* لماذا يختلف أصحاب فكرة «التسامح» قبل التسامح؟ولماذا يصطرع دعاة «التصالح» قبل التصالح؟وكيف يغدو التسامح والتصالح شعاراً للاحتفال بذكرى مجزرة, ولا يوجد حتى الساعة من افترض أن الكوارث والنكبات المريرة أعياداً تخلد, ومآثر يحتفى بها, أو لأجلها.. وفي ميعاد ذكراها؟!* من قال أن الوطن يحتاج إلى كل هذه المهرجانات التي تبحث عن دعوى التصالح, وتسقط من حساباتها واهتماماتها أن التصالح لا يكون كذلك, مادام يؤذن بالقطيعة مع الحاضر والمستقبل,, ويرفع الردة عن الوحدة عقيدة وغاية؟.* في هذا اليوم (13) يناير 2008م يفترض أن يلتئم الفرقاء والرفاق الطارئين, في تجمع أرادوه عنواناً للتصالح والتسامح, ولكن لا هذا ولا ذاك بحاجة إلى مهرجان منفعل وخطباء ومتناحرين على مناصب السياسة ووجاهة تحريض الناس وحشد الكراهات.* كان ويظل التصالح حالة إنسانية واحدة لا تقبل الاجتزاء, فأما أن يصفو جو الفرقاء جميعاً, ويسلموا بأن الوطن وصالح الجماعة هو فوق مصالحهم الشخصية وقناعاتهم السياسية المتنازعة, عندما لا يعود التصالح محتاجاً إلى خطيب في مهرجان يرفع غفيرته للسماء, ولكنه يطمح إلى إعادة تمزيق الأرض وتجزئة الواحد المفرد.* وإما أن يعترف هؤلاء وأؤلئك بأن «التناطح» لا التصالح هو ما يحرك قاطرة النضال الذاهبة بعكس المستقبل, وأن مصالحهم تحكم وتتحكم وتوجه وتدير اللعبة, ولكنها ليست لعبة كما قد يصور لرجل شيطانه!* دعوا الوطن متصالحاً مع أبنائه وغده, وأبحثوا عن قصة أخرى, ليست بهذا القدر من الغصة والتنغيص, ويكفي أن سوق «التصالح» المزعوم قد أنفض باكراً, حتى قبل انعقاده وقدوم الباعة والمتاجربن, أو التجار.. لا فرق!* قبل اليوم, بيوم, تقابح «النوبة» مع الآخرين, وتباطح مع المشترك, وساق ضده الاتهامات والرفض, بالأمس أنفض سامر الفرقاء والرفاق.. واصطلحوا على نحر «التصالح» وذهب كل في اتجاه وجبهة.فأي تسامح أو تصالح يحملونه للناس بعد ما «اعتجفوا» وتبادلوا اللعنات بمنتهى «التسامح» و «النضال السلمي»؟!* ليتنا لا نخدع أنفسنا أو نوهم البسطاء والغلابى – المغلوبين على معيشتهم وحقهم في الإنصاف والعدل ورفع المظالم والمفاسد الواقعة عليهم بتراكم مرحلي, وليت «المناضلون» الجدد – القدامى, ينصفون الناس من أنفسهم, وينصفون أنفسهم من السياسة والتجارة والمتجارة بأنفسهم والناس.. وبالوطن.* لماذا يجب علينا أن نظل عاجزين ومقيدين بأغلال الماضي وعقول الماضي وجراح الماضي وزفت الماضي؟!متى نتفرغ لبناء أنفسنا وبلادنا وتحسين معيشتنا واحترام عقولنا ومستقبل الأبناء؟ إذا كان كل يوم سوف يطلع علينا مناضلون من هؤلاء يملأون الأرض فجيعة والسماء غباراً والأنفس يأساً وقلقاً؟.* ليتنا نستطيع جرجرة السياسة والنخاسة إلى حفرة ونردمها.. فلا تعود لدينا أزمات وليت العقلاء يلجأون إلى الله.. ويدركون – يقيناً – كم هو واحد.. في الجمع الواحد (!).
ليتهم يحضرون مع «الواحد» (..)
أخبار متعلقة