بكين تواصل الهجوم على( الدلاي لاما) رغم عرض الحوار
بكين/عواصم/رويترز/وكالات:توقعت كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ومنظمة الشرطة الدولية (إنتربول) حدوث ما سمتها «هجمات إرهابية» أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في العاصمة الصينية بكين بين الثامن والرابع والعشرين من أغسطس المقبل.وحذرت وزارة الخارجية الأميركية مما أسمته «خطر وقوع هجمات إرهابية» بالصين في المستقبل القريب، مؤكدة أن «أي حدث عام وضخم مثل الألعاب الأولمبية المقبلة قد يمثل هدفا جاذبا للإرهابيين».وحثت الوزارة الأميركيين الذين يعيشون في الصين أو الذين قرروا السفر إليها على تجنب المظاهرات، وتوخي الحذر في الفنادق والمطاعم وفي وسائل النقل العام وفي الأماكن العامة.وأشارت إلى ضرورة زيادة إجراءات الأمن في المطارات الصينية بما في ذلك تشديد القيود على وضع سوائل أو بخاخات أو دهانات الشعر في أمتعة اليد التي تحمل على متن الطائرات.من جهتها أصدرت بريطانيا تحذيرا مماثلا حيث قالت وزارة خارجيتها إن الصين معرضة لـ»تهديدات إرهابية» وإنه من غير المستحسن السفر إليها.، وأضافت الخارجية البريطانية أن الهجمات التي تخشى حدوثها قد تكون من «جماعات معارضة للحكومة الصينية» أو من جهات أخرى.وكانت شرطة الإنتربول قد دعت الصين الجمعة إلى أن تكون مستعدة أثناء دورة الألعاب الأولمبية لاحتمال تعرضها لهجمات قد ينفذها تنظيم القاعدة أو «جماعات إرهابية أخرى»، على حد تعبير الإنتربول.ولم تستبعد الإنتربول حدوث اضطرابات يكون وراءها ناشطون من إقليم التبت، وقال مديرها رونالد نوبل إن الاضطرابات التي شهدها الإقليم في الأسابيع الأخيرة والاحتجاجات التي رافقت مرور الشعلة الأولمبية بعدد من العواصم العالمية أضافت بدورها تحديات جديدة على الأجهزة الأمنية، وأضاف نوبل في مؤتمر صحفي عن الترتيبات الأمنية للألعاب الأولمبية أن التغطية الإعلامية الواسعة التي ستحظى بها هذه التظاهرة الرياضية ستشكل حافزا لمن سماهم الإرهابيين لأنها ستضمن لهم تغطية واسعة لأي عمل قد يقومون به. وابلغ القادة الصينيون القوات شبه العسكرية الصينية ضمان الاستقرار الداخلي وتوخي الحذر إزاء أي تهديدات أمنية يمكن أن تفسد الاولمبياد. ونشر الجيش الصيني لإخماد أعمال الشغب والاضطرابات وكان له دور كبير في قمع الاحتجاج وأعمال الشغب ضد السياسات والنفوذ الصيني والتي هزت المنطقة من منتصف مارس. وتشعر الصين بقلق من أن يحاول نشطون من الخارج والذين عطلوا المسيرة الدولية للشعلة الاولمبية تنظيم احتجاجات أيضا داخل الصين بشأن التبت ودرافور وحقوق الإنسان وقضايا أخرى خلال الاولمبياد. وأشارت وزارة الخارجية إلى زيادة إجراءات الأمن في المطارات الصينية بما في ذلك تشديد القيود على وضع سوائل أو بخاخات أودهانات الشعر في الأمتعة التي تحمل في اليد على متن الطائرات.على صعيد أخر واصلت وسائل الإعلام الصينية أمس السبت لهجتها المتشددة في الحديث عن الدلاي لاما بعد يوم واحد فقط من عرض مفاجئ بإجراء محادثات مع ممثل خاص للزعيم الروحي للتبت فيما أبدى محللون حذرا حول ما إذا كان الحوار سيخفف من حدة التوترات في التبت. وتحمل الصين الدلاي لاما الزعيم الروحي للبوذيين التبت مسؤولية موجة من الاضطرابات المناهضة للحكومة في المناطق التي يعيش فيها التبت ووصفته بأنه إنفصالي مصمم على استقلال التبت وتعطيل دورة الألعاب الأولمبية في بكين. وقالت ماري بث ماركي نائبة رئيس الحملة الدولية للتبت في بيان «لا يزال من السابق لأوانه معرفة إن كان الاجتماع سيؤدي إلى نتائج أو أنه مجرد حملة علاقات عامة قبل الألعاب الأولمبية.» وخففت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في التقرير الذي تضمن إعلانا عن عرض المحادثات من لهجتها مستخدمة عبارة «جانب» الدلاي بدلا من عبارة «عصبة» الدلاي وبدلا من المطالبة بأن «يكف عن الأنشطة المثيرة للفرقة» كشرط مسبق قالت إنه يتعين عليه أن يتخذ خطوات تحظى بمصداقية في هذا الصدد، ولكن رغم التغييرات الدقيقة في التقرير واصلت وسائل إعلام صينية أخرى تنديدها بالدلاي لاما الذي فر للمنفي في الهند في عام 1959 في أعقاب انتفاضة فاشلة ضد الحكم الشيوعي.، ودفعت الصين بقوات أمن إلى التبت وفي مناطق التبت العرقيين في غرب الصين للقضاء على الاحتجاجات كما بدأت حملات سياسية لمحاربة المشاعر المؤيدة للاستقلال. وشوهدت أمس السبت قافلة تضم 12 عربة للجيش متجهة لشيجاتسي ثاني كبرى مدن التبت رغم أنه لا يوجد ما يدل على وقوع إضطرابات في المنطقة. وقال محللون إن فرض إجراءات متشددة وعرض تنازلات في الوقت نفسه جزء من إستراتيجية الصين.، وقال روبي بارنيت وهو باحث متخصص في التبت في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة إنه نظرا لأن ست جولات سابقة من الحوار منذ عام 2002 بين الصين ومبعوثين للدلاي لاما لم تسفر عن نتائج يمكن إدراكها تكون بكين قد استفدت قدرا كبيرا من رأسمالها السياسي في القضية.