قصة قصيرة
مزيج من كل شيء ومن لاشيء .. مامعنى كل هذا؟ .. لم يرفع رأسه عن الجريدة .. يوم حار .. والدة إنسان مطحون وعليه أن يتيم ، فقد تحول الهواء إلى جدار بين كل إنسان وآخر، وصار من المستحيل على أحد، أن، يتعرف على أحد.. وقف كتمثال لحظة من الزمن أمام مكتبة ثم ابتسم قائلاً : (لا بأس) .. إنه ليس مستحبا من صبح الله أن يقوم الفرد بشعور العصبية أن يفقد الطاقة الحيوية، ولكن ، أنها علامة النكد ليس إلا.. (لا بأس ) ربما مقياس الزمن لا يصلح لمثل هذه الأمور .. (لا بأس). هبت رائحة القهوة بالزنجبيل .. سخن من جديد .. ثم عاد حاملاً بين يديه فنجاناً من القهوة بنكهة كل اليمن العتيقة .. وقال : نعم .. هذه هي اليمن ، بدون القهوة ذات النكهة الزنجبيلية بينها السخن لا تعود اليمن ! .. يتأمل الدخان الطالع من فنجان القهوة، وهو يتخذ أشكالاً لا تختلف عن اليمن القديمة في شيء .. وجوه وأصوات تطلع من هذه الرائحة .. ألوان وأشكال تسكن هذا الدخان ، أنه الرسم البياني الذي يرسمه في النفس فترتفع الخطوط يوماً وتخفض يوماً وتعتدل يوماً، وبالبحة أياها الممزوجة بلكنة خاصة تطلع من وجهة الأسمر ومن عينيه الجاحظتين قائلاً : البن .. القهوة الساخن .. وجوه وألوان تسكن خيط دخان.