لدى افتتاحه المنتدى الخليجي الخامس لعلوم الزلازل .. رئيس الوزراء:
صنعاء/سبأ: دعا الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء إلى إقامة مركز أبحاث إقليمي لرصد ودراسة الظواهر الطبيعية يرتبط بصورة مباشرة مع المراكز الوطنية والدولية العاملة في هذا المجال. موضحا أهمية تعزيز عملية التواصل وتبادل المعلومات والابحاث والدراسات بين دول المنطقة تجاه النشاطات الجيولوجية القائمة فيها .جاء ذلك لدى افتتاح الأخ رئيس الوزراء أعمال المنتدى الخليجي الخامس لعلوم الزلازل الذي بدأ اعماله امس في صنعاء ويستمر حتى الأربعاء القادم ، وقال: إن الزلازل بطبيعتها لا تعترف بالحدود أو الحواجز ولنا في تسونامي المثل والعبرة والذي امتدت آثاره المدمرة حتى وصلت إلى شواطئنا الجنوبية الأمر الذي يحتم بالضرورة تعزيز التعاون بين دول الإقليم ولا سيما في منطقة الجزيرة العربية التي تقع ضمن منطقة نشاط جيولوجي متفاعل يتمثل في انفتاح البحر الأحمر وخليج عدن ومنخفض عفار.وأوضح أن جوانب التعاون في هذا المجال يجب أن تتركز في تبادل المعلومات والخبرات والأبحاث والدراسات الجيولوجية وكذا إجراءات وطرق وآليات التقليل من المخاطر المحتملة للزلازل لما فيه مساعدة الحكومات على تطوير قدراتها على التعامل السريع والتخفيف من الخسائر البشرية المحتملة جراء هذا النوع من الكوارث الطبيعية.واشار رئيس الوزراء الى الأهمية الكبيرة التي يكتسبها هذا المنتدى انطلاقا من أبعاده الإقليمية ، مؤكدا ضرورة استمرار الرعاية والاهتمام بالمنتدى وصولا إلى تحقيق التعاون الأمثل بين دول المنطقة وعلى وجه الخصوص دول الجزيرة العربية ، وأن يكون التركيز في هذه العملية على توسيع قنوات التواصل بين المختصين والفنيين الذين يحتاجون بكل تأكيد للاستفادة من الخبرات المتبادلة والمعلومات والابحاث المتاحة على المستوى الوطني.وشدد على أهمية الأخذ بعين الاعتبار البعد الإقليمي والدولي لهذه العملية وتحديدا مع الأشقاء في الشاطئ المقابل من البحر الأحمر وخليج عدن ومراكز الابحاث الدولية المتخصصة التي حققت نجاحات مشهودة في هذا المجال وساعدت بدرجة مؤثرة جهود العديد من الحكومات حول العالم في الإبلاغ المبكر عن الزلازل والتخفيف من آثارها المدمرة. واوضح إن ما شهدته اليمن مؤخرا من نشاط مرتبط بالتكوين الجيولوجي لمنطقة البحر الأحمر والذي أدى إلى إعادة النشاط البركاني في جزيرة جبل الطير الواقعة في أخدود البحر الأحمر والانهيار الصخري على قرية الظفير بمحافظة صنعاء عام 2005م وغيرها من الظواهر الطبيعية التي حصلت على مستوى المنطقة قد ساهمت بشكل كبير في زيادة حجم الاهتمام والدعم الحكومي تجاه تطوير الجوانب الفنية والتجهيزية والبحثية لمركز الرصد الزلزالي بمحافظة ذمار بحدود ماهو متاح من إمكانات وذلك لتعزيز دور المركز في عملية دراسة وقياس حجم الزلازل وتعيين مدى امتداد تأثيراتها المحتملة وطنيا واقليميا في الوقت الذي عملت الحكومة فيه على إنشاء مجلس الدفاع المدني للقيام باعمال الاغاثة والتخفيف من الآثار الناتجة عن مثل هذه الكوارث الطبيعية .وألمح مجور إلى أنه يجري حاليا الإعداد لخارطة المخاطر الطبيعية المحتملة التي تساعد الحكومة على تحديد المناطق المعرضة لأية كوارث قد تحصل ولاسيما الانهيارات الصخرية وانزلاق التربة ، متمنيا في ختام كلمته لهذه التظاهرة العلمية الخليجية التوفيق والنجاح والخروج بتوصيات ورؤى تكفل استفادة الحكومات والمجتمعات منها لما فيه خير وأمان الجميع.