صعدة / خالد أحمد السفيانيعلى اثر قرار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في 17/ يوليو/2008م بايقاف الحرب نهائياً في محافظة صعدة والمناطق التي امتدت إليها أحداث الفتنة والتمرد، تشكلت اللجنة الوزارية المكلفة بإعادة إعمار صعدة في اجتماع مجلس الوزراء والتي ضمت وكلاء “15” وزارة معنية بعملية الإعمار برئاسة الأستاذ/ عبدالقادر علي هلال وزير الإدارة المحلية وأسندت هذه اللجنة بقرار سياسي وإرادة سياسية للنهوض بمسؤولياتها في إعمار ما دمرته احداث الفتنة والتمرد وتطبيع الحياة في محافظة صعدة، حيث بدأت هذه اللجنة بالنزول إلى محافظة صعدة وممارسة مهامها أواخر شهر يوليو الماضي وخلال هذه الفترة القصيرة حققت هذه اللجنة وفريق العمل بهذا الخصوص نجاحات كبيرة ملحوظة في تطبيع الحياة في مناطق محافظة صعدة والقيام بالخطوات الأولى التمهيدية لعملية إعادة الإعمار من خلال عملية حصر الأضرار في الممتلكات العامة والخاصة للمنازل والمنشآت الحكومية ومزارع إنتاج الفواكه ومزارع الدواجن، والقيام بزيارات ميدانية لمختلف مديريات محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان للوقوف على أوضاع المناطق والمشاريع المتعثرة وإحتياجاتها من المشاريع التنموية والخدمية ومعالجة كثير من القضايا والإشكالات القائمة.[c1]تطبيع الحياة [/c]اللجنة الوزار ية المكلفة بإعادة الإعمار بدأت نشاطها بصورة تكاملية على أكثر من صعيد وخلقت حالة وثيقة من التواصل مع السلطات المحلية على مستوى المحافظة والمديريات لتحقيق عامل التنسيق وإنجاح المهام والتعاون مع اللجان الميدانية .. حيث تم تشكيل لجنة على مستوى المحافظة ولجان فرعية على مستوى المديريات، وفيما بدأت لجان حصر الاضرار ميدانياً من خلال فريق من المهندسين تم وضع الخطوط العريضة للتهيئة للسلام وتطبيع الحياة وإعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق والمديريات من قبل رئاسة اللجنة، لتعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية على تطبيق هذه الرؤى والتصورات على واقع الأرض، وهوما كفل إنجاح الخطوات الأولى لتطبيع الحياة في عموم مديريات محافظة صعدة، حيث تم إعادة تموضع الوحدات العسكرية والأمنية إلى واقعها الطبيعي بنسبة 80 % حسب تأكيدات الوزير عبدالقادر علي هلال رئيس لجنة الإعمار، وتم الغاء كافة المظاهر التي ارتبطت بفترة الحرب من باب التهيئة النفسية الكاملة لأبناء المحافظة للمضي في دفع السلام ومساندة الدولة في إنجاح مختلف التوجهات، وتم إعادة تشغيل شبكات الهاتف الجوال والغاء حالة الطوارئ التي كانت قائمة، ورفع كثير من النقاط الأمنية المستحدثة في فترات سابقة والعمل على إشراك مختلف القطاعات الفاعلة والسلطات المحلية وأعضاء مجلس النواب والمشائخ والاعيان والوجهاء في عملية تطبيع الحياة وإنجاح عملية إعادة الإعمار، وتأمين الطرق والمناطق بما يكفل عودة النازحين إلى مناطقهم، ومعالجة الصعوبات القائمة في هذا الجانب لتتنفس صعدة الصعداء وتبدأ في استعادة واقعها الطبيعي واستعادة ألقها وإشراقها مجدداً.