اقواس
عندما نتحدث عن ثقافة الطفل العربي وأدوات ومصادر تثقيفه وكيفية تثقيفه .. هل سألنا انفسنا عن أي ثقافة نتحدث ؟ وقبل هذا السؤال هل نعي بالضبط مدى حاجة الطفل الى ما نقدمه اليه من معارف ؟ والى أي حد يتقبل الطفل ما القينا به اليه ؟ ان واقعنا العربي في مجمل مشهدياته يجعلنا - رغماً عنا - نطرح تلك التساؤلات وسؤال اهم : أي مستقبل نريده ؟ فثمة صياغات ومعان عديدة لتعبير المستقبل - كما يقول د . قدري حفني ( استاذ علم النفس في جامعة عين شمس ) " ثمة مستقبل نتوقعه ونتنبأ به بصرف النظرعما يحمله لنا وثمة مستقبل نتمناه وننتظره بصرف النظر عن امكان تحقيقه وثمة مستقبل نتوجس منه ونسعى الى تحاشيه او على الاقل تأجيله وثمة مستقبل نريده ونسعى الى صنعه وثمة مستقبل يريده لنا اعداؤنا ويسعون الى فرضه علينا .. الى اخره .. فاي مستقبل نعنيه ؟ " . ان تحديد ملامح المستقبل ايا كان الذي نعنيه مرهون بالواقع العربي الذي تشوبه الصراعات الداخلية بين ابناء الامة الواحدة والقائمة في عدد من الاقطار العربية والصراعات العربية الصهيونية التي تزداد عنفاً والتحديات الخارجية للامة العربية التي تزداد شراسة بأشكال وصور متعددة .. وفي ظل هذه الاشكالية هناك التسابق المحموم بين دول الغرب والشرق الاوروبي دون ان نستثني امريكا نحو العقل العربي ونفث عبق العولمة التي تتضاعف جاذبيتها يوماً عن يوم بتقنية مدروسة ومنظمة ولا نماري في حقيقة لا حيلة لنا فيها . لذا فإننا مطالبون كأفراد وجماعات في اطار الاسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة ووسائل الاعلام ووسائط الاتصال المختلفة وهيئات اجتماعية وسياسية وثقافية الى اخره بتربية الطفل العربي على الانتماء الى الارض العربية والى الهوية العربية الضاربة بجذورها في اعماق التاريخ العربي . ورغم تعددية انماط الامة العربية الفكرية والعقائدية ( الدينية ) والسياسية وتباين خصائص البيئات الطبيعية الجغرافية التي تؤثر في التكوين البدني وفي الوان البشرة ورغم تعدد اللهجات العربية والازياء وغير ذلك من الاختلافات الا ان هذه التعددية التي تتميز بها الامة العربية لا تؤثر قطعاً في التكوين النفسي المشترك للانسان العربي لان وحدة اللغة المشتركة والتاريخ المشترك والمصير المشترك والعدو المشترك هي الدلالة القاطعة على وحدة الامة العربية . وحتى نتحكم بعملية تكوين ثقافة المجتمع لابد ان تكون البداية من ثقافة الطفل والانتماء منذ التنشئة الاولى هو الاساس في بناء الشخصية وتلعب وسائل الاعلام دوراً اساسياً في تشكيل الوعي الثقافي للطفل فلم تعد الاسرة هي اساس التنشئة في ظل التطور التكنولوجي في عالم الاتصال وفي ظل تعاظم سلطة التلفزيون والكمبيوتر وشبكة الاتصال الدولية " الانترنت " . فهلا نعيد التفكير عن أي مستقبل نرتأيه لاجيالنا القادمة ؟ نادره عبدالقدوسNadra 1 @ maktoob . com