سوريا تقول إنها مستعدة للمشاركة في المؤتمر الأمريكي للسلام
دمشق/14 أكتوبر/رويترز:قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الثلاثاء ان سوريا مستعدة لحضور مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش هذا الشهر. وكان بوش قد دعا لمؤتمر سلام في الشرق الأوسط في الخريف تترأسه وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ولكنه لم يشر إلى مكان انعقاده أو الأطراف التي ستدعى إليه. وقال المعلم “مثل هذه المبادرة يجب ان تتضح أهدافها وأرضياتها والمشاركون فيها وضمانات النجاح. نحن نعتقد ان أي جهد جدي لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة سوف ندعمه.” وقال المعلم بعد لقائه مع وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس “من حيث المبدأ فان سوريا تدعم وتؤيد وتشارك في (أي) مؤتمر دولي للسلام على غرار مؤتمر مدريد.” وكانت العلاقات السورية الأمريكية تدهورت في السنين الأخيرة بعد الغزو الأمريكي للعراق ومع ازدياد شدة الأزمة السياسية في لبنان. وكثفت سوريا في الشهور الأخيرة من دعواتها لإجراء مفاوضات مع إسرائيل لاستعادة مرتفعات الجولان . وكان وزراء الخارجية العرب قد رحبوا بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط فيما تحفظت سوريا بشدة على هذا الموقف معتبرة ان التئام هذا الاجتماع في ظل الانقسام الفلسطيني الراهن من شانه “تصفية القضية الفلسطينية”.وأكد الوزراء العرب في قرار أصدروه في ختام اجتماعهم الاستثنائي المخصص لبحث جهود تفعيل مبادرة السلام العربية “تأييدهم عقد اجتماع أو مؤتمر دولي بحضور الأطراف المعنية بعملية السلام كافة وفقا للمرجعيات المتفق عليها بهدف إطلاق المفاوضات المباشرة على جميع المسارات والبناء على ما تم انجازه في هذا الشأن”.وأشار الوزراء إلى ضرورة “الحرص على المقاربة الشاملة لعملية السلام” وشددوا على ضرورة وضع “إطار زمني محدد لإنهاء تلك المفاوضات كدليل على جدية العمل نحو تحقيق السلام”.وأعلن الوزراء “ترحيبهم بالعناصر الايجابية التي تضمنها خطاب الرئيس (الأميركي جورج) بوش خاصة بشان الالتزام بحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة”.وكان المندوب الدائم لسوريا لدى الجامعة العربية يوسف احمد الذي ترأس وفدها إلى اجتماع الوزراء العرب أعلن ان بلاده “تحفظت على أي ترحيب عربي” بخطاب بوش.وأكد السفير السوري رفض سوريا لعقد أي مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية في ظل “الانقسام الفلسطيني” الراهن معتبرا ان التئام مثل هذا المؤتمر قبل إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية من شأنه “تصفية القضية الفلسطينية”.وقال السفير السوري للصحفيين بعد مغادرته قاعة الاجتماع “تقدمنا باقتراح سوري للإعراب في بيان يصدر عن الاجتماع عن بالغ القلق لاستمرار حالة الانقسام التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وتأكيد الالتزام العربي بالعمل على تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزةوأضاف “لقد تحاورنا حول هذا الموضوع لمدة طويلة ويريدون (الوزراء) تجاوز الموضوع تماما كما تحفظت باسم بلادي على عدم صدور هذا البيان ثم تحفظت على كل ما من شانه الترحيب بما يسمى بمبادرة (الرئيس الأميركي جورج) بوش لأننا نعتقد في سوريا بان مناقشة الوضع الفلسطيني في الاجتماع الذي يدعو إليه الرئيس الأميركي في ظل الانقسام الفلسطيني القائم لا يؤدي إلى معالجة هذا الوضع وإنما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية”.وتعليقا على الموقف السوري قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحفي عقد بعد انتهاء الاجتماع ان القرار الصادر عن الوزراء العرب “يرحب بالجوانب الايجابية التي تضمنها خطاب الرئيس بوش وتم تحديد هذه الجوانب التي يؤيدها المجلس وطالما نحدد العناصر الايجابية التي نتفق عليها” فهذا يعني ان الترحيب مقصور عليها.وأضاف موسى “هناك عناصر اخرى (في خطاب بوش) تراها سوريا خطيرة وهي التي تشير بالاسم إليها وهو ما تجنبه القرار”.وكان الرئيس الأميركي بوش دعا في خطابه في 16 يوليو الفلسطينيين إلى الامتناع عن تأييد حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة في منتصف يونيو الماضي.وحذر من ان تأييد حماس يعني تأييد “الرعاة الأجانب” لهذه الحركة في سوريا وإيران.وسحبت الولايات المتحدة سفيرها من سوريا عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005 ولم تجر أي اتصالات على مستوى عال بين البلدين منذ ذلك الحين باستثناء لقاء قصير عقد بين وزيري خارجية البلدين كوندوليزا رايس ووليد المعلم على هامش مؤتمر إقليمي في شرم الشيخ في مايو الماضي وتركز حول الوضع العراقي.غير ان الأمين العام للجامعة العربية أوضح ان الموقف العربي من اقتراح الرئيس بوش “يعتمد على كثير من النقاط التي تتطلب إيضاحا والمتعلقة بالمشاركين فيه والهدف منه وأجندته”.وتابع “ما هو مطروح هو النزاع العربي الإسرائيلي وتسويته تعني ان كل الأطراف يجب ان تكون موجودة وسوريا لها ارض محتلة ولا يمكن ان يكتمل السلام” من دون انسحاب من الأراضي السورية المحتلة. واعتبر انه “لكي يكون المؤتمر حقيقيا وفاعلا فان كل الأطراف يجب ان تشارك فيه”.ولم يتطرق الوزراء العرب إلى الأزمة اللبنانية رغم ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل كان أعرب عن أمله مساء الأحد في ان يتم التشاور بشأنها.ومن جهة أخرى دعا وزراء الخارجية العرب بلغاريا إلى “التقيد باتفاقية التعاون القضائي المبرمة بينها وبين ليبيا”.وكانت ليبيا طلبت من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع بلغاريا بعد العفو الرئاسي الذي صدر في هذا البلد عن الممرضات البلغاريات الخمس المدانات بحقن أطفال ليبيين بفيروس الايدز.وتم الإفراج عن الممرضات البلغاريات الأسبوع الماضي وعادوا إلى بلادهم.