بوتين في أثناء تجواله أمس الأول في إطار حملة الحفاظ على الحياة البرية في غابات روسيا وهو يحمل بندقية للتخدير
موسكو/14 أكتوبر/وكالات/رويترز:حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أوروبا من أن موارد بلاده من الطاقة ستصب في الشرق الأقصى إذا ما أصر القادة الأوروبيون على معاقبة موسكو لغزوها جورجيا.وأوردت صحيفة (ديلي تلغراف )الصادرة في لندن أمس أن تحذير بوتين عشية مؤتمر القمة الطارئ -الذي يعقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل ببلجيكا لبحث تداعيات ما سمته «الاحتلال الروسي لجورجيا»- يعد بمثابة إنذار للدول الأوروبية بأن موسكو تعمل على تأسيس قاعدة بديلة من الزبائن في الشرق الأقصى.ونقلت عن بوتين -في تصريح لقناة (فيستي 24) التلفزيونية- انتقاده اللاذع للقمة الأوروبية وتأكيده أن الحق يقف إلى جانب روسيا.وقال «نحن نتصرف بطريقة صحيحة وأخلاقية بكل تأكيد ووفقا للقانون الدولي, لكن هناك أحدهم في أوروبا يريد خدمة مصالح السياسة الخارجية لشخص آخر».وترى الصحيفة أن موسكو بعثت إشارات متعددة بأنها ستستخدم نفوذها في مجال الطاقة ضد أي خطوة قد تفرضها أوروبا عقابا لها على رفضها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا.وعلى الرغم من أن التوقعات برد أوروبي صارم قد تلاشت تدريجيا فإن اعتماد أوروبا على روسيا كمورد للطاقة سينظر فيه, حيث كشفت الصحيفة أن المسئولين سيبلغون قادة الاتحاد الأوروبي بضرورة التعجيل بتنفيذ الخطط الرامية إلى تقليل اعتماد القارة على وارداتها من النفط والغاز الروسيين.ويجرى بالفعل إعداد دراسة جدوى عن تكاليف إنشاء مستودعات لاحتياطيات الغاز للحيلولة دون قيام روسيا بتنفيذ تهديداتها بوقف إمدادات الوقود اللازمة للإضاءة والتدفئة في إطار الضغط على أوروبا.في غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاثنين إن القرار الروسي إرسال قوات إلى جورجيا حدد معيارا جديدا ستدافع من خلاله موسكو عن مصالحها الوطنية. كانت روسيا قد أثارت غضبا غربيا بشن هجوم عسكري على جورجيا الشهر الماضي بعد أن حاولت إعادة بسط السيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي الموالي لموسكو بالقوة. واعترفت روسيا لاحقا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وإقليم انفصالي جورجي آخر هو أبخازيا. وقال لافروف لطلاب الكلية الدبلوماسية الرئيسية في موسكو في خطاب بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد «من خلال ردها على العدوان الجورجي حددت روسيا نوعا من معيار رد الفعل الذي يتماشى بشكل كامل مع القانون الدولي». جاء خطاب لافروف الذي ركز على العلاقات الجديدة بين روسيا والغرب قبل ساعات من اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة اتخاذ موقف مشترك بشأن الأزمة الجورجية. وأوضح لافروف إن روسيا لن تذعن لأي ضغوط. وتابع «عادت روسيا إلى مسرح العالم كدولة مسئولة يمكن أن تدافع عن مواطنيها».