سوريا ولبنان يوقعان إعلان بدء العلاقات الدبلوماسية
وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره اللبناني فوزي صلو ح
دمشق/14 أكتوبر/وكالات/خالد يعقوب عويس: طالبت سوريا أمس الأربعاء لبنان بالتعاون في القتال ضد ما وصفته بالتهديد الإرهابي الذي يواجه الدولتين بعد تهديدات ضد قوتهم الأمنية. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي بعد لقائه نظيره اللبناني فوزي صلوخ في دمشق بان التعاون الأمني يجب أن يعمق في وجه هذا التهديد المشترك، وأضاف بان الحوادث الإرهابية في دمشق وطرابلس برهنت بان الدولتين يقعان تحت نفس التهديد. وتقول سوريا أن انتحاريا كان وراء الانفجار الذي وقع في السابع والعشرين من سبتمبر وأدى إلى مقتل 17 شخصا بينما قال الجيش اللبناني الأحد انه اعتقل مسلحين متشددين متورطين بهجومين في مدينة طرابلس الساحلية في شمال لبنان في أغسطس وسبتمبر. وفي الثالث عشر من أغسطس والتاسع والعشرين من سبتمبر وقع هجومان في طرابلس استهدفا الجيش واديا إلى مقتل 22 شخصا بينهم 15 جنديا. وأجرى المعلم محادثات مع صلوخ بشأن الخطوات الواجب اتخاذها لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وكان الرئيس السوري بشار الأسد اصدر أمس الأول الثلاثاء مرسوما بإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان لأول مرة منذ أن حصل البلدان العربيان على الاستقلال عن فرنسا في الأربعينات. وقال الوزير السوري بان القوات السورية قد عززت وجودها على الحدود مع لبنان «بهدف منع التهريب وضبط الحدود» وكان دبلوماسيون قالوا بان الزيادة في القوات السورية على الحدود كانت هامشية. وقال المعلم أن الانتشار «يخدم الأمن السوري فهو أيضا في الوقت ذاته يخدم الأمن اللبناني وأي مقولات أخرى لهذا الإجراء هي لأسباب سياسية أنانية لا تخدم مصلحة الشعبين». وكان المعلم قال في وقت سابق أمس لصحيفة السفير بان لبنان وسوريا يجب أن يتعاونا في محاربة الإرهاب رابطا بين التهديدات التي تواجه الدولتين اللتين كانتا محور استهداف مسلح سابق، وقال المعلم أن «كشف الخلايا الإرهابية في كل من لبنان وسوريا أظهر أن مصدر الخطر على البلدين واحد.» وقال صلوخ بان الجانبين وقعا الإعلان الذي سيفتح الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية عند إتمام الشروط القانونية. ولم يعقب الوزيران على أسئلة حول موعد فتح السفارتين. وقد وقع وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم واللبناني فوزي صلوخ في دمشق رسميا على إعلان بدء العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما اعتبارا من أمس الأربعاء وذلك لأول مرة منذ الاستقلال.وأكد البيان المشترك حرص الجانبين على توطيد وتعزيز العلاقات بينهما على أساس الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما والمحافظة على ما وصفها بالعلاقات الأخوية المميزة بينهما.وقد التقى الوزير اللبناني الرئيس السوري بشار الأسد بحضور مستشارته للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان والمعلم.وقد اعتبرت صحيفة تشرين السورية الرسمية في عددها أمس أن الإعلان عن تبادل التمثيل الدبلوماسي بين دمشق وبيروت لا يعني اعترافا سوريا باستقلال لبنان، مؤكدة أن سوريا تعترف دائما باستقلال لبنان.وأعربت الصحيفة عن أملها بأن تشهد الأشهر والسنوات القادمة تجاوزا للقصور في العلاقات بين البلدين واندفاعا نحو علاقات أقوى وأمتن.ولاقت الخطوة السورية ترحيبا عربيا، واعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب محادثات مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع بالقاهرة القرار السوري «خطوة مهمة وتاريخية وتدفع الحركة الإيجابية اللبنانية إلى الأمام».وفي وقت سابق وصف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الخطوة السورية بـ»المتقدمة والتاريخية على طريق تأكيد وتثبيت استقلال وسيادة لبنان وقراره الحر». وقال إن المرسوم من شأنه تدعيم علاقات البلدين «على قاعدة الاحترام المتبادل والتعامل بالمثل».على الصعيد الدولي رحبت الخارجية الأميركية بالخطوة, لكنها قالت إن هناك مهامَّ لم تستكمل كترسيم الحدود, ووصفها المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك بالخطوة الإيجابية.كما تحدث ناطق باسم الخارجية البريطانية عن مرسوم إيجابي لكنه يفتقد تفاصيل كأسماء السفراء والتاريخ المحدد لتنفيذه.