من جانبه أشاد خالد محفوظ بحاح ، وزير النفط و المعادن بالجهود المبذولة من دول الخليج العربي في مجال دراسة الزلازل ودرء مخاطرها وكل ما تم إنجازه بهذا المجال خلال السنوات الماضية ، وقال:” إن هذا التعاون يمثل نموذجا للتكامل العلمي والتطبيقي بين المؤسسات المتخصصة في دول الخليج العربي بخاصة دول شبه الجزيرة العربية ككل” ، مؤكدا أهمية مراقبة الزلازل ودراستها ودرء مخاطرها لإقامة وإنجاح وديمومة أي مشروع اقتصادي او استثماري بخاصة المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل تلك المتعلقة بإنتاج البترول وتحلية المياه والبنى التحتية الصناعية والسكانية الاخرى التي تساهم في إدارة عجلة التطور في أي بلد في العالم ، مشيراً الى ان وزارة النفط والمعادن ممثلة بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية وانطلاقا من هذا التوجه تبنت خططا استراتيجية طموحة بهذا المجال الحيوي الهام وذلك عن طريق الدعم الفعال لمركز رصد ودراسة الزلازل في محافظة ذمار الذي كان قد استحدث عام 1982م والتوجه إلى تطويره كي يشمل كذلك دراسة مخاطر البراكين.واوضح بحاح إن اليمن شهدت في السنوات الأخيرة مخاطر جيولوجية متنوعة متمثلة بهزات أرضية واضحة وانزلاق صخري وثوران براكين ، أثرت سلبا في البنية التحتية والبشرية للمناطق المعنية بها ، مما يؤكد ضرورة الاسراع في تبني خطط وبرامج فعالة من شأنها دراسة مراقبة المناطق ذات الأفضلية العالية لحدوث مثل تلك المخاطر على مستوى الاراضي اليمنية وأراضي الدول الشقيقة والصديقة المجاورة.بدوره اعتبر الدكتور إسماعيل ناصر الجند ، رئيس الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فعالية المنتدى خطوة في الطريق الصحيح للتعاون بين دول الخليج والجزيرة بشكل خاص وبين دول المنطقة بشكل عام مع المراكز البحثية العالمية الاخرى والجهات المختصة في مجال علوم الزلازل والبراكين.وقال رئيس الهيئة :” نشعر بالسعادة لتنظيم مثل هذه الملتقيات في الدول المعنية كون تفعليها يمثل خطوة مهمة في ربط المصالح المشتركة وتوطيد العلاقة بين العلماء والباحثين والمختصين في شتى المجالات بما فيها هذا المجال الهام” ، مشيدا بجهود الجهات المتعاونة والمساهمة في إنجاح الترتيب والإعداد لفعالية المنتدى.وألقى الدكتور عبدالله العنيزي ، رئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى الخليجي الرابع كلمة تطرق فيها إلى الأهمية التي بات يكتسبها المنتدى على مستوى المنطقة العربية ككل ، موضحاً أن المنتدى اكتسب في دوراته الأربع السابقة سمات علمية عديدة وأصبح من الأهمية بمكان لدى العديد من مراكز الأبحاث المهتمة بعلم الزلازل والجامعات العربية والعالمية التي سارعت للمشاركة في مختلف فعالياته.اما الدكتور أوسور سكارفيدنسون ، وزير الطاقة والصناعة الآيسلندي ، فقد استعرض في كلمته بافتتاح المنتدى التجربة الأيسلندية في مجال الطاقة الكهروحرارية وما قطعته من شوط كبير بهذا المجال.حضر الجلسة الافتتاحية للمنتدى الخليجي الخامس المهندس عبدالرحمن فضل الارياني ، وزير المياه والبيئة و المهندس عمر عبدالله الكرشمي ، وزير الأشغال العامة والطرق والدكتور يحيى الشعيبي ، وزير الدولة أمين العاصمة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بصنعاء الى جانب أكاديميين وباحثين ومهتمين بعلوم الزلازل.