نهله عبدالله هل حصلت المرأة العربية في فلسطين على حقوقها كاملة ؟ وهل استطاعت خلال السنوات الماضية ان تحقق انتصارات في مختلف مجالات الحياة ؟ او بمعنى اخر هل استطاعت المرأة الفلسطينية ان تشارك في احداث التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كما تمنتها ان تكون فاطمة غزال ؟ كانت هذه الاسئلة ومحاولة الاجابة عليها بتلك القصيدة " لم تعرف فاطمة عيد الثامن من آذار " للكاتبة العربية وداد البرغوثي من فلسطين التي نشرت في الصفحة الثقافية باكتوبر مؤخراً وقرأتها بصورة اكدت ان الوضع الاجتماعي والسياسي للمرأة العربية في فلسطين يتحدد من خلال حضارة المجتمع العصري ونظامه العام الا ان الواقع في الوطن المحتل يبقى حبيساً ومرغماً على الجمود الاجتماعي والحضاري حفاظاً على اسرائيل !فهل يحمل الثامن من آذار كل هذه المفارقات من بارود وازهار ياوداد ؟ كثيراً ما تكون كتابة الشعر تعبيراً عن هموم تتجه الى المستقبل وتحليلاً لما جرى ويجري في اللحظة الحاضرة وذلك لان القصيدة حالة والاحداث مهمة وغزال لا تقبع في ذاكرة الماضي وحيدة وخائبة بل كما كانت ما تزال تضج بحماستها ودلالاتها الموحية التي تطغى على تعاقب السنين . اما " وداد " فهي العين التي ترى في آذار اكثر مما اصطلح على تسميته بالعيد الانثوي انه مكون قوي راح يهز اشياء قديمة مثل مفردات لفصول خاصة للكلام عن مأساة لمئة وتسعة وعشرين عاملة عثر رجال الاطفاء على جثتهن في المصنع المغلق بأمر من صاحب المصنع ؟ ولكن غزال غير غافلة عن دوافعهن وعن عناصرها الفاعلة تلك النفحات الروحية الخالدة التي نستخلص منها قناعات حدس الشهيدة تجاه معطيات الزمن وقد نجحت الشاعرة في تصوير الرؤية التقليدية لحياة المرأة في الماضي وحداثة احياء جانب من الماضي في كثافته وروحانيته آفاق لا متناهيه هذا ما تنبهت اليه الشاعرة في قصيدتها التي يمكن ان يفهمها القراء العاديون وهذا من اهم ما نقلته الى القراء بسلاسة هي اشبه ما تكون بالاحلام العادية في تعبيرها عن الاثار المأساوية التي كان لها تأثير كبير في حياة المرأة يوم 8 مارس سنة 1908 وهو علامة على التضحية التي قامت بها ( فاطمة غزال ) لتحرير فلسطين من عبودية الصهاينة. المساواة في الحقوق والتضحية في تفاصيل القصة تشدنا الى القصيدة التي تحاول الشاعره قطعاً التغلب على كوابيسها التي افقدتهم الامان وجعلتهم فريسة للاحتلال الصهيوني الذي يسعى للنيل من فلسطين ببشاعة . ووجه الدلالة ان اسرائيل حزمت امرها على رأي يرضى استبدادها واستغلالها ولكن فاطمة لم تفقد القدرة على مواجهة الموقف واتخاذ القرار لحظتها شعرت غزال ان ملاقاة الموت هو جزء من مسيرتها الحتميه . وصف القصيدة لتفاصيل قصة ( فاطمة غزال ) انها كانت تستحق ان يكشف عنها من عتمة تلك الليالي الدامية في فلسطين مثلما حدث مع عاملات النسيج في نيويورك. وان هذه المشاعر الانسانية تقرب ما بين هنا وهناك وتكشف عن اعماق ورؤية واحلام وطموحات وداد وبقدر ما يكون الشاعر واعياً باهمية موضوعه بقدر ما يكون موفقا في طرحه . وقد استطاعت وداد ان تاخذ ريحانه من آذار وتحلق في فضاء الامنيات السعيدة رغم الارق والشقاء .
|
ثقافة
جدلية وداد وغزال في آذار
أخبار متعلقة