[c1]مصفوفة تنموية متكاملة [/c]وفي إطار الجهود المكثفة والدؤوبة للجنة الإعمار وبتعاون السلطات المحلية تم تعزيز عملية تطبيع الحياة في المحافظة من خلال العمل على استنئاف عدد من المشاريع التنموية والخدمية التي تعثرت خلال سنوات الأحداث المؤسفة في مجالات الطرق والاشغال العامة والتعليم والصحة ومختلف المنشآت والمشاريع.ووجه رئيس اللجنة وزير الإدارة المحلية الاستاذ/ عبدالقادر علي هلال وكلاء الوزارات المشاركة في إعداد الخط اللازمة لاستئناف المشاريع المتعثرة وإعمار المنشآت العامة واحتياجات ومطالب التنمية في المحافظة كل في مجال اختصاصه، ومن خلال العمل المتكامل والتنسيق الدائم بدأت هذه النشاطات تأخذ مجراها وأثمرت إعداد مصفوفة تنموية وخدمية للمحافظة لثلاث سنوات بلغت التكاليف التقديرية لها (297 مليون دولار) وشكلت لجنة لإعداد وتوثيق هذه المصفوفة برئاسة الأستاذ/ نعمان عبدالله الدعيس وكيل محافظة صعدة على ضوء تقارير الوزارات المشاركة في لجنة إعمار صعدة.يقول الأستاذ/ عبدالقادر علي هلال وزير الإدارة المحلية رئيس لجنة الاعمار:«تم اعداد هذه المصفوفة التنموية والخدمية بالاعتماد على تقارير ومطالب المحافظة التنموية والخدمية منذ 2002م وكانت الدولة بصدد تنفيذها لكن عودة الأحداث مجدداً منعت من تنفيذها، وقد بلغت المؤشرات لمتطلبات الأضرار غير المباشرة لعودة الحياة الطبيعية إلى مختلف مناطق ومديريات المحافظة بحوالي 297 مليون دولار، وفي الوقت الذي تم استئناف تنفيذ عدد من المشاريع المتعثرة في مجالات الطرق والاشغال والمياه والتعليم والصحة والكهرباء وغير ذلك ومنها 9 طرق رئيسة ومشاريع الأسفلت لمدن صعدة والطلح ورفد المحافظة بمخصصات أكثر من 20 مشروعاً خدمياً وإنزال مناقصات لمشاريع أخرى فقد عملنا عل خلق التهيئة الكاملة للعام الدراسي الجديد 2009/2008م من خلال الترميم العاجل للمدارس المتضررة وتوفير المعلمين والكتاب المدرسي بما يكفل العام الدراسي الجديد دون صعوبات».ويضيف قائلاً:صعدة عانت كثيراً جراء الأحداث الماضية التي أحدثت أضراراً على الزراعة والتسويق الزراعي والنشاط السياحي والتجاري والخدمات العامة وآثاراً نفسية على المواطنين وصعدة بحاجة لتضميد جراحها ورعايتها لتتجاوز مختلف الآثار التي نجمت عن أحداث الفتنة، وفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح “حفظه الله” يولي صعدة وعملية الإعمار والتنمية وتطبيع الحياة وإعادة الأمن والأستقرار إلى مناطقها بما يكفل السكينة والطمأنينة التامة لأبناء صعدة يولي هذه الجوانب اهتماماً كبيراً ونحن كفريق عمل مكلف نعمل على تجسيد توجهات وتعليمات فخامة الرئيس “حفظه الله” وإنجاح مختلف التوجهات للقيادة السياسية الحكيمة بهذا الخصوص، وللعلم أن مقتضيات القرار الحكيم لفخامة الرئيس القائد بوقف الحرب نهائياً في صعدة هي مقتضيات وطنية بحتة لايدركها إلا أبناء محافظة صعدة الذين عانوا كثيراً من انعكاسات الحرب على حياتهم وظروفهم واستقرارهم وهذه المقتضيات للقرار الحكيم هي اليوم محط تقدير وامتنان من ابناء المحافظة لفخامة الرئيس القائد “حفظه الله”.
