صباح الخير
الـ 19 من يناير ذكرى تأسيس أكتوير , الصحيفة والمؤسسة , هي ذكرى عزيزة جداً علينا نحن معشر الصحفيين اليمنيين , باعتبارها - الصحافة - التي تزامنت مع انطلاقة الثورة اليمنية مثلها مثل صحيفة 26 سبتمبر وصحيفة الثورة والجمهورية , وهي الصحافة التي جاءت تحمل الحقيقة إلى الناس , وتضع حداً لصحافة تزييف الوعي وممارسة الخداع والتضليل للصحف الصفراء حينها .وبالرغم من الامكانيات الضعيفة والمحدودة التي بدأت معها الصحف والإعلام بوجه عام في ذلك الوقت , إلا أن التطور التقني في وسائل الاتصالات وتكنولوجيا الطباعة ووسائل النشر والإعلان والتوزيع , نقل الصحافة والإعلام إلى طور جديد أرقى وأكثر فاعلية وتأثيراً على المتلقي , الذي صار بدوره يملك خيارات عدة في استقباله للأخبار والمعلومات ومعرفة الحقيقة من وراء الأحداث والوقائع .وعن الكيفية التي يتلمس من خلالها معرفة حاجاته ومصالحه والوصول إلى أهدافه في الحياة , وفي اكتساب ثقافة جديدة تتواءم مع متطلبات العصر الراهن ومتغيراته المتسارعة .فقد ظهرت الفضائيات والصحافة الاليكترونية والانترنت , والتلفزيون النقال وآلات التصوير الرقمية , وهي وغيرها وسائل مهمة للأداء الصحف والإعلامي , ووحدة المضمون الفكري والمعرفي والثقافي عموماً بات متخلفاً أو مشوهاً ومشوشاً وإلى حد كبير , وهذا تطلب من المتلقي بذل الجهد الأكبر للتمييز بين الغث والسمين في المادة الصحفية والإعلامية واستخلاص الحقيقة المرة من بين كل ذلك الركام من الصحف والقنوات , فالمتلقي لم يعد يسلم بكل شيء , لم يعد متلقياً سلبياً , لم يعد يأخذ الأمور على علاتها , ولابد أن يقرأ ما بين السطور ويتمحص الحقيقة بحواسه وعينيه المجردتين وبما يلمسه بنفسه شخصياً بعيداً عن أساليب التمويه والثورية وتنميقات الكلام .ومهمة الصحافة تتداخل وتتكامل مع المؤسسات التربوية والتعليمية , في التعليم العام والجامعي , لإعداد الشخصية الانسانية المتطورة من جميع النواحي الفكرية والتربوية , ليكون الانسان أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف العامة والخاصة , وفي تحقيق قدر أكبر من التناغم والتجانس الاجتماعي , وفي تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود .وكم هو مؤسف أن يبقى الصحفيون أتعس مخلوقات الله في دخولهم ومعاشاتهم في بلادنا , فحتى الآن لم تستجب الحكومة لتطبيق هيكل خاص برواتب الصحفيين وامتيازاتهم الخاصة والتسهيلات المفترض حصولهم عليها , رغم الوعود المناسباتية المتكررة , وهذا يعزز الخصومة بين الصحفيين والدولة عموماً للأسف , وهذا الوضع يضعف السلطة والصحافة معاً , بل وينعكس سلباً في علاقة السلطة بالناس جميعاً .فالصحافة والإعلام اليوم هي رأس الحربة في كل تغيير سياسي ووطني عام شامل , وعلى المستوى المحلي والعالمي , وهي اليوم أكبر من سلطة رابعة , وقوة وتأثير المعرفة أقوى من أزيز الطائرات ودوي المدافع , وفي البدء كانت الكلمة المقاتلة وليس المخاتلة .