اسمه الحقيقي صاموييل كليمنس ولد عام (1835م) في ولاية ميزوري وهي لا تبعد كثيراً عن مدينة هانبيال الصغيرة، وتقع مدينة هانبيال على الضفة الغربية لنهر الميسيسيبي، وقد رمز لها المؤلف في روايته (توم سوير) بـ” السينت بطرسبرج” وكانت في تلك الفترة عبارة عن قرية- رغم إنها احياناً كانت تعتبر مدينة- ولكنها اليوم مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 19000 نسمة.رغم ان الحياة في تلك المدينة كانت صعبة، فقد كانت طفولة صاموييل في مدينة هانبيل سعيدة جداً، توفي والده وهو في سن الثانية عشر، وكان عليه العمل مع اخية الأكبر في أعمال الطباعة، ولم تكن تلك المهنة محببة لصبي يحب الحركة والمرح، ولكنه شعر بسعادة غامرة عندما انتقل للعمل من الطباعة إلى قيادة البواخر على نهر الميسيسيبي وكان عملاً شاقاً ولكنه مهم، ولم تكن مياه الميسيسيبي بالعمق الكافي لمرور البواخر خصوصاً الكبرى منها حيث كانت عرضة لتقلبات الطقس.وكان الفتى سعيداً جداً بمهنته الجديدة، ولكن الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب وضعت حدا فاصلاً لطموحات الفتى ليصبح بحاراً. انتقل بعدها للعمل كمراسل لصحيفة وبعدها أصبح كاتبا، وكان يكتب مستخدما اسم الشهرة الذي عرف به وهو “ مارك توين”.بعدها كان كثيراً ما يركب السفن كمراسل صحفي مصطحبا معه كثيراً من السياح الأمريكان إلى أوروبا والشرق صدر كتابه الأول عام (1869م) وكان بعنوان( أبرياء في الخارج) وفيه صور رحلاته مع الأمريكان وطريقة تفكيرهم يحتوي على روايات هزلية ساخرة التي من خلاها ابرز صامويل سخرية الأمريكان من أنفسهم ففي هذا الكتاب يصف صامويل السياح وهم يزورون الكثير من الأماكن ويعلقون على كل ما يرونه وهذا التعليق ليس للتاريخ او للقيم الجمالية ولكنه تعليق يقارن بين الأماكن التي زاروها والأماكن التي كانت في مخيلاتهم وقد لقي هذا الكتاب نجاحاً كبيراً ما دفع مؤلفة إلى أن يتوقف عن ممارسة مهنة المراسل الصحفي ويتفرغ تماماً للتأليف.وكانت روايته الشهيرة التي كتبها عام (1876م) بعنوان (مغامرات توم سوير)، وبعدها كتب رواية أخرى بعنوان(مغامرات هاكلبرى فن) التي كتبها عام (1884م) وكان مكان أحداث الروايتين هو ضفاف نهر الميسيسيبي العظيم الذي كان يعني الكثير والكثير من ذكريات صاموييل أيام الطفولة والشباب ولهذا كانت هاتان الروايتان تخاطبان عقلية الأطفال وتشد أزارهم نحو روح المغامرة والمرح ولذلك فليس بغريب نجاحهما المنقطع النظير بين صفوف الأطفال والشباب على حد سواء.وهناك كهف حقيقي في جنوب مدينة هانبيال يشبه كثيراً ذلك الكهف المرعب الذي ذكره في روايته الشيقة( مغامرات توم سوير) والمسمى” كهف ماجد وجلز” وهناك العديد من السياح والزوار يقدرون بالآلاف يزورونه سنوياً لاحتوائه الكثير من الأعاجيب مثل” الكنيسة الكبرى” و” قصر علاء الدين” ولكن السبب الرئيسي لزيارة السياح له لأنه مذكور في الرواية الشهيرة( مغامرات توم سوير).
|
ثقافة
مارك توين وروايته مغامرات توم سوير
أخبار متعلقة