غضون
- اختيار الإرهابيين لحضرموت مكاناً لتنفيذ هجومهم كان اختياراً مقصوداً، ففي تلك المحافظة تجري ترتيبات لإقامة أكبر فعالية اقتصادية وهي المؤتمر المعني بحشد أكبر تجمع لرجال المال والأعمال المحليين والعرب والأجانب والذي سيطلع على فرص الاستثمار السياحي والعقاري في حضرموت.. وقد أراد الإرهابيون أن يحبطوا هذا النشاط في سياق تحقيق هدفهم الرئيسي وهو الإضرار بالدولة من خلال ضرب المصالح الاقتصادية في البلاد، ومعروف أنهم حققوا جزءاً من هدفهم في ميدان السياحة من خلال سلسلة الهجومات الإرهابية على السياح الأجانب في السنوات الماضية.. وهم يدركون أن قتل سائح أجنبي واحد كفيل بأن يحدث ضجة عالمية مدوية تروج فكرة أن اليمن بلد غير آمن..- تصوروا مقدار الضرر الذي يلحق بنا عندما يقوم وزير خارجية بلجيكا عقب الهجوم الإرهابي الأخير، بعقد مؤتمر صحفي ويقول لوسائل الإعلام العالمية إن الذين يتوجهون إلى اليمن عليهم أن يدركوا أنهم يذهبون إلى مكان يتعرضون فيه لخطر الموت.. وأن ذلك البلد تسيطر عليه جماعات إرهابية، وأن الدولة لاوجود لها في كثير من المناطق! صحيح أن ماقاله الوزير نتاج حمى نفسية اعترته إثر مقتل وجرح عدد من مواطني بلده، وأن الصورة التي القى بها إلى وسائل الإعلام عن اليمن ليست هي الصورة الحقيقية، لكن الإرهابيين قد حققوا من خلال ذلك مكسباً إضافياً في مجرى مساعيهم لضرب الدولة والمجتمع من خلال ضرب المصالح الاقتصادية، والإضرار بعلاقة الدولة مع أصدقائها المانحين، وهم أصدقاء نحن في هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدتهم.- الإرهابيون يعلنون صراحة إنهم يمارسون إرهابهم في هذه الميادين بهدف ضرب الدولة والمجتمع من خلال العوامل الحيوية للنهوض الاقتصادي، وهم بهذا التحدي الصريح يقدمون أنفسهم لنا بوصفهم أعداء لمصالحنا ولحياتنا، وهذا يعني أن كل فرد في هذا المجتمع ينبغي أن يكون شريكاً في المعركة ضد الإرهاب، ومن الخسة والنذالة أن يتورط أي فرد في تقديم أي نوع من المساعدة للإرهابيين، وتقتضي المصلحة العامة والمصالح الفردية أن تكشف ظهور الإرهابيين، وهذا مالم يتم إلى الآن بدليل أنهم مايزالون قادرين على تحدينا، بينما يوجد لدينا من يساعدهم على جمع المال وشراء أدوات الموت وتمكينهم من التحريض والتعبئة الخاطئة والتخطيط والتنفيذ ثم التخفي!