عضون
* خلال العام الماضي ضبطت 300 حالة لتهريب قطع أُثرية إلى الخارج عبر منفذ واحد هو مطار صنعاء، حيث القيود هناك مشددة على المهربين المحليين والعرب والأجانب، أما في بقية المنافذ فيعلم الله كم تتسرب عبرها مثل هذه القطع التي صارت في السنوات الآخيرة عرضة للنهب من قبل الباحثين عن الثراء والمتاجرين بتاريخهم الحضاري. وإضافة إلى التهريب هناك عملية التخريب المتعمد للمواقع الأثرية أو نهب محتوياتها من قبل حراسها..كما حصل قبل أيام في احدى مناطق إب.* كل قطعة أثرية عبارة عن كتلة من تاريخنا وتزن جزءاً من ثروتنا وتعبر عن حضارة أمة ،وتكشف عن غموض الحياة التي عاشها أسلافنا وتقدم للأجيال التالية ما يعزز لديهم الثقة بقدرات الشعب وعبقريته. ومن هنا يتضح حجم الجناية التي يرتكبها سراق الآثار ومهربوها والمتساهلون مع العابثين بها.* والملفت للنظر أننا مستمرون في إحصاء المهربين والقطع المهربة منذ سنوات، بينما لانسمع عن جناة أدينوا أو عوقبوا، وكأن الجنايات تحدث من تلقاء نفسها أو يقوم بها عفاريت تسمع عنهم ولاتراهم!.* حول الموضوع .. كنت وزميلي عبدالملك المروني داخل المتحف العسكري بالعاصمة يوم الثلاثاء الماضي .. وقد لفتت انتباهي كثير من الأمور، فجزء كبير من محتويات المتحف لاعلاقة له بالحرب أو التاريخ العسكري، عملات إسلامية، تماثيل، نقوش، مخطوطات، منحوتات، أواني، كلها تنتمي إلى ما هو مدني، وتعجبت عن سبب حشرها بين المدافع والبنادق والرصاص والنياشين والسيوف والحراب!.* كما لفت انتباهي أن بعض اللقى الآثارية والتاريخية في المتحف الحربي أو العسكري بالعاصمة جيء بها من عدن مثل السيارة التي ركبت عليها الملكة اليزابيث أثناء زيارة مستعمرة عدن، ومكتوب عليها أنها مهداة من قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، إضافة إلى أمور تتعلق بالكابتن (هنس) وقطع أثرية أخرى يبدو أنها كانت ضمن ما تم نهبه من متاحف عدن في حرب 1994م.. وقد قلت لزميلي : مكسب جيد أن هذه ماتزال في الحفظ والصون .. لكن مكانها الطبيعي هو متاحف عدن.