود مع سلطنة عمان ويبلغ طوله الإجمالي 1800 كيلو متر، ويعتبر هذا الطريق من أهم الطرق الدولية التي تساهم في الواقع التنموي الجديد لليمن من خلال تسهيل حركة التبادل التجاري وانتقال البضائع والسلع بين اليمن ودول الجوار .ـ طريق صافر - حضرموت : والذي يربط بين محافظات مأرب وشبوة وحضرموت والمهرة بطول 309 كيلو مترا وتكلفة إجمالية تبلغ 6مليارات و293 مليونا و18 ألف ريال. ـ طريق تريم - ثمود - شحن: والذي يربط بين محافظتي حضرموت والمهرة بطول 582 كم وبتكلفة 8 مليارات و245 مليون ريال. ـ طريق صعدة - كتاف- البقع: ويربط المناطق الحدودية بمحافظة صعدة وهو من طرق الربط الدولية , وكان لتنفيذه أثراً كبيرا في زيادة التبادل التجاري بين اليمن والدول المجاورة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية .. ويبلغ طوله 170 كيلو مترا وتكلفته 4 مليارات و533 مليون ريال.ـ مشروع طريق الحديدة- الصليف: والذي يسهل الاستفادة من مميزات وخصائص الصليف كميناء عميق لاستقبال السفن العملاقة والتشجيع على الاستثمار في هذه المناطق في ضوء ما تتمتع به المنطقة من خصائص طبيعية تشجع على اقامة المشاريع الاقتصادية المختلفة، حيث يبلغ طول الطريق 68 كم بتكلفة مليار واحد و200 مليون ريال.ـ طريق العسكرية- لعبوس- البيضاء: والذي يربط بين محافظتي البيضاء ولحج ويربط منطقة وسط الجمهورية بباقي المحافظات ويبلغ طوله 63 كم ، وتكلفته مليار ونصف المليار ريال.وفيما يخص المشاريع قيد التنفيذ فقد بينت إحصائية وزارة الأشغال العامة للفترة من 1998م- 2005م، أن إجمالي مشاريع الطرق قيد الإنشاء تبلغ 320 مشروعا بطول 13الفا و780 كم منها 191 طريقاً استراتيجياً وإسفلتياً، و129 طريقاً حصوياً يتم تأهيل عدد منها للإسفلت سنويا ، أهمها : طريق المحويت- القناوص، وطريق حرض- صعدة، وطريق العبر- الوديعة، وطريق سيحوت- نشطون.ومن اجل مواكبة التوسع العمراني الذي تشهده المحافظات اليمنية ، بلغت الطرق الحضرية( شوارع المدن) التي تم سفلتتها منذ قيام الثورة عام 1962م حتى نهاية 2004م نحو 33 مليونا و826 ألفا و145 مترا مربعاً ، بلغ ما تنفيذه خلال الفترة من 1990 م حتى 2004م ما يقارب 21 مليونا و107 آلاف و779 مترا مربعاً ، وهي تشكل مجموعة كبيرة من الشوارع الداخلية للمدن في عموم محافظات الجمهورية ، شملت عددا من المشاريع الهامة مثل الخطوط الشريانية الرئيسية التي يزيد عرضها عن 24مترا وصولا إلى شوارع بعرض 30 و40 مترا و60 مترا كما هو الحال في الخط الدائر بأمانة العاصمة والـ 90 مترا في عدن.كما شملت تلك التوسعة مداخل المدن ومخارجها وفتح خطوط دائرية جديدة , وأنجز في هذا الصدد 394 مشروعا وبكلفة إجمالية بلغت 106 مليارات و183 مليونا و507 آلاف ريال.ولم تقف مشاريع الطرق والشوارع عند عمليات الشق والسفلتة ، ولكنها امتدت لتشمل السلامة المرورية ليس داخل المدن فحسب ، وإنما شملت الخطوط الطويلة من خلال الإنارة وعمل الأكتاف والجوانب للطرق وأعمال الطلاء , وقد بلغ عدد مشاريع الإنارة 86 مشروعا بقيمة إجمالية تصل إلى 4 مليارات و418 مليونا و59 ألف ريال.وتعكف وزارة الأشغال العامة والطرق حاليا على إعداد الدراسات لتنفيذ مشاريع طرق إستراتيجية هامة تمثل نقلة نوعية للطرق في اليمن .. في حين استكملت الوزارة مؤخرا إعداد الدراسات والتصاميم للخط المزدوج الإستراتيجي (عمران-عدن) والبالغ طوله 450 كيلو مترا، وكلفته تقدر بمليار و800 مليون دولار تمهيدا للبحث عن مصادر خارجية لتمويله وبمتوسط سنوي للتمويل يصل إلى 360 مليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة بموجب ما أكده وزير الأشغال العامة والطرق عمر الكرشمي.كما تم الانتهاء من تصاميم مشروع الخط الصحراوي الذي يبدأ من مدينة البقع على الحدود مع المملكة العربية السعودية ويمتد حتى منفذ المزيونة على الحدود مع سلطنة عمان، إلى جانب الخط الوسطي الذي يبدأ من مدينة علبين على الحدود مع المملكة العربية السعودية ويمر بعدة مدن حتى مدينة عدن.وفي ذات الإطار تستهدف الخطة العشرية التي أعدتها وزارة الأشغال العامة والطرق مؤخرا التوسع في شبكات الطرق الرئيسية والريفية والثانوية لتصل بحلول العام 2015م إلى 38 ألف كيلو متر بتكلفة أولية تصل في المتوسط إلى 4 مليارات و560 مليون دولار، وبمتوسط 456 مليون دولار سنويا.وقدرت الخطة التي أقرتها الوزارة مطلع ابريل الجاري، احتياج وزارة الأشغال إلى مبلغ يتراوح بين 7 - 8 مليارات ريال سنويا لإعادة تأهيل مقاطع كبيرة من شبكة الطرق خلال العشر السنوات القادمة. وبلغة الأرقام والمعلومات والحقائق تتضح جليا صورة من صور الإنجاز المشرقة على أرض اليمن في قطاع حيوي وهام يتمثل بقطاع الطرق ، وذلك دليل على خيرات الوحدة وعطاءاتها الخيرة التي امتدت لتغطي كافة مناطق وأرجاء اليمن وجاءت لتمثل محطة انطلاق وتحولاً جذرياً لليمن وأبنائه في المجالات كافه بما يمكنهم من اللحاق بركب الدول المتقدمة واستعادة أمجاد اليمن السعيد وأرض الحضارات المجيدة.