جندي عراقي فوق عربته المصفحة ممسكا بمدفع رشاش في أحد شوارع العاصمة العراقية
بغداد/14 أكتوبر/ميسي ريان: أظهرت بيانات حكومية أمس الجمعة أن عدد القتلى المدنيين بالعراق تراجع في يوليو الماضي. ويمثل تراجع العنف أخبارا طيبة للرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أثار أمس الأول احتمال خفض مزيد من القوات في وقت لاحق من هذا العام وأشاد بظهور «درجة من الاستمرارية» بالنسبة للمكاسب الأمنية هناك. وأظهرت الإحصاءات أن 387 مدنيا قتلوا في الشهر الماضي انخفاضا من 448 في يونيو. ويمثل عدد قتلى يوليو أقل من ربع إجمالي القتلى المدنيين خلال نفس الشهر من العام الماضي. وانعكس التحسن الأمني الكبير أيضا في عدد القتلى من الجيش الأمريكي الذي تراجع في يوليو إلى أدنى مستوى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003. وأظهر موقع ضحايا الحرب المستقل على الانترنت الذي يسجل خسائر الجيش الأمريكي أن ستة جنود أمريكيين لاقوا حتفهم في عمليات قتالية بالعراق في الشهر الماضي مقابل 66 في يوليو 2007 . وسيقدم القائد العسكري الأمريكي بالعراق الجنرال ديفيد بتريوس توصيات لبوش في سبتمبر حول مستويات القوات في المستقبل وهي قضية رئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجرى في نوفمبر. ويوجد 143 ألف جندي أمريكي بالعراق حاليا بعد أن انسحب في يوليو آخر لواء ضمن خمسة ألوية إضافية مقاتلة كانت أرسلت للعراق العام الماضي. وتشمل العوامل وراء تراجع العنف نشر القوات الأمريكية الإضافية وقرار زعماء القبائل العربية السنية الانقلاب على تنظيم القاعدة وهدنة فرضها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على ميليشيا جيش المهدي التابعة له. وأظهرت أرقام الحكومة أن حوالي 80 شرطيا وجنديا عراقيا قتلوا في يوليو في حين قتل 107 مسلحين واعتقل زهاء 900 . ويحذر بتريوس وقادة عسكريون آخرون من أن المكاسب في العراق هشة وقابلة للانعكاس. وقتل بالفعل نحو 60 شخصا في أربعة تفجيرات انتحارية يوم الاثنين. ويمثل الحفاظ على المكاسب الأمنية اختبارا لواشنطن ورئيس الوزراء العراق نوري المالكي الذي شن في الشهور الماضية عدة هجمات كبيرة ضد الميليشيات الشيعية ومسلحي تنظيم القاعدة من العرب السنة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع شنت القوات والشرطة العراقية حملة ضد القاعدة في محافظة ديالى إحدى أشد المناطق اضطرابا في البلاد شمال شرقي بغداد. وألقت الأوضاع الأمنية المتغيرة في البلاد بظلالها على الجدل في السباق الانتخابي الأمريكي الذي يمثل العراق أحد أبرز القضايا الخلافية فيه بين المرشح الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون مكين. ووعد اوباما «بانسحاب هادئ ومدروس» يهدف إلى سحب القوات المقاتلة الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا في حالة فوزه بالانتخابات. ويريد اوباما تحويل الموارد العسكرية إلى الصراع المتفاقم بأفغانستان. وحذر مكين أواخر الشهر الماضي من أن خطة اوباما للانسحاب قد تكون لها عواقب تصل إلى حد الكارثة. إلا أنه أقر أيضا في مقابلة مع تلفزيون (سي.إن.إن) بأن فترة 16 شهرا ستكون «جدولا زمنيا جيدا بدرجة كبيرة» لكنه قال إن أي انسحاب يتعين أن يكون قائما على أساس الظروف على الأرض.