[c1]نتائج حصر الأضرار [/c]عملية حصر الأضرار في الممتلكات العامة والخاصة تمت على مرحلتين حتى الآن وبلغ إجماليها حتى الآن حسب المهندس / محمد عبد الله ثابت المدير التنفيذي لصندوق الأعمار (5730) منزلاً و(276) مزرعة فواكه و(24) مزرعة دواجن و(286) منشأة عامة منها (130) منشأة تعليمية و(38) منشأة صحية و(73) مسجداً ومنشأة أوقاف و(7) مجمعات حكومية وأمنية و(38) منشأة أخرى وخلال عملية الحصر في المرحلة الثانية وجدنا تجاوباً وتعاوناً من المواطنين في مختلف المناطق لإنجاح عمل فريق المهندسين ومازالت هناك مناطق محدودة لم يتم حصر الأضرار فيها وسيتم في حال ضمان أمن الفريق العامل النزول إليها والقيام بعملية الحصر . [c1] (20) مليار ريال لإعادة الإعمار والتنمية [/c] في أجتماع موسع لقيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية وأعضاء مجلس النواب ومشايخ وأعيان ووجهاء محافظة صعدة الذي عقد بقاعة المجمع الحكومي بصعدة برئاسة الأستاذ / الدكتور / عبد القادر هلال رئيس لجنة الأعمار بصعدة وزير الأدارة المحلية وحضره الأخوان / الدكتور عبد الكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان والشيخ حسن محمد حسن مناع محافظ محافظ صعدة رئيس المجلس المحلي ،أكد الأستاذ / عبد القادر هلال على إيلاء القيادة السياسية والحكومة لقضية أعمار صعدة اهتماما كبيراً وبناء على توجيهات الأخ الرئيس القائد حفظه الله فقد تم أعتماد (10) مليارات ريال لإعادة إعمار صعدة وأعتماد (10) مليارات أخرى لدفع عملية التنمية من تنفيذ مشاريع جديدة وأستئناف مشاريع تنموية وخدمية سابقة بعد تعثرها لسنوات عدة.واشار الوزير إلى أن عملية التعويضات للمتضررين في المديريات ستبدأ مع النصف الثاني لشهر رمضان المبارك وبصورة عادلة وبعيداً عن التمييز والوساطات لإعطاء كل ذي حق حقه في ضوء تقديرات اللجنة الفنية لتكاليف الأضرار واستحقاقات كل متضرر من أصحاب المنازل والمزارع موضحاً أنه سيتم تشكيل لجنة لحصر الأضرار في الآليات والمعدات المختلفة،وستتم عملية حصر للشهداء من المواطنين الذين قتلوا عن طريق الخطأ أو نتاج مواقفهم المتعارنة مع الدولة لإعطائهم استحقاقاتهم المفروضة عبر أسرهم.[c1]اعتماد مشاريع في مجال الكهرباء والصحة[/c]رغم أن محافظة صعدة تنفست الصعداء بحلول السلام وتوقف الحرب وعودة الأمن والاستقرار الكامل إلى مختلف مناطقها ومديرياتها التي باتت تنعم بالسكينة والطمأنينة وبدأت الحياة تأخذ مجراها الطبيعي مجدداً في ظروف تتسم بالتحسن مع مرور كل يوم بعد عودة النازحين إلى مناطقهم بنسبة تتجاوز80 %إلا أن ثمة معوقات وظروف أعاقت عودة بقية النازحين إلى قراهم ومناطقهم والذين تصل نسبتهم إلى20 %تعمل الدولة بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في صعدة على تقديم الرعاية لهم،ومع حلول رمضان المبارك اعتمدت الدولة(20.000) حالة مساعدة من المواد الغذائية للمتضررين من الأحداث منها(14.000)حالة لمحافظة صعدة(6000)حالة لمديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران حيث تجرى عملية توزيع هذه الحالات على المتضررين من خلال لجنة مشكلة لهذا الخصوص.ختاماً..يمكن القول إن محافظة صعدة اليوم تعيش أجواء آمنة ومستقرة وتم تطبيع الحياة بنسبة كبيرة حتى الآن في انتظار أن تكون عملية صرف التعويضات وإعادة الإعمار عاملاً متمماً لذلك لتخلع صعدة عباءة الحزن التي ارتدتها طوال الأحداث.