استطاع الهروب من السجن بعد تنفيذه لمؤامرة تفجير طائرة مدنية عام 1976م
واشنطن / متابعات :انتقدت روزا بروكس في تعليق لها في صحيفة (لوس أنجلوس) تايمز الطريقة الخرقاء التي تعاملت بها إدارة الرئيس الأميركي جوج بوش مع لويس بوسادا كارييس, معتبرة أن تلك الطريقة توضح الكثير حول ما يسميه بوش "الحرب على الإرهاب". وأضافت بروكس أن الإرهابيين يفترض أن ينظر إليهم على أنهم أعداء البشرية جمعاء, متسائلة عن السبب الذي جعل إدارة بوش تسمح لأحد أشهر إرهابيي العالم بالتجول بحرية عبر الولايات المتحدة.وذكرت أن بوسادا, الكوبي المولد, كان يعتبر قبل 11/9 أكثر الإرهابيين نجاحا في مهماته في الجزء الغربي من الكرة الأرضية, إذ يعتقد أنه العقل المدبر لمؤامرة تفجير طائرة مدنية عام 1976 بعلم من CIA, مما أدى إلى مقتل 73 شخصا بينهم عدد من الفريق الكوبي للمبارزة بالسيوف.وقد اعتقل بوسادا على خلفية هذه القضية, لكنه استطاع الهروب من السجن الفنزويلي الذي كان يقبع فيه، وأشارت إلى أنه اعترف بشن سلسلة الهجمات التي استهدفت فنادق ونوادي ليلية في العاصمة الكوبية هافانا عام 1997, كما أنه حاول مرات عدة اغتيال الرئيس الكوبي فيديل كاسترو.وحسب بروكس فإن بوسادا يعيش حاليا بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة, مشيرة إلى أن كثيرا من سكان أميركا اللاتينية يمقتون بوسادا مقت سكان الولايات المتحدة لأسامة بن لادن.وأكدت الكاتبة أن بوسادا تلقى تدريبه في مدرسة الأميركيتين التابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية عام 1961.وقالت بروكس إن بوسادا دخل الولايات المتحدة عام 2005, وطالبت منظمات حقوقية بمحاكمته, كما طالبت الحكومتان الكوبية والفنزويلية بتسليمه لهما, لكن الإدارة الأميركية ظلت تنفي وجوده في الولايات المتحدة إلى أن كشفت ذلك صحيفة (ميامي هيرالد) يوم 17 مايو 2005, عندها اعتقلته السلطات الأميركية, لكن ليس بتهمة الإرهاب وإنما بتهمة خرق قوانين الهجرة.وأكدت أن إدارة بوش حاولت منذ تلك اللحظة إسقاط التهم الموجهة إلى بوسادا, ونجحت في ذلك يوم الأربعاء الماضي عندما قالت قاضية فيدرالية إنه "لم يعد أمامها من خيار" سوى إسقاط التهم عن بوسادا, رغم كون قاض سابق قد حكم بتسليمه لفنزويلا, وتم رفض طلبه تحت ذريعة حماية بوسادا من التعرض للتعذيب المحتمل هناك.ونددت الكاتبة بإطلاق سراح بوسادا, مشيرة إلى وجود أدلة لا تقبل الطعن في مشاركته أو تدبيره لعمليات إرهابية, مما يستدعي اعتقاله حسب المادة 412 من قانون "باتريوت آكت" التي تقضي بالاعتقال الإلزامي للأجانب المتهمين بالإرهاب.وأضافت أنه خلال اعترافه بتنفيذ الهجمات على الفنادق الكوبية وصف ما قام به بأنه عمل حربي يستهدف تركيع النظام الكوبي الاستبدادي عن طريق حرمانه من السياحة الدولية والاستثمار الخارجي.ولم تر بروكس فرقا بين هذا المبرر والمبررات التي قدمها خالد الشيخ محمد وأسامة بن لادن للأعمال التي اقترفاها ضد الولايات المتحدة.وأرجعت بروكس سبب رفض الإدارة الأميركية القيام بأي جهد حقيقي لملاحقة بوسادا قضائيا، إلى أن محاكمة هذا الرجل قد تفضح بعض جرائم CIA وتسبب إزعاجا للمهاجرين الكوبيين الذين تعتبرهم إدارة بوش كتلة انتخابية يجب إرضاؤها.وختمت بالقول إن المقولة "العمل الإرهابي لشخص ما قد يعتبر بالنسبة لشخص آخر عملا في سبيل التحرر"، تجاوزتها الأحداث بعد 11 / 9، لكن حتى وإن كان الجميع سيرفض الاعتراف بذلك فإن هذه الفكرة لاتزال ماثلة في أذهان مسؤولي الإدارة الأميركية.