عواصم/وكالات:شهد العام 2007م منذ بدايته حسب منظمات مختصة بالمناخ سلسلة من أحداث الطقس والتغيرات المناخية القياسية، وأجمع العلماء على أن الاحتباس الحراري هو السبب الرئيسي لتلك التغيرات.وأعلنت الأمم المتحدة في أغسطس2007 أن عدد الكوارث الطبيعية في الفترة بين العامين 2004 و2006 زاد من 200 كارثة إلى 400 في المتوسط سنويا، بما في ذلك موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات والعواصف، وزادت الفيضانات من 60 إلى 100.وأظهرت دراسة أعدها باحثون أوروبيون أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث عواصف وأعاصير استوائية في البحر المتوسط، بعد أن كانت تتركز في شمالي المحيط الأطلسي وشمالي المحيط الهادئ.وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن موسم الأعاصير هذا العام الذي يستمر ستة أشهر سيكون أكثر نشاطا من المتوسط مع وجود أكثر من 16 عاصفة، وعادة ما تهب خلال هذا الموسم 10 أو 11 عاصفة في المتوسط.وبدأت موجة الأعاصير في المحيط الهندي في يونيو، حيث شهد بحر العرب وعمان أول إعصار مسجل، عندما اجتاح إعصار غونو -الذي صنف في الفئة الخامسة القصوى من الأعاصير- السواحل العمانية والإيرانية، مخلفا 49 قتيلا ونحو 30 مفقودا وأكثر من 20 ألف منكوب في عمان إضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة، و23 قتيلا في إيران وخسائر مادية تزيد قيمتها عن 200 مليون دولار.وفي الولايات المتحدة ازداد عدد الأعاصير التي تضربها إلى أكثر من ضعفين خلال القرن الماضي حسب إحدى الدراسات، وخلف إعصار ضرب ألاباما وميسوري وجورجيا بشكل رئيسي جنوب الولايات المتحدة في مارس 20 قتيلا وخسائر مادية جسيمة، وكذلك لقي في مايو 9 أشخاص مصرعهم وأصيب 63 جراء إعصار ضرب ولاية كنساس الأميركية.وأعلنت مدينة تكساس حالة الطوارئ مسبقا استعدادا لاستقبال إعصار دين المدمر الذي ضرب منطقة البحر الكاريبي، حيث اقترب الإعصار من بلوغ الفئة الخامسة، وهي أعلى درجة على مقياس سافير سمبسون لقياس قوة الإعصار.ويتوقع أن يضرب الإعصار دين شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية ويعطل إنتاج النفظ والغاز الأميركي في خليج المكسيك.وفي 19 من نفس الشهر ضرب إعصار سيبات الساحل الجنوبي للصين، ما أدى لمقتل تسعة أشخاص وإصابة 60 آخرين وتدمير 156 منزلا ونزوح نحو مليون شخص، وكان الإعصار قد اجتاح تايوان وأعتبر الأعنف لهذا العام والثالث خلال أسبوعين، وتسبب سيبات فيضانات بالفلبين في إغراق ثلاثة أشخاص.وكانت الصين قد تعرضت في يوليو لإعصار قتل سبعة أشخاص وأصاب نحو 100 آخرين.وضرب إعصار يمين -وهو الثاني في المحيط الهندي بعد غونو- في يونيو باكستان وأودى بحياة نحو 400 شخص، وتسبب في دمار هائل على طول ساحل جنوب إقليم بلوشستان وتشريد الآلاف، وبلغ عدد المنكوبين أكثر من 1.3 مليون نسمة.ولقي 14 شخصا مصرعهم في فيتنام وتشرد الآلاف إثر الإعصار الذي ضرب وسط البلاد في أغسطس.عادة ما تصاحب الفيضانات والسيول ونزوح السكان موعد الأمطار الموسمية الذي يستمر بين مايو وسبتمبر، وبين ديسمبر وفبراير.وضربت الفيضانات مناطق عدة في العالم منذ بداية العام، ووصفت الأمم المتحدة موجة الفيضانات بأنها "أسوأ فيضانات في التاريخ الحديث".وسجلت الأمم المتحدة نحو 70 فيضانا خطيرا عام 2007، من بينها فيضانات السودان وإثيوبيا وميانمار والفلبين وفيتنام وإندونيسيا والصين والهند وبنغلاديش ونيبال وباكستان وأفغانستان وكولومبيا.وشهدت إنجلترا في يوليو أسوأ فيضانات منذ 60 عاما، تسببت في وقوع تسعة قتلى على الأقل، وخسائر مادية بمليارات الدولارات.وتعرضت السودان لما وصف بأسوأ فيضانات في تاريخها، ومازالت أعداد القتلى الذين وصلوا 83 شخصا في تزايد، إضافة إلى عشرات الآلاف من المشردين، وخسائر مادية كبيرة، وفي موزمبيق تسببت الفيضانات في سقوط 29 قتيلا وتدمير آلاف المنازل.كما اجتاحت موريتانيا فيضانات غير مسبوقة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان عدد آخر وتشريد الآلاف، وكان خبراء قد حذروا مسبقا من أن القارة الأفريقية ستواجه في السنوات القادمة مزيدا من مواسم الجفاف والفيضانات والأعاصير بسبب التقلبات المناخية العالمية الناتجة عن التلوث الصناعي.واجتاحت الفيضانات خاصة جنوب شرق آسيا والقارة الهندية، وقد لقي 521 شخصا مصرعهم في القارة الهندية وحدها.وتعد الفيضانات التي اجتاحت شمال الهند وبنغلاديش ونيبال هي السوأى، إذ شردت وعزلت نحو 19 مليون إنسان، ووصلت أعداد الضحايا إلى 1900 قتيل، حسب بعض المصادر، وجرفت 400 قرية غرب الهند فقط.وفي كوريا الشمالية اعتبرت الفيضانات التي اجتاحتها السوأى منذ 10 سنوات، ووصل عدد الضحايا إلى 214 قتيلا على الأقل إضافة إلى أعداد كبيرة من المفقودين.وتضرر في يونيو نحو 14 مليون شخص جنوب الصين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي قتلت 120 شخصا.ولقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم في هطول أغزر أمطار منذ أربعة عقود على الأقل في ميانمار.وقتل 16 شخصا بسريلانكا وشرد الآلاف في فيضانات اجتاحت البلاد في يناير، كما أدت فيضانات مايو إلى مصرع 11 شخصا، وأكثر من 50 ألف مشرد.وتسببت فيضانات إندونيسيا بمقتل نحو 140 شخصا وتشريد الآلاف وانهيارات أرضية ومفقودين.وأشارت تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لهيئة الأمم المتحدة بأن الاحتباس الحراري سيتسبب -إن لم تتم السيطرة عليه- حتى العام 2100 في اضطرابات قصوى واختلال هائل في الأحوال الجوية، ما سيؤدي إلى كوارث طبيعية تشمل موجات حر مميتة وجفافا طويلا وفيضانات جارفة وأعاصير أكثر تدميرا.كما رجحت الهيئة أن تتكثف النماذج غير المعتادة للتغيرات المناخية مستقبلا، ويعتقد أغلب العلماء أن أحداث الطقس غير القياسية ستتكرر أكثر، وحذروا من اختفاء مناطق مناخية كليا من على وجه الأرض بحلول العام 2100.ولكن العلماء يؤكدون على صعوبة الحديث عن التفاصيل، وتبقى التوقعات المستقبلية في إطار المرجح والمحتمل، ومن المستحيل تحديد ما سيحدث مستقبلا، أو حتى ما سيحدث في النصف الثاني من العام 2007.