واشنطن / متابعات : يثير الوجود المسلم في أمريكا الشمالية اهتمام الكثير من الباحثين، ولاسيما في هذه المرحلة التاريخية المعولمة التي قرّبت المسافات وأحدثت تشابكاً في العلاقات الاقتصادية.وفي كتاب "مسلمو أمريكا الشمالية" يقدم الدكتور مازن موفق هاشم دراسة تاريخية سوسيولوجية للوجود المسلم في الولايات المتحدة من منظور عالمي، فيسعى الى توثيق آليات الحراك الاجتماعي لهذا الامتداد الثقافي البشري الذي تجاوز مرحلة الأفراد.وتشير المصادر الى أن الصعود والتمكّن المسلم في أمريكا الشمالية لم يكن منفصلاً عن المشهد العالمي للحراك الإسلامي، بل كان مرتبطاً الى حد بعيد بوضع المسلمين العالمي وبالتيارات الفكرية التي كانت تعصف بهم.يركز الباحث في دراسته - وفق "عزيزة السبيني " بجريدة "تشرين" السورية - على نمو مجموعتين من المسلمين في أمريكا، أولاهما، السكان القدامى في عمق القارة الإفريقية، وثانيتهما المهاجرون.قسم المؤلف تطوّر الواقع المسلم إلى أربع مراحل، المرحلة الاثنية الخرافية التي حاول فيها التفريق بين كتلتين رئيستين من المسلمين، كتلة السكان الأصليين "الأفارقة السود" وكتلة "المهاجرين"، فالكتلة الأولى تعاني من مشكلات الفقر والتفرقة العنصرية، فنراها تبحث عن بصيص نور للخروج، فأفضت جهودها الى التوجه نحو أصالة الإسلام.بينما الكتلة الثانية تتميز بمخزون ثقافي وعلمي ومادي أعلى بكثير من الكتلة الأولى، ومقارنة بالأفارقة السود الذين كان جهدهم محاولة للهروب من الثقافة الأمريكية والقفز خارج مدارها، كان همّ المهاجرين الأحرار استعباد أنفسهم طوعاً والقفز داخل مدار الثقافة البيضاء والتباهي بها.وتلت هذه المرحلة، مرحلة التصفية الفكرية، أو الإفصاح الفكري، فيشير المؤلف إلى أن حالة الأفارقة الأمريكيين حالة نادرة في تاريخ الأديان، ذلك أن الحركة بدأت من مزيج ليس فيه من الإسلام إلا الاسم وخيالات انتماء تاريخي له، ولكن وجود شخصيات مسلمة مرموقة من أفريقيا الغربية ذات معرفة عميقة بالإسلام، كان له الأثر في حراك الفعاليات الاجتماعية، فظهرت الحركة الأولى في فترة الحربين العالميتين حركة ( إيلايجا محمد) ولم تكتمل هذه الحركات إلا بعد ظهور حركة حقوق الإنسان التي شكّلت المرجعية الفكرية لجيل الستينيات بزعامة القس المعمداني "مارتن لوثر" مطلقاً صيحته المشهورة "عندي حلم" حلم أن يعيش الأبيض والأسود جنباً الى جنب في سلام؛ هذه المرحلة أفضت الى مرحلة الانفتاح التكاملي، فبعد أن توالت هجرات المسلمين الى الولايات المتحدة، وبدأت تشكل تكتلات حرجة مكّنتهم من التنظيم والتجمع، ولما كان معظم المهاجرين يتوجهون نحو المدن الكبرى، فقد نمت المراكز الإسلامية في هذه المدن.وتشكّلت لأول مرة - وفقا لنفس المصدر - مراكز إسلامية تعتبرها الجالية المهاجرة جزءاً ثابتاً من حياتها، وقد تميزت هذه المرحلة بتدفق أعداد المهاجرين وتوجه همّ الأعمال الإسلامية الى خدمة قضايا الجالية بعد ارتياحهم الى فكرة أن هذه الأرض هي أرضهم الجديدة سيبنون عليها مستقبلهم ومستقبل أولادهم.ويختم المؤلف كتابه بالقول: إن مسلمي أمريكا الشمالية هم من جملة مسلمي العالم، يشتركون في أغلب الخصال والصفات .
|
ثقافة
"مسلمو أمريكا الشمالية" محور كتاب جديد بالعربية
أخبار متعلقة