تستغل الكثير من المنظمات الارهابية التي برزت في الساحة السياسية العالمية قبل عدة سنوات مشاعر الغضب والاحباط التي يعاني منها الشباب في عدد من الدول منها الاسلامية ودول العالم الثالث وغيرها .. هذا الاستغلال يتمثل في تجنيد الشباب للقيام بعمليات عسكرية ارهابية ( قتال + زرع عبوات ناسفة + عمليات انتحارية + خطف طائرات + خطف مدنيين وغيرها)!!والاسئلة الملحة التي تطرح نفسها في هذا السياق : ماالذي يدفع الشباب إلى الزج بأنفسهم في هذه المهالك؟ أو من هو السبب في ذلك ؟! ولماذا يتصرف بهذه الرعونة؟! وإلى أين يمكن أن تصل بنا هذه التصرفات الحمقاء ( وهذا أقل ما يمكن أن نقوله عن هذه التصرفات )؟! وأقول هنا: إن الذي دفع الشباب إلى الزج بأنفسهم في هذه المهالك هنا وهناك هو الغضب والظلم والاحباط الذي يعاني منها هؤلاء الشباب والسبب في ذلك هو سياسة البيت الأبيض والحكومة البريطانية !! السبب هو السيد ( جورج دبليو بوش ) ورئيس وزراء الامبراطورية التي تأمل أن لاتغيب عنها الشمس مرة أخرى .. السبب هو الأخطاء الجسيمة للاستراتيجية السياسية للجمهوريين الامريكيين والمحافظين !!هذه السياسات الخاطئة والمتطرفة بكل معنى التطرف أو الراديكالية التي يتبناها ( بوش) الصغير في كل شيء والأصغر منه في كل شي ء( توني بلير ) الرجل الضعيف .. هذه السياسات للأسف الشديد ستؤدي إلى انخراط المزيد من الشباب في الحركات الارهابية المنتشرة هنا وهناك.هذه الحماقات التي ترتكب في أعقد قضايا العالم ، بل الاشد تعقيداً الا وهي قضية (الشرق الاوسط) وتنفيذ سياسة القوة والاجبار وتركيع الشعوب ، وهو أمر مستحيل خاصة معنا نحن العرب.. هذه الاخطاء والنوايا المبيتة في تغيير الخارطة السياسية للمنطقة لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف ، مزيد من التطرف ، مزيد من العمليات الارهابية ، مزيد من صدام الحضارات ، مزيد من العنف والعنف المضاد، مزيد من القتل ، مزيد من الضحايا الابرياء.. مزيد من الجنون والتدمير لقيم الدين والضمير والعدالة الانسانية .لذا فإن ثمة حاجة ملحة تستدعي بالضرورة أن تغير الولايات المتحدة وبريطانيا سياستيهما في الشرق الاوسط، وعدم الكيل بمكيالين واحترام ارادة الشعوب وقناعاتها وسيادتها الوطنية ، ووقف أي نزاع مسلح فالقوة لن تجدي نفعاً ، فكما نقول في الأمثال الشعبية ( البسة تباخش على نفسها) .المفروض أن تستفيد الولايات المتحدة وبريطانيا من التاريخ ( تاريخ استعمارالمنطقة ) فمن الغباء حقاً أن لايستفاد من هذه التجربة التي تجرع فيها الاستعمار الامرين ليشد الرحال بعد ذلك إلى وطنه .. فالمنطقة العربية مقبرة لأي غاز وهذا الصمت هو الذي يسبق العاصفة .
