فلسطين المحتلة / وكالات :شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من الغارات الجوية على أهداف فلسطينية ولحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة أمس السبت ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين على الأقل في الوقت الذي يدرس فيه مسؤولون بارزون إستراتيجية أوسع لوقف المقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق الصواريخ على المغتصبات الإسرائيلية.وزادت الغارات الجوية من المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون بعد تسعة أيام من الاقتتال الداخلي العنيف الذي أوشك على بلوغ حرب أهلية بين حركة حماس الإسلامية الحاكمة وحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.واتفق مفاوضون من حماس وفتح خلال محادثات بوساطة مصرية على هدنة جديدة تبدأ الساعة 1200 بتوقيت جرينتش أمس السبت رغم انه ليس واضحا ان كان الاتفاق سيصمد.وقال توفيق أبو خوصة احد زعماء فتح أنها ستكون وصمة عار إذا استمر العنف الداخلي في ظل هذا العدوان الإسرائيلي.ولكن بعد دقائق من اختتام محادثات الهدنة تعرض موكب احد مفاوضي فتح لهجوم شنه مسلحون فلسطينيون مجهولون. ولم يصب محمد المصري مسؤول المخابرات البارز بحركة فتح بأذى.وقالت فتح ان مسلحين من حماس خطفوا أحد ضباطها الأمنيين عند نقطة تفتيش امس السبت. واستمر القتال أثناء الليل حول الجامعة الإسلامية المؤيدة لحماس في مدينة غزة.وقال وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي عمير بيريتس ان إسرائيل لديها الكثير من الخيارات لمحاولة منع المقاومة من إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل لكنه قلل من إمكانية شن غزو بري موسع لغزة على الفور.وأضاف "أعتقد أن فكرة السيطرة على غزة ثانية قرار يمكن أن يتخذ في أي وقت."وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي ان ضربة جوية استهدفت أمس السبت ثلاثة نشطاء يطلقون الصواريخ من غزة. وقال سكان محليون ان راعيي أغنام قتلا وأصيب أربعة آخرون.وتسبب إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل امس السبت في وقوع أضرار ولكن لم تقع إصابات.وزعم جيش الاحتلال انه دمر خلال غارات جوية في وقت مبكر أمس السبت مخزنين للأسلحة تابعين لحماس في مدينة غزة.وقال فلسطينيون أنهما كانا مسبكين للمعادن وليس لهما أي صلة بحماس.وأسفرت حملة القصف الإسرائيلية ضد حماس عن استشهاد 17 فلسطينيا على الأقل منذ يوم الأربعاء. وقال سكان محليون ان الشهداء بينهم خمسة مدنيين على الأقل.وقتل 49 فلسطينيا على الأقل في تسعة أيام من الاقتتال الداخلي الشرس بين حماس وفتح.وقال غازي حمد المتحدث باسم الحكومة التي تقودها حماس قبل دقائق من تعرض موكب المصري للهجوم ان الحركتين بدأتا في إصدار أوامر لرجالهما بتطبيق الهدنة فورا.وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية جدد عزام الأحمد نائب رئيس الوزراء وهو من قادة فتح دعوته بحل القوة التنفيذية متهما إياها بإذكاء العنف الداخلي.وتتهم حماس إسرائيل بالتأمر في الصراع من أجل السيطرة على غزة التي انسحبت منها القوات والمستوطنون الإسرائيليون قبل عامين تقريبا.وقال بيريتس لراديو جيش الاحتلال الإسرائيلي ان إسرائيل تأمل "ان تكون اليد العليا للقوى المعتدلة..الأمة الفلسطينية بحاجة الى أن تفهم أن حماس تقودها صوب كارثة لن تتمكن من الخروج منها."ومعظم القتلى في الاقتتال الداخلي من فتح ولكن مسؤولين أمنيين أمريكيين وإسرائيليين يقولون أنهم يعتقدون أن حماس تقلل من عدد قتلاها.وردا على القصف الجوي الإسرائيلي هدد الجناح العسكري لحماس باستئناف التفجيرات الانتحارية في إسرائيل. وأخر هجوم شنه مهاجم من حماس في إسرائيل كان عام 2004 .وقال مسؤول إسرائيلي رفيع طلب عدم نشر اسمه "إذا استأنفوا التفجيرات الانتحارية سنرد بحصار غزة."وتابع أن صناع السياسة الإسرائيلية الكبار يدرسون اقتراحا يطلب من إسرائيل الرد على أي تفجير انتحاري بإغلاق كل معابر غزة، واستطرد "الأمر حساس للغاية. نحن على دراية بالعواقب المحتملة."واحتجاجا على استمرار المواجهات الفلسطينية التي خلفت نحو 50 قتيلا خلال أيام أفادت الأنباء بأن تسعة نواب يمثلون حركة فتح في المجلس التشريعي علقوا عضويتهم في المجلس.وقالت النائبه نعيمة الشيخ إن القرار جاء إثر عدم قدرة المجلس التشريعي على الاضطلاع بدوره بسبب الاقتتال، مشيرة إلى أن بين النواب الذين علقوا عضويتهم خمسة من الضفة الغربية.وكانت دبابات الاحتلال المتمركزة على حدود قطاع غزة قصفت صباح امس شمالي جباليا موقعة أضرارا مادية دون تسجيل إصابات.ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن شهود عيان قولهم إن الدبابات الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة وأطلقت عدة قذائف مما ألحق أضرارا مادية فادحة ببعض المباني والممتلكات.إلى ذلك قال الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت انه أطلق قذيفة صاروخية على جرافة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الى الشمال مباشرة من السياج الحدودي مع غزة.ولم يتضح ما إذا كانت هناك أي إصابات في الهجوم وهو الأول الذي تشنه حماس على مواقع إسرائيلية في غزة منذ شنت إسرائيل ضربات جوية مستهدفة النشطاء يوم الأربعاء.وشوهدت سيارات الإسعاف الإسرائيلية تدخل حدود غزة بالقرب من موقع الهجوم.