الملتقى الأول لكتاب الدراما اليمنية يختتم أعماله بصدور عدد من التوصيات
في ختام فعاليات الملتقى الاول لكتاب الدراما اليمنية
عدن / ذكرى جوهر - تصوير / علي الدرباختتمت أمس في عدن فعاليات الملتقى الأول لكتاب الدراما اليمنية ، التي استمرت يومين وناقشت (35) ورقة عمل تتضمن محاور واقع الدراما في اليمن والدراما وشروط إنتاجها إذاعياً وتلفزيونياً والكتابات السردية في اليمن وتحويلها إلى سمعية وبصرية وأولويات القضايا التي تعالجها الدراما, حيث وقف الملتقى بموضوعية أمام واقع الدراما بهدف إيجاد معالجات تعمل على تحريك العملية الإبداعية للفن الدرامي، وترتقي به ليكون معبراً عن الضمير الوطني أولاً ومستوعباً هموم وطموحات الكتاب في هذا المضمار ، وفق واقع الكتابة الدرامية التي لابد أن تتآزر معها العناصر الفنية الأخرى.وقد خرج الملتقى بجملة من التوصيات التي عبرت عن عمق الوفاء والامتنان لباني نهضة اليمن الحديث فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية المنية، ويجددون له العهد بأن يظلوا على الدوام في ذات الخندق المنافح عن قيم الانتماء الوطني والحضاري والإنساني مستلهمين من نهجه الحكيم في بناء اليمن وتقدمه مضامين رسالتهم في العملية الإبداعية في الوحدة والديمقراطية والتنمية وفي هذا الصدد فإنهم يعبرون عن زهوهم وفخرهم بما قطعته اليمن في مسيرة تطلعاتها الوحدوية من ثبات كبير في شتى مناحي الحياة.وأكد المشاركون في الملتقى عن قناعتهم المطلقة في تمثل كل ما هو إنساني خلاق ينبع من القيم الأصيلة لديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التسامح والإخاء ويرفض التعصب بكل أشكاله ويحرم الإرهاب والتطرف ويعتبرون ذلك رسالة نبيلة من شأنها خلق مزيد من الوعي المجتمعي الذي تقدر على تمثله الدراما باعتبارها الأقرب إلى عقل ووجدان المجتمع والمشاهد والتزامهم الكامل بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها الدستور واحترام سيادة القانون والتعددية السياسية والحزبية وحقوق وحريات الإنسان والتداول السلمي للسلطة والتمسك بقواعد وأخلاقيات الممارسة الديمقراطية الهادفة إلى تمتين الوحدة الوطنية وبما من شأنه تقدم الوطن وسيادته واستقلاله.وأكد الملتقى أهمية الأعمال الدرامية التي تجذر الانتماء الوطني والعربي والإسلامي والإنساني واستلهام كل ذلك في أعمال إبداعية تستهدف مقاومة الاستلاب من الوافد الفضائي الذي يأتينا مليئاً بالمحاذير الأخلاقية وتخدش الذوق والحياة وتخل بقيم الأسرة والمجتمع.
