في لقاء مع شاعر المحويت محمد علي مهدي
[c1]* انتبهوا: التالية ستأخذكم إلى ما وراء الوجوم..[/c]صدام الزيدي :يتحدث بلكنة شاعرية لا تخلو من فلسفة واستشراف ثاقب لما هو كامن وراء السطور فيما تطير به اللحظة الى عوالم ومدارات لاحدود لتعرجاتها وتهاويمها المتراكضة في مخيلة شاب على مشارف الثلاثينات من العمر وجد نفسه على حين غفلة أحد ثلة قليلة احتواهم قسم المخالفات بإدارة مرور المحويت تستفزه بدافع فضولي فيما تلملم بعض اسئلة واستفسارات ترتبط بوثائق وشواخص مرورية علك تكبح غموضاً لا يرقى لأن يكون اشكالاً تفرضه الضرورة غير أنك ما تلبث أن تجده يدحرج قوالب ومقتنيات ابداعية غاية في التميز ريثما ينجز اعمالاً ومهاماً بحسب طبيعة الروتين اليومي. السطور التالية ستأخذكم الى ما وراء الوجوم .. إنها نتاج حوار مع كائنات الصمت وما أكثرها .. بعض هذيان يسوسن الأرق جماليات معاقراته كيما ينأى المغضوب عليه في برازخ السكون والتوحد ليس هرباً من مخالفة مرورية تشابكت جزيئاتها وتبعاتها ولكنها تمرد على رادارات الضجيج وما أدراك ما الضجيج ..[c1] كروي الأحاسيس[/c] * دعنا نباغتك بهذه الاستفزازية الرائعة :”من أنت .. ومن أين جئت؟!” - محمد علي المهدي .. من أبناء مدينة المحويت .. كائن يتغذى من الصمت يحيا لإشباع رغبته في التأمل يضيء المزاج له كلما صار يعبر جسر التشرد. جئت من غار حرف وبي شاعر / كروي الأحاسيس / في وجهه شطحة تشبه الهذيان / كما أنها في الحقيقة تدعى القصيدة / جئت يسحبني خلفه وتر / نحو أغنية بالمجانين تشدو / فنعم الغناء ونعم المجيء.. * مصيدة القصيدة .. كيف تتربص بك .. ومتى ؟ - بما أن الانسان منذ بدء التكوين الى ميلاده الى فنائه يحكي عن مشهد لم ينته بعد في قصيدة عنوانها الوجود يؤكد ذلك أن الانسان لا يأتي قبل تكوينه بالرؤية ولكن حتمية التعريج الى سواحل الابداع (لغة) تجعله يلج مصيدة القصيدة وما سواها من مفردات وجوانب الابداع الانساني . - القصيدة هي التي تدعوني لتدوين إيحاءاتها وليس ثمة طقوس للكتابة اتقيد بأجوائها.[c1]خيال في قوارير [/c]* أنت ممن يشتغل على كتابة النص الشعري بإجادة وغزارة إنتاج أيهما يستهويك أكثر : العمودي أم ما سواه ؟ - الكائن أينما وجد ذاته يكون لا أقول إنني لا أكتب قصيدة التفعيلة مع أن جل رحلاتي في القراءة أكثر ما تكون بإتجاه مجرات النثر والتفعيلة .. والقصيدة لها وزنها من أي صنف كانت : كأساً أقدمه للشعر يشربه / من البيان خيالاً في قوارير عنوان موضوعه الممزوج في لغتي / لا فرق مابين منظوم ومنثور . - كما أجيد القصائد الروحية والوجدانية ذلك أني وطن للروح ومعبد للوجدان وهذه تستهويني .[c1]للكاظمين الحزن [/c]* لمن تقرأ ؟ ولمن تكتب القصيدة ؟ - القراءة عندي مسارات مختلفة المسافة طويلة الاشعة متفرعة لا أستطيع في رحلتي تقديرها .. وأكتب القصيدة على أن يكون جزءاً منها للكاظمين الحزن والعافين عن الدمع الآتية اصداؤهم من مغارة الصمت..[c1]طلاسم العمر [/c]* في قصيدتك (طلاسم العمر) التي أخترتها عنواناً لأول مجموعة شعرية قيد الطبع .. ثمة صيحة مدوية في أعماق الشاعر امتزجت برائحة الموت اختلط حابلها بنابل البوح والهذيان المتزن ما هي التداعيات ..!!؟ - المجموعة بما فيها تعكس صورة لهيكل السكون المريع المشنوق على أوتار الحياة أغنية بنغم الوجود وبوح الكائنات وفي (طلاسم العمر) القصيدة يأتي نزيف الأنين بقدر إتساع الجرح ومن أجواء الشكوى وطقوس المعاناة يتضح شكل الألم على مرآة الحرف شعوراً واسلوباً وبالصمت المثقل بالتأمل فزع القصيدة يصف هول الموقف .. - ذات ليلة كاد يصطحبني فيها الموت نتيجة هاجس تكهرب في اسلاك مقبرة قمت بزيارتها فتمغنطت على جدران هذه القصيدة وخيالي عريان عن الأحلام لا يرتدي سوى اشجان الحقيقة أمام الحياة التافهة التي تحدثت فيها عن جلال الموت بطلاسم العمر حين أعلنت بوحي في حرج كينونة عليها الكائنات تبكي وتضحك في شطر ابياتي على وجه السنين وأنا بأنشودة الاحزان من وتر الدنيا اشدو معترفاً بأن جروح الثواني لا دواء لها مادام الزمان يغتسل بماء الداء وموقناً بأن الأرض لا حول لها ولا قوة في انقاذ ساكنيها من الموت وكأن جميع اعضائها مصابة بشلل الاستسلام خضوعاً لجبروت القدر بيقين عجزها بعدم القدرة على فك هذه الطلاسم المعقدة في وجه الآدمية والمكشوفة اسرارها للأجل المعتم .