أقواس
يقول أمير الشعراء الشاعر العظيم احمد شوقي في معرض تناوله بقريحة لا مثيل لها وضع اليتم واليتم قائلاً:“إن اليتيم من تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولاً”.صدقت يا أمير، ياعبقري الزمان الذي صار اليوم برغم قدمه واقعاً مؤلماً في اكبر بل معظم الدول. ونحن جزء لا يتجزأ منها.. إذ أن اليتيم ليس من فقد أباه أو أمه بالموت الذي هو سنة الله في خلقه.. بل ان ذلك الوحش الكاسر نجده في مجتمعات تتخلى عن أبنائها وبناتها هكذا ليواجهوا مصيراً غير متوقع.. وبعد ذلك تجد الدول تقيم المهرجان والاحتفالات و(تطبل وتزمر) وتضع اللافتات والخطب العصماء وتشير بشكل او بآخر إلى الاهتمام باليتيم الذي يحتفى به سنوياً، ويقدمون له اقل القليل في حين هم لو اهتموا بالموضوع من أساسه لما وصلت الحال إلى ما هي عليه أكان فقدان احد الأبوين أو بتخليهما عن مهامها!*هذه ياسادة ثقافة قهر وجهل فمن يمارس هذه الأمور إنما هو ذلك الجاهل أو الذي يمتهن القهر قهر الأبناء والأهل ولا يؤدي مهامه التي هي سنة من سنن الحياة.. وإلا ما فائدة الشؤون الاجتماعية والباحثين الاجتماعيين والجهات الإنسانية التي ما أكثرها إلى جانب دور الرعاية ودور الأيتام وغيرها من الهيئات التي وان قدمت برعاية ما فإنها في نظرنا ومع احترامنا لها تستثمر الأموال ويكون نصيب اليتيم اليتم المحقق رسمياً وشعبياً وهو ذلك الاحتفال السنوي الذي يشعرون الأيتام فيه بالخيبة وقلة الحيلة وهم يرون من يمن عليهم بذكر المعونات والهبات اليس ذلك هو الواجب الذي تتحمله الدولة انطلاقاً من قول الله في محكم كتابه:“.. فاما الييتم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر” ..؟*أن على الدولة في بلادنا أن توجه الحكومة الجهات ذات العلاقة وخاصة وزارتي الأعلام والثقافة أن تهتما بذلك في برامجهما التوعوية اليومية من خلال تحريك من يعنيهم الأمر من وزارات وهيئات أخرى لجعل هذه الظاهرة الخطيرة عرضة للمعالجة السريعة وسد منابعها ومعاقبة من يتخلون عن أبنائهم ليصابوا بيتم قهري لا مبرر له ولا أساس.. ابداً..*نحن نرى في بلادنا كيف تدار الاحتفالات بهذا اليوم ولكن هل تحرك هؤلاء إلى الأحياء السكنية والبيوت التي يعاني بناتها وأبناؤها يتماً محققاً وهو ما يجعلهم يفترشون قارعة الطريق وعلى أبواب المساجد بحثاً عمن يمد لهم يد العون .. إلا يعتبر ذلك مدعاة لوضع سياسة حقيقية لكفالة هؤلاء بصدق ومن مال الدولة الذي ينفق على اكثر من جهة وبشكل مستمر؟!