صباح الخير
حب , زواج , أبناء ، هذا ما يؤول إليه حال كل بني البشر لتكوين الأسرة ولتكوين حياة زوجية سعيدة , ولكن هناك بعض الأسر يسيئون معاملة أبنائهم وأيضاً عدم الاهتمام بهم وتوبيخهم وضربهم , عندها يفقد الطفل ذلك الأمان المزعوم ويتجه إلى الشارع , نعم هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطورة كبيرة على مجتمعاتنا العربية ,لقد بلغ عدد هؤلاء الأطفال ما يقارب (7) ملايين طفل في الوطن العربي ففي مصر وحدها وصل العدد إلى (5,1) ملايين طفل حسب دراسات قامت بها ( اليونسيف ) , وفي المغرب وصل العدد إلى ما يقارب النصف مليون وفي السودان (37) ألف طفل وفي اليمن (7) ألاف طفل وفي لبنان (3500) طفل وأما في العراق فكل يوم يزداد العدد بسبب الاحتلال الأمريكي للبلد فقد وصل العدد إلى مئات الآلاف في الفترة الأخيرة .< ما مصير هذا الطفل الذي لم تشبعه أسرته من حاجاته الأساسية التي تعتبر حقه في الحياة , لقد أصبح اليوم بدون حقوق وبدون أسرة فلجأ إلى الشارع كوسيلة للتفريغ عن ما يشعر ويحس به , هذا ما يجعله عرضة للاستغلال والحرمان من ممارسة حقوقه المجتمعية .< فإذا نظرنا إلى أسباب خلق ظاهرة (طفل الشارع ) فسيكون على رأس هذه الأسباب المشاكل الأسرية التي تؤدي للطلاق والذي بدوره يزعزع شعور الطفل فيبقى محتاراً بين البيت والشارع وبين كسب لقمة العيش والعمل لعدم وجود رب ألأسرة أو يغدو أحد الأطفال الضعفاء الذين يستغلهم البعض لأغراض شخصية بشعة مثل السرقة والتسول أو التحرش الجنسي أو يستغل جسدياً من تجار يعملون في تجارة بني البشر ويشكل الفقر العامل الثاني إن لم يكن الأول في نشوء أطفال الشوارع وهو عندما يتعرض الطفل للضرب والاهانة والتعذيب من قبل أسرته لكي يوفر لهم المال لتوفير قوتهم بأي وسيلة أما يعمل ويجتهد أو يسلك سلوك أطفال الشوارع في الضياع وسلوك طريق لا رجوع عنه , إلى جانب المشاكل الأسرية وانقطاع الطفل عن الدراسة وجعل الشارع بيته المفضل وغيرها من الأمور التي هي في الأساس أسباب رئيسية في نشوء وخلق هذا الطفل المتشرد .ڈ ومثلما هناك أسباب رئيسية في دفع الأطفال إلى اللجوء للشارع هناك أيضاً نتائج تنشأ عن وجودهم فيه وهي الانحراف والإجرام من خلال تناولهم السجائر والمخدرات والكحول إلى جانب التسول لجمع المال لكي يوفروا لأنفسهم ما يحتاجون من طعام ومن شراب هذا ويعتبر المرض من أهم هذه النتائج الذي يحصل عليها طفل الشارع كمرض نقص المناعة ( الإيدز ) وذلك لذهابهم لبعض الأماكن الرخيصة والقذرة إلى جانب أمراض السرطان والضعف الجسدي وغيرها من الأمراض التي تجعل القلب يتفطر ألماً وحزناً لحالهم والعين تقف ناظرة إليهم دون حراك .ڈ فأنا ومن خلال هذه الزاوية أناشد كل الجهات المختصة بالنظر بعين الرحمة لهذه الفئة من الأطفال الذين لن يترتب عن وجودهم في الشارع سوى ضياع مستقبلهم ومستقبل بلدهم بصفتهم الجزء الرئيسي في تطوير البلد لأنهم أبناؤه وحاضره ومستقبله .