رئيس الوزراء العراقي يحث البرلمان على اختصار عطلته الصيفية
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :قالت الشرطة أن خمسة من زعماء القبائل السنية المعارضة لتنظيم القاعدة قتلوا حينما قاد انتحاري حافلة صغيرة ملغومة بنصف طن من المتفجرات ليصدم منزلا شمالي بغداد أمس الأحد.وكان زعماء القبائل السنية مجتمعين في منطقة تعرف باسم جرف الملح بالقرب من التاجي التي تبعد 20 كيلومترا شمالي العاصمة العراقية لبحث الانضمام إلى القوات الأمريكية والعراقية في القتال ضد القاعدة في المنطقة ذات الأغلبية العربية السنية.وقال مصدر في الشرطة أن العدد الأولي للقتلى هو خمسة قتلى ومن المرجح أن يزيد هذا العدد. وأصيب 12 آخرون في الهجوم.وقال مصدر في الجيش العراقي أن زعماء القبائل السنية المحلية كانوا مجتمعين بعد عقد محادثات في التاجي يوم الجمعة مع زعماء شيعة محليين. وأضاف المصدر أن تلك المحادثات عقدت تحت حماية القوات الأمريكية.ويسعى القادة العسكريون الأمريكيون جاهدين لتوسيع نطاق خطتهم التي استخدمت لأول مرة في محافظة الانبار التي يسودها العنف. وتقضي الخطة بتجنيد أفراد من الأهالي السنة المتعبين من أعمال العنف العشوائية التي تمارسها القاعدة للعمل في وحدات من الشرطة المحلية.وتلقى باللائمة على الجماعات المتشددة في إثارة أعمال العنف الطائفية بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية التي كانت تقود البلاد في عهد صدام حسين.وبدأ الجيش الأمريكي حملة عسكرية في بغداد قبل خمسة شهور أسفرت في بادئ الأمر عن خفض عدد جرائم القتل الطائفية ولكنها دفعت مقاتلي القاعدة للعمل في المناطق المحيطة.وفي وقت لاحق شنت القوات الأمريكية والعراقية عملية كبيرة أخرى في منتصف يونيو تتزامن مع وصول أخر 28 ألف جندي أمريكي للعراق.ميدانياً اغتال مسلحون مجهولون صباح أمس المسؤول في وزارة الداخلية العراقية العميد فلاح خلف شمالي شرقي بغداد. وقال متحدث باسم الوزارة إن المهاجمين كمنوا لسيارة خلف في حي أور الواقع بين مدينة الصدر والأعظمية وأمطروها بوابل من الرصاص ولاذوا بالفرار.وفي بغداد أيضا قتل مدني عراقي وأصيب خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة على الطريق تعرضت لها حافلة صغيرة في حي الأمين جنوبي شرقي العاصمة وفق ما ذكرت الشرطة، كما سقط ثلاثة قتلى بينهم امرأة وأصيب خمسة آخرون في هجوميين منفصلين بقذائف هاون استهدفا منطقة سكنية في الإسكندرية جنوب بغداد. وعثرت الشرطة في المدينة نفسها على خمس جثث عليها آثار عيارات نارية وتعذيب، وقتل مسلحون مترجما يعمل لدى الجيش الأميركي وشرطيا عراقيا في هجوميين منفصلين في الكوت جنوبي العراق. وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت في وقت سابق مقتل أحد جنود فرقة المدرعات الثانية في البصرة إثر إصابته بما وصفه بيان الوزارة "بنيران غير مباشرة".على صعيد آخر أعلن الجيش الأميركي أمس اعتقال اثنين من المشتبه فيهم بتهريب أسلحة ربما يكونان على ارتباط "بشبكة إرهابية" يديرها جيش القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وأشار بيان عسكري أميركي إلى أن المعتقلين ألقي القبض عليهما أثناء غارة على مزرعة نائية شرقي العراق قرب الحدود الإيرانية، وصودر العديد من الأسلحة بحوزتهما تتضمن مواد شديدة الانفجار تستخدم في صنع العبوات الناسفة وقاذفات.على الصعيد السياسي قال مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه دعا البرلمان إلى إلغاء أو اختصار عطلته الصيفية في فصل أغسطس لتمرير قوانين ينظر إليها على أنها حيوية بالنسبة لتحقيق الاستقرار في البلاد.وتحث واشنطن العراق على الإسراع بتمرير العديد من القوانين التي تهدف إلى كبح أعمال العنف الطائفي ورأب صدع الانقسامات العميقة بين الأغلبية الشيعية والأقلية من العرب السنة.وأحيل للبرلمان مشروع قانون واحد والذي يحكم احتياطي النفط الكبير في العراق ولكن لم تجر مناقشة التشريع بالكامل بعد.وقال مكتب المالكي في بيان في مطلع الأسبوع ان رئيس الوزراء يأمل أن "يبادر البرلمان إلى إلغاء عطلته الصيفية أو تقليصها إلى أسبوعين فقط من أجل أن يساعد الحكومة في حل المشاكل العالقة."وصدر البيان بعد اجتماع المالكي السبت مع رايان كروكر السفير الأمريكي لدى العراق ومسؤولين أمريكيين آخرين.وقال البيان "لابد للعملية السياسية أن تتقدم ويجب أن تعمل الحكومة مع البرلمان من أجل أن تقدم للشعب العراقي شيئا في هذه الظروف الصعبة."ويهدف مشروع قانون النفط إلى تخفيف التوترات بضمان اقتسام أرباح النفط مع السنة. ويوجد في العراق ثالث أكبر احتياطي للنفط في العالم ولكن معظمها في الشمال الكردي أو الجنوب الشيعي.وهناك حاجة أيضا لإقرار قوانين أخرى متعلقة بإجراء انتخابات محلية بنهاية العام والسماح لبعض أعضاء حزب البعث الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالعودة إلى العمل في الحكومة والجيش. ولكن الوقت يمر..ومن المقرر أن يقدم كروكر وديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق تقريرا لواشنطن في 15 سبتمبر يقيم التقدم الأمني والسياسي في البلاد ومن المؤكد أن يؤدي عدم تمرير القوانين إلى زيادة مطالب الديمقراطيين المعارضين وأيضا بعض الجمهوريين بسحب القوات الأمريكية من العراق.وكان البرلمان قلص بالفعل عطلته الصيفية شهرا إذ كان من المقرر أن يحصل على العطلة خلال شهري يوليو وأغسطس.