[c1]الومضة: ميلاد اللحظة [/c]* الومضة : ميلاد اللحظة .. هكذا قلت لي .. وهنا أتساءل : الشاعر والكاتب / محمد المهدي / متى يحلق في فضاءات (الومضة) والى أين يطير به خيال من هذا النوع؟ - أكتب الومضة عندما يتسع فضاء المعاناة فأعتبرها ميلاد اللحظة التي أعيشها : ومضى يعايش ومضة / في لحظة طالت خيالا تتلو له هذا الوجود / على فم الزمن ارتجالا وتردد الماضي القديم / حكاية نشأت مثالا جعلته عاش حضارة / في غمضة ذاقت وبالا وأتت لخطرته خفافاً / ذكريات لا ثقالا من كفها قرأ الغريب / إجابة تهوى السؤالا ورأى مدائن حلمه / تتحقق اليوم احتمالا في رحلتي هذا أنا / اصطاد في سفري رمالا أشدو بأنغام الجراح / وأسكن الألم احتلالا أتلذذ الآهات أمضغها / وأشربها زلالا والكائنات بجانبي / وقفت تصفق لي جدالا وكأن لي عمري في الحياة / أقيم للدنيا احتفالا بل مسرحاً في جلسة / يخفي أرائكها ضلالا من هاجس قد زارني / لاقت براءته اغتيالا شاهدته في لمحة / متسكعاً في العيش حالا مذ كان صاحبه يناجي / نار لحظته اشتعالا متمنياً لو أنه عن منصب / الشكوى استقالا[c1]القصيدة لم تكتمل بعد[/c] * ( الأسى ساخر , القصيدة لم تكتمل بعد .. المعاناة أثقل من جثة القول .. البوح إيقاعه صامت بين هذا الضجيج ) عن أي قصيدة تتحدث؟ - القصيدة هي بمعنى الحياة ومن الصعب أن تنحصر الحياة في إطار معين شكلاً ومضموناً وما تضمنته هذه الومضة يعكس صورة مصغرة لواقع متأزم مثقل بأوجاع الزمن..[c1]الدنيا بخير[/c]* كيف تقرأ المشهد الثقافي في ضوء تفاعلات الحركة الشعرية وأين هم جيل الشباب على خارطة المشهد الشعري؟ - أوضاع الحركة الثقافية والشعرية اليمنية قوية ومنافسة ولها حضورها على مستوى الوطن العربي أما بالنسبة لموقع الشعراء الشباب فقد يكون في منتصف الطريق بين الأخذ من السابقين تجربة والتجديد المحصور بالمجريات الآنية على شتى المجالات ..[c1]تداعيات الروح القلقة [/c]* أحلام ومخاوف طالما لا زمت وتلازم مخيلتك ؟ - مخيلة الشاعر فضاء ملفع بالفوضى مليء بكائنات الاحلام المتسكعة في ذاكرة الأمل .. ولكائن الصمت حضور على هامش خارطة الاحلام حيث يستقيم صرحاً للقصيدة ممرداً من أصداف الحداثة.. أخاف كثيراً .. وأخاف من ساعة الزمن التي أعيشها أن تقف عقاربها قبل إنهاء مهمتي في تدوين أوراق الروح المتطايرة أفكاراً في سماوات اللحظة.[c1]شاعر بروحين[/c]* ثمة كائن يتغذى من الصمت .. يسحبه وتر نحو أغنية بالمجانين تشدو .. الكائن ذاته يطلقون عليه مجازماً:«محمد علي المهدي » هل بوسعك ما تقوله لمبدع يكاد يشبهك حد الجوع ..!!؟ - أكتفي بمعلقة جاء عنوانها الصمت لا يمر بها الحزن إلاً تزخرف بوحاً ثقيلاً معاناته رغم أنف الضجيج النحيل .. هكذا قلت مقتنعاً باتساع الجراح فلي أملي والعويل وللخد من سفحه ما يسيل .. إقتنع بالذي قلته يامحمد .. كن وطناً لصغار السكون إذا لم تكن للمراثي ولا بأس إن صرت بين الأسى والشجى لذوي منطق الآه – همزة وصل- تظل لمن يعبرون المتاعب في رحلة الحرف أشقى دليل ..[c1]بين سندان الصمت ومطرقة الضجيج [/c]* في معمعان اللحظة الشاردة التي أكاد أقرأها في عينيك – هذه اللحظة- ما الذي تريده بالضبط .. فليكن ذلك خاتمة الحوار..؟! - أود الخروج من الباب الخلفي للصمت كي لا تلمحني عين الضجيج تلك العين الساهرة هذياناً عامي المنطق .. - القصيدة تفضحني دائماً حين يهمس عنوانها في أذن قصاصة بكماء ..كم أتمنى أن يجف قلمي المرمن النزيف لتظمأ قصاصاتي المتناثرة تحت غيمة تمطر الارهاصات. - محبرتي مليئة بمدادمة محلوب من ضروع الاسى -أوراقي مبللة دائماً بدهونات الأرق .. - كتابي هذا المفتوح في يوم نحس في ساعة شقية في لحظة مغضوب على عقربها .. أود الخروج من جوفه الشؤم الى حافة الغلاف المكلوم كاتبة الى اسفل مقدمته المخطوطة بشوك الكلمات الحارة معانيها .. كما أنه ليس محزناً استمرار بقائي في شرك الأرق ..