الرئيس الفلسطيني يقول إن هذه الجرائم لا يمكن أن تأتي بالسلام
شهداء غزة
غزة/14 أكتوبر/ نضال المغربي: قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 17 فلسطينيا كلهم تقريبا من المقاومين في قطاع غزة أمس الثلاثاء موجهة أعنف ضربة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أكثر من عام. وتأتي الغارات الإٍسرائيلية بعد مهمة سلام قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش في المنطقة. وقتل متطوع من الأكوادور يعمل في مزرعة جماعية لمستوطنة إسرائيلية (كيبوتس) على الحدود مع قطاع غزة أثناء الاشتباكات قرب السياج الحدودي. وتأتي أعمال القتل للفلسطينيين هذه بعد أربعة أيام من اختتام زيارة قام بها بوش لإسرائيل والضفة الغربية المحتلة. وهذا هو أكبر عدد من القتلى الفلسطينيين في يوم واحد منذ نهاية عام 2006 . وزعمت إسرائيل إنها شنت العملية لكبح إطلاق الصواريخ من غزة. وقال مسعفون محليون ومن حماس نحو 17 فلسطينيا وهم 12 ناشطاً بحماس ونشط آخر ومدنيان وآخرين قتلوا في اشتباكات مع قوات الاحتلال الإٍسرائيلية في شمال قطاع غزة وشرقي مدينة غزة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في مدينة رام الله بالضفة الغربية «اليوم هناك مجزرة.. هناك مذبحة ضد أبناء هذا الشعب... إننا نقول للعالم ولإسرائيل ولكل الناس أن مثل هذه الجرائم لا يمكن أن يسكت عليها شعبنا وإنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تأتي بالسلام.» ولكن عباس أضاف للصحفيين «إذا كانت هناك نوايا ورغبة للسلام أعتقد أن الوقت كاف للوصول إلى سلام بيننا وبين الإسرائيليين في هذا العام المهم أن تتوفر النوايا والرغبة لديهم ونحن متأكدون إننا سنصل بإذن الله .» وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس إنه طالما استمر المقاومون في غزة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل «لن يكون أمامنا خيار سوى الرد لوقف ذلك.» وتعارض حماس محادثات السلام التي تشجعها الولايات المتحدة بين إٍسرائيل والسلطة الفلسطينية. وتكهن بوش خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام بأنه سيجرى التوقيع على معاهدة سلام قبل أن تنتهي فترة رئاسته في يناير كانون الثاني عام 2009 . وقال محمود الزهار أحد زعماء حماس في مستشفى بغزة وهو يلقي نظرة على جثمان ابنه أحد النشطاء الذين قتلوا في أعمال العنف أمس «هذه إحدى نتائج زيارة بوش. هو شجع الإسرائيليين على قتل أبناء شعبنا.» وكثيرا ما تنفذ إسرائيل التي سحبت قواتها والمستوطنين من قطاع غزة عام 2005 عمليات ضد المقاومين في قطاع غزة في محاولة لوقف رد المقاومة على الأعمال العدوانية الإسرائيلية بإطلاق صواريخ عبر الحدود. وكان عباس استخدم كلمة «مذبحة» في أغسطس لوصف مقتل 13 فلسطينيا على أيدي إسرائيل في قتال استمر ثلاثة أيام في غزة خلال هذا الشهر. وقال سكان حي الزيتون بمدينة غزة إن نحو عشر دبابات وعربات مدرعة توغلت في المنطقة.، وأضاف عاملون بالمستشفى أن 40 فلسطينيا على الأقل أصيبوا في القتال الذي اندلع أمس بينهم خمسة إصاباتهم بالغة. ووجه مستشفى الشفاء في غزة نداء من أجل التبرع بالدم. وقال الزهار الذي كان فقد ابنا آخر عام 2004 عندما حاولت إسرائيل اغتياله للصحفيين «نحن سوف نستمر على طريق التحرير.. كامل التحرير حتى لو قتلنا جميعا.. «سوف نرد عليهم باللغة التي يفهموها... حتى لو اغتالوا ألف قائد ستبقى هذه الحركة (حماس) حية.» وتبرع بالدم في مستشفى الشفاء إسماعيل هنية أحد زعماء حماس الذي تولى منصب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الفلسطينية بقيادة حماس التي أقالها عباس بعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات حركة فتح. ووصف هنية العملية التي نفذتها إٍسرائيل بالمذبحة القبيحة. وتحركت الولايات المتحدة وإسرائيل لعزل حماس بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المؤقتة.