جانب من الحضور ملتقى الدراما
كما أكد الملتقى ضرورة تعزيز دور المرأة من خلال معالجات درامية تبرز فاعليتها كإنسانة أولاً لها حقوق وعليها واجبات بما يؤكد التعبير عن قضاياها وتطلعاتها وتمكينها من المشاركة السياسية والثقافية والاقتصادية ومساواتها في هذا المضمار كشريك لأخيها الرجل وفق بنية درامية متماسكة تسبر أغوار الشخصية وتقدم رؤية جمالية ذات جذب وتشويق مهمين, بالإضافة إلى إفراد مساحة واسعة من الدراما تستهدف فئة الشباب وقضاياه وتطلعاته بما يؤدي إلى تعزيز دورهم في البناء والتنمية ويدفعهم إلى حب العمل وقيم الفضيلة ويرسخ في وجدانهم ثوابت الانتماء الأصيل بعيداً عن الغلو والتطرف وكل ما من شأنه إقلاق السلم الاجتماعي.وأوصى الملتقى بضرورة العمل على إيجاد كتابة درامية تعنى بالطفولة وتخاطب عقل ووجدان الطفل برؤية فنية ذات مضامين راقية تغرس قيم الفضيلة وتجذر هوية الانتماء الديني والوطني وتنمي مدارك الطفل ومواهبه الإبداعية, داعياً إلى أهمية التخطيط لإنتاج أعمال درامية متميزة وبعيداً عن الأعمال الموسمية التي أتسمت غالباً بالعشوائية والارتجالية والنمطية، وضرورة توفير الدعم المالي السخي لإنتاج دراما نوعية قادرة على المنافسة والإبداع وأكد ضرورة تجاوز القصور الفني والتقني في إنتاج الأعمال الدرامية وتوفير بنية أساسية تشكل منطلقاً لتجويد الأداء في هذا المنحى وتلبي الطموحات المستقلة, وفي هذا الصدد أوصي الملتقى بإيجاد هيكلية إدارية تتناسب والإمكانيات المتاحة وتحقق قدراً من الاستقلالية المالية والإدارية في اتخاذ القرارات الصائبة للعملية الإنتاجية الهادفة إلى الاستثمار وتلبية رغبات المستمعين والمشاهدين.ودعا إلى إيجاد شراكة إنتاجية تحقق إنتاجاً درامياً مشتركاً وتفعيل أية اتفاقيات عمل مشترك في هذا الجانب ، وتطوير الكفاءات من العناصر البشرية في كافة مراحل الإنتاج الدرامي وإيجاد الكادر النوعي المخصص في النواحي الفنية والإدارية وإقامة الدورات التدريبية المتخصصة.وحث الملتقى في توصياته على تشجيع الكتاب في مجال الدراما من خلال التعامل المؤسسي القادر على منحهم أجور التأليف بالشكل المرضي والمشجع وإقامة دورات تدريبية لتطوير مهاراتهم في كتابة السيناريو والعمل على إيجاد قنوات إنتاج مشترك بين المؤسسة والقطاع الخاص والاستفادة في هذا المضمار من تجارب الدول الشقيقة وضرورة التنسيق المشترك بين المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسة العامة للسينما لإنتاج أفلام.. وكذلك العمل مع نقابة الفنانين اليمنيين من أجل إصدار كتيب موسيقي يعرف بأهم المبدعين من كتاب الدراما والممثلين والمخرجين والفنيين ، مع شرح موجز عن أهم أعمالهم وتضمن ذلك في موقع الكتروني مختص في هذا المجال وإيجاد تنسيق مشترك بين وزارتي الإعلام والثقافة لإصدار مجلة فصلية تعنى بالكتابات السردية والأعمال الدرامية وتقديم الجوائز التشجيعية المحفزة لكتابة الدراما بكل مقوماتها الفنية والموضوعية من خلال لجنة خاصة تعنى بذلك لها تجاربها وخبراتها في هذا المضمار وتشجيع المسرح التلفزيوني وتقدم الأعمال المسرحية في هذا الجانب والاستفادة القصوى من المخزون المسرحي الذي يحتاج إلى غربلة وإعادة إنتاج تتوافق وخاصية العمل التلفزيوني شكلاً ومضموناً.كما أوصى المشاركون في الملتقى بالبحث الجاد عن الأعمال الدرامية للأدب اليمني كالرواية والقصة وإنتاجها كعمل تلفزيوني وإذاعي وإنشاء مكتبات في القنوات الإذاعية والتلفزيونية تختص بالأعمال السردية لتمكين المختصين من الإطلاع عليها لاختيار ما يمكن إنتاجه درامياً.وكذا إحياء المكتبة الدرامية في الإذاعة والتلفزيون من خلال برنامج شامل لترميم وإعادة عرض الأعمال المسجلة وتوسيع لجنة النصوص الدرامية لتشمل الكتاب المختصين في هذا الحقل بما يحقق أهداف الملتقى.وعبر المشاركون عن تقديرهم لحسن الإعداد والتنظيم للملتقى الأول للأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية رؤوا ضرورة اعتباره تقليداً سنوياً على أن تطور آلياته بحيث يتحول إلى مهرجان درامي شامل يكرم من خلاله المبدعون والمتميزون في هذا الحقل على مختلف التخصصات في العملية الإنتاجية وتنوع آفاق الإنتاج الدرامي بحيث لا يقتصر على المسلسلات الطويلة, داعين إلى أهمية أن يوصي الملتقى بوضع آلية عمل مناسبة تشترك فيها الجهات المختصة في ديوان المؤسسة وإطاعتها لتنفيذ هذه التوصيات.