كراكاس/14 أكتوبر/فرانك جاك دانييل: تبحر سفن حربية روسية إلى البحر الكاريبي في وقت لاحق من العام الحالي لمساعدة رئيس فنزويلا هوجو تشافيز في صد عدوان أمريكي محتمل وإضعاف نفوذ واشنطن في فنائها الخلفي التقليدي.وفي استدعاء لذكريات الحرب الباردة أعلنت روسيا هذا الأسبوع أنها سترسل السفينة بيتر ذا جريت (بطرس الأكبر) المزودة بالصواريخ والتي تعمل بالطاقة النووية وسفنا عالية التقنية لإجراء تدريبات بحرية مشتركة مع فنزويلا والمقرر إجراؤها في نوفمبر. وتظهر المناورات أن روسيا التي تشهد طفرة جديدة تستعرض عضلاتها العسكرية في وقت يتسم بتوترات دبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد الحرب في جورجيا فضلا عن خطط واشنطن لإقامة نظام دفاع صاروخي تستضيفه عدة دول سوفيتية سابقة. وبالنسبة لتشافيز تمثل الزيارة الروسية إشعارا للولايات المتحدة بأنها لم تعد تحكم الأمواج المحيطة بأمريكا الجنوبية. كما تعزز سياسات فنزويلا الدبلوماسية والداخلية المصممة لحماية حكمه في مواجهة هجوم أمريكي يقول إنه يمكن أن يأتي في أي وقت. ويحب تشافيز الزعيم الاشتراكي لأكبر دولة مصدرة للنفط في أمريكا الجنوبية إظهار العداء لواشنطن وهو يدعم بحماس صعود روسيا لموازنة الهيمنة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة بما في ذلك في جورجيا. ويرى الرجل الذي تلقى تدريبه العسكري في فرقة للدبابات في فنزويلا لاعبا مهما إلى جانب القوى الصاعدة مثل روسيا والصين. وقال تشافيز في برنامجه التلفزيوني الأسبوعي الذي يبث على الهواء مباشرة إن «فنزويلا حليف استراتيجي لروسيا. لذا ليأت الأسطول الروسي. مرحبا به.» وخو يعارض سياسات واشنطن بشأن كل شيء من مكافحة تهريب المخدرات إلى التجارة الحرة ويشجع البدائل الأمريكية اللاتينية دون مشاركة الولايات المتحدة ومن بين هذا تجمع دفاعي. لكن حليف كوبا وإيران يخشى من أن الولايات المتحدة ستطيح به من الحكم ذات يوم حتى إذا نفت القوة العظمى أنها تدعم إزاحة تشافيز عن السلطة بوسائل غير ديمقراطية. ودعوته لروسيا لإرسال سفن وقاذفات قنابل طويلة المدى يتم إعادة تزويدها بالوقود ونشر طائرات مضادة للغواصات مؤقتا في فنزويلا يهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن واشنطن ليست القوة العسكرية الوحيدة على هذا الجانب من المحيط الأطلسي. ويقول ستيف ايلنر مؤلف كتاب (إعادة نظر في السياسة الفنزويلية) «لعدة سنوات الآن يتحدث تشافيز عن أن التهديد الحقيقي لحكومته لا يأتي من المعارضة الداخلية بل من الولايات المتحدة.» ومضى يقول «أشار تشافيز من البداية أن التحالفات مع الدول الأخرى تهدف إلى تجاوز العلاقات التجارية وتتضمن علاقات سياسية بل وعسكرية.» وستكون الزيارة البحرية الروسية الزيارة الأولى من نوعها في البحر الكاريبي منذ الحرب الباردة وترسل رسالة عن مدى النفوذ الذي تمتعت به الولايات المتحدة على مدار الأعوام القليلة الماضية في جزء من العالم طالما اعتبرته فناءها الخلفي. وشجعت ذكرى جيل اليساريين من أمريكا اللاتينية الذين سحقوا من خلال انقلابات دعمتها الولايات المتحدة وزعماء عسكريون تشافيز على إنفاق جزء من الأموال التي أدرتها طفرة نفطية في تعزيز الدعم الدبلوماسي وتجديد أسلحة فنزويلا المتهالكة. وقد قام بشراء طائرات مقاتلة على أحدث طراز ويجري محادثات لشراء غواصات روسية بينما باعت الصين رادارا لفنزويلا كما تساعدها في وضع قمر صناعي للاتصالات في المدار هذا العام. ويرى تشافيز في إعادة تدشين الأسطول الرابع للبحرية الأمريكية الذي سيقوم بدوريات في أمريكا اللاتينية للمرة الأولى خلال نصف قرن عملا عدائيا. وساء موقفه من واشنطن بعد أن رحب مسئولون أمريكيون بانقلاب قصير ضده عام 2002. ومنذ ذلك الحين أنفق ملايين الدولارات كمساعدات لدول مجاورة فقيرة في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطى حيث يأمل في أن تتحول النوايا الطيبة إلى دعم خلال عمليات الاقتراع المهمة في الأمم المتحدة وهيئات دبلوماسية أخرى. وفي فنزويلا شجع تشافيز إجراء تغييرات لإعداد الجيش المدعوم بقوة احتياطية كبيرة من أجل حرب على غرار حرب العصابات في حالة التعرض لغزو من قبل قوة فائقة.