بسم اللَّه الرحمن الرحيم«أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»صدق اللَّه العظيمعندما اصدرت صحيفة (14أكتوبر) عددها الأول في التاسع عشر من يناير عام 1968م كان شكلها ومضمونها تعبيراً عن الإرادة المستقلة للشعب لانها أول صحيفة حكومية تصدر آنذاك في جنوب الوطن الحبيب وهي تعبير مادي عن استقلال الوطن وتخلصه من الاحتلال إذ استطاعت الطبقة المثقفة، بعد خمسين يوماً من رحيل آخر جندي، من ايجاد ارضية ثقافية للتخاطب الشعبي والجماهيري ونقل المفاهيم السياسية المستقلة البعيدة عن إرادة المستعمر البريطاني الغاشم الذي كرس كل أدواته الإعلامية والثقافية لترسيخ الاحتلال وطمس هوية الوطن وتجهيل الشعب طيلة مائة وثمانية وثلاثين عاماً، وبرغم الارهاصات السياسية التي مرت بها البلاد، الى ما قبل توحيد الوطن كانت ممثلة للإرادة الوطنية وان كانت لم تخلُ من تدخلات بيروقراطية او مزاجيات القبائل الحزبية المتمركسة التي تعاقبت على حكم البلاد ابتداءً من أول حكومة قحطانية الى آخر حكومة بيضية، ومن الطبيعي ان تخضع ولو بشكل غير مباشر الى تلك الحقب وتأثير مزاجيات شخصية لا ايدولوجية، ولكنها ظلت الشرعية الناطقة باسم الحكومات وظلت كذلك بين هذا التذبذب والمد والجزر في سياستها (الصحفية) ولم تستقر إلا بعد توحد الوطن على يد ابنائه الشرفاء لتصبح راعية للمصالح الشعبية والمعبرة عن احتياج الناس موضحة ماتقوم به القيادة السياسية المتمثلة بصانع مجد اليمن وتاريخه الحديث فخامة الأخ/ علي عبداللَّه صالح/ رئيس الجمهورية، من إنجازات تاريخية عامة.. هذه هي صحيفتنا صحيفة الرابع عشر من أكتوبر بثوبها الوطني على التواصل مع الجماهير القارئه ومثقفيها المحليين وأنا كصحفي اكتب في هذه الصحيفة منذ عام 1948م ونحن نحتفل في عيد ميلادها الـ (38) اقول انها لم تستقر بمضمونها الثقافي وشكلها الإخراجي كما هي عليه الآن رغم وصول كفاءات قيادية ذات خبرة صحفية طويلة ولها باع طويل في الإعلام والإدارة الصحفية وأسباب ذلك يرجع الى عدم قدرتها على تشخيص مكامن الخلل عكس ما فعلته القيادة الجديدة للصحيفة بمهارة وقدرة عجيبة وزمن قصير تمكنت من استئصال الورم الذي خيم على قلب الصحيفة والتخلص من (طواهيش) الصحيفة الذين كانوا يسيطرون على العمل الجيد والكتابات الجادة ويسلبوها مضمونها وامضاء كاتبها لترسل الى صحف خليجية وتعجب من نزول مادتك، وان تغير الشكل، في تلك الصحف وتفاجىء بعد أيام او اسابيع نزولها في صحيفة (14أكتوبر) متأخرة.القيادة الجديدة استطاعت أن تتجاوز هذه الخروقات المعيبة للمهنة واستطاعت بأمانتها نقل الحقيقة واستقطاب كتاب عرب وأصبح للصحيفة متعة في القراءة واني لفخور كل الفخر بهذه القيادة القديرة والجديرة في نقل الصحيفة من حالة التقوقع ضمن نطاق محدود وضيق في محافظات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الى كافة محافظات الجمهورية وبحكمة قضت على التعليب المحلي والظهور بشكل يشرف البلاد بين الصحف العربية، ولا يهم إمضاء الكاتب بقدر ما يهم مضمون المادة ونوعيتها ومردودها الثقافي.ومن هذا الواقع نكتشف في القيادة الجديدة التي يفصلها عنا سبعمائة كيلو متر تقريباً حقيقة واحدة انها قيادة واعية عالية الثقافة جادة في توعية الناس وتثقيفهم وجعل الصحيفة منبراً يلعب دوراً مهماً في بنيان ثقافة المجتمع وغرس قيم الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن وكسر الحواجز النفسية من خلال التواصل والوصول الى كافة محافظات الجمهورية دون تمييز بين واحدة وأخرى وهذا النشاط الصحفي والإصرار الإعلامي ينم على قدرة وجدارة القيادة في مسح فكر التشطير نهائياً من نفوس الضعفاء والأعداء من خلال إيصال الصحيفة يومياً الى أقصى المناطق الريفية دون ان تفكر بالربح والخسارة المالية واللَّه من وراء القصد.*عمران/ طارق الخميسي
|
تقرير
البقاء للجيد والأحسن
أخبار متعلقة