غضون
* ذلك الرجل الهالك الذي ذبح طفله في الرضمة لإرضاء أبيه وأخيه فعل منكراً وأنهى حياته وحياة عائلته بطريقةٍ يشمئز منها ضمير الحيوان وليس ضمير الإنسان فحسب، وهناك ثقافة محرضة على مثل هذا السلوك، وتسمع أحدهم يقول لك: أفديك بولدي، وأرضيك بولدي، وقد فعلت فعلها في ذلك الرجل هذه المرة.وهذه الجريمة المدوية استلفتت الرأي العام لبشاعتها، وهي على أي حال نوع من الجرائم الكثيرة التي طرأت في المجتمع خلال السنوات الأخيرة، فمن وقت إلى آخر تقع جرائم لم نكن نسمع بمثلها، حيث قتل آباء على أيدي أبنائهم وقتل أبناء بسلاح آبائهم عمداً، وأزواج يقتلون زوجاتهم وزوجات يقتلن أزواجهن وآباء يغتصبون أطفالهم،وآخر جريمة من هذا الضرب وقعت في العاصمة حيث اغتصب أب ولده ابن الأربع سنوات وفي تعز اغتصب أب ابنته التي لا يزيد عمرها على عشرة أعوام!.* ما الذي حدث لهؤلاء؟ سؤال معقد ينبغي أن يجيب عليه المتخصصون في علم الاجتماع وعلم النفس،إذ أن هذه الجرائم الجديدة زادت أعدادها في السنوات الأخيرة حتى لكأنها بصدد التحول إلى ظاهرة، وينبغي أن تحظى بالدراسة والبحث عن الأسباب والمتغيرات التي دفعت الناس إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم، وكذلك وضع مشروع لمواجهتها أو القضاء عليها.* وأزعم أن القانون يجب أن لا يتهاون في معاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم.. ولم يعد مقبولاًً التسامح مع الذين ينهون حياة الآخرين، حتى لو كانوا أولادهم.. فالله هو واهب الحياة، ولا يجوز أن نتسامح مع أب قتل ابنه بدعوى أن الأب سبب في وجود الولد وبالتالي لا يجوز أن يكون هذا الولد سبباً في إفناء أبيه كما قرر الفقهاء، كما لا يصح الإبقاء نصوص قانونية تتساهل مع الزوج إذا قتل زوجته و العكس.. هذه نصوص قانونية تشرعن للجريمة ويجب إلغاؤها.