عيدروس عبدالرحمن:السبت القادم، وما أقربه، يبدأ المونديال الأوروبي الثالث عشر على أرض السلام العالمي سويسرا بمعية النمسا، وسيقص شريط الافتتاح في ملعب (سانت ياكوب بارك) في بازل المدينة التي تستضيف مباريات المجموعة الأولى ولقاء الافتتاح بين المضيف سويسرا مع التشيك.وكأس أمم أوروبا اعتبره الكثيرون أنه أفضل وأمتع منافسات الكرة على الإطلاق (عموماً) باعتباره يضم أفضل 16 فريقاً عالمياً من أصل 20 منتخباً. لذلك يفضله الكثير حتى على المونديال العالمي.ويتوقع أن تشهد البطولة الثالثة عشرة منافسات حادة ولقاءات حامية الوطيس وارتفاع منسوب الأداء والجمال العروضي مع ما تضيفه مفاجآت مثل هكذا منافسات من زيادة في الإمتاع والتشويق..ويصعب، بل يستحيل التكهن بأحقية وصلاحية منتخب أوروبي واستحقاقه لحمل اللقب لأسباب عدة أبرزها تقارب مستويات الفرق، وكثرة خطاب وحاملي مقومات الاستحقاق، والدرس البليغ الذي قدمته دولة اليونان في النسخة الأخيرة (يورو 2004) عندما قلبت المعطيات وأخرجت الأبطال وقدمت كرة الفلاسفة الإغريق كأسياد جدد للكرة الأوروبية، وهي التي ذكرتنا بما عملته الدنمارك عام 1992 عندما دخلت المنافسات من الباب الخلفي كبديل بعد حرمان بقرار سياسي، لكنها خرجت منها وعلى رأسها أكاليل الغار، لذلك فالاستحالة أقرب من التوقع علماً بأن نظريات الكرة الحديثة قد أسقطت تماماً مقولة الترشح باعتبار أن البطل المتوج هو من تصنعه المنافسات ويبرز من رحم ومن مقلاة التصفيات يثير الانتباه ويسحب بساط الأبطال لصالحه ويتفق الجميع بأنه الأجدر حتى وإن لم ينل النسبة المطلوبة من التكهنات قبل اندلاع معارك البطولة والشواهد كثيرة أقربها فوز ايطاليا بمونديال 2006، وتتويج الفريق المصري بالكأس السمراء عام 2008م .
[c1]الخاسر الأكبر[/c] وعلى مدى عام ونصف العام هي عمر التصفيات المؤهلة لنهائيات القارة العجوز خضعت خمسين دولة أوروبية لخطف 14 بطاقة فقط، أفرزت لنا هذه الباقة من المنتخبات الأوروبية الأفضل حالياً مع غياب مفاجئ لفرق ومنتخبات كان حضورها دائماً أمثال الفريق الإنجليزي الذي اعتبره الكثيرون أكبر الخاسرين وأبرز من تفتقدهم أعين المشاهدة والعشق الكروي، إضافة لكل من الدنمارك، واسكتلندا التي كانت قاب قوسين من التأهل لولا لعنة أباطرة روما وإيرلندا الشمالية.ويمكن اعتبار هذه البطولة انها بطولة نارية للذكاء الذي تعاملت معه البلدان الأوروبية في تقديم موعد ختام مسابقاتها المحلية لإعطاء فسحة زمنية للنجوم في التقاط الأنفاس والتهيئة الأمثل، ولعل مشاهدات الكثير من المتابعين للمباريات التجريبية وقوة العروض وجمالها يعطينا توقع أن يورو 2008م سيكون (ربما) الأفضل فنياً وتشويقاً.والبطولة كغيرها من المنافسات الكروية الكبرى تعتبر سوق عكاظ للنجوم ومزاد علني لا يقبل الزيف أو التلميع لتقديم مهاراتهم وتحسين أسعارهم في بورصة السوق الكروية وهذا ما جعل سوق التنقلات يبدأ متأخراً حتى ينفض المولد الأوروبي.ولعل أبرز وأهم جديد يورو 2008م أنه بطولة ومحطة تاريخية لمكافحة المنشطات بدءاً بتحاليل الدم لأول مرة في تاريخ البطولات.. مع مضاعفة العقوبات للوصول إلى بطولة أوروبية خالية من العقاقير المنشطة.
[c1]ظلم القرعة[/c]وباتفاق الجميع فإن المجموعة الثالثة هي التي أثارت الدهشة وحركت مبكراً حمى التكهنات ليس من سيفوز بالكأس فحسب ولكن من سيصيف من دون بلوغ دور الثمانية وهي التي تضم كل من ايطاليا بطلة كأس العالم مع وصيفتها فرنسا، إضافة لهولندا وكرتها المفتوحة ورومانيا وهي باتفاق الجميع أقوى المجموعات مع ما حملته من أسماء وتوصيفات حتى أن البعض حصر البطولة لإحدى فرق المجموعة.وكان اتحاد (اليوفا) قد اعتمد في توزيعه لقرعة المجموعات على تصدر منتخبي الاستضافة للمجموعات إضافة لحاملة اللقب (اليونان) والرابعة هولندا باعتبارها صاحبة أفضل التصفيات.ولكن تبقى التوقعات أهم لوازم واحتياجات أية بطولة خاصة هذه التي يقدم فيها الفريق الإسباني أوراق اعتماده التي ستضعه على منصة التتويج لو أحسن استغلال نجومه، والبرتغال الصائم عن البطولات والباحث عن التعويض للفوز باللقب بعد أن لامسته أنامل لاعبيه ولم تقبض على الكأس.ثم ماذا نقول عن كل من ايطاليا، فرنسا، ألمانيا صاحبة الرقم القياسي ناهيك عن السويد.. وقد تنحاز الكأس لأحد أصحاب الضيافة..هنا نتوقف لنقف مجدداً مع فرق المجموعة الأولى ما لها وما عليها.