بغداد/14 أكتوبر/رويترز: نظم أتباع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس الجمعة مسيرة ضد الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة وتسمح للقوات الأمريكية بالبقاء ثلاث سنوات أخرى في العراق. واحتشد آلاف المتظاهرين في ساحة الفردوس بالعاصمة العراقية وهم يرددون شعارات مناهضة للولايات المتحدة ويلوحون بأعلام العراق. وتنص الاتفاقية التي وافقت عليها الحكومتان العراقية والأمريكية والتي تخضع حاليا للمناقشة في البرلمان العراقي على انسحاب الجنود الأمريكيين من شوارع العراق بحلول منتصف العام القادم وانسحاب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 كما تنص على ضرورة حصولها على أمر من السلطات العراقية لاعتقال احد وان يخضع المتعاقدون الأمريكيون للقانون العراقي. وحصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تنازلات مهمة من الولايات المتحدة خلال شهور من المفاوضات المكثفة. وسخف المالكي من موقف الصدريين قائلا أنهم طالبوا بموعد محدد لانسحاب القوات الأمريكية وحين توصل إلى ذلك عارضوه. وبينما لم يوضح الصدريون بديلهم العملي للاتفاقية قالوا إن القوات الأمريكية يجب أن ترحل عن العراق على الفور وليس في غضون ثلاث سنوات. وأضافوا أنهم يشككون في التزام الجانب الأمريكي بالجدول الزمني المتفق عليه. وعارض بوش طويلا تحديد موعد للانسحاب. لكن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قال انه سيسحب القوات الأمريكية خلال 16 شهرا من توليه السلطة في يناير كانون الثاني. وعلق أنصار الصدر دمية لبوش في ساحة الفردوس وقد حمل حقيبة كتب عليها “الاتفاقية الأمنية الذل والعار” وأخذوا يقذفونها بالزجاجات قبل أن يسقطوها ويحطموها ويشعلوا النار فيها. وتلا رجل دين معمم رسالة من الصدر قال فيها انه يؤيد المتظاهرين في رغبتهم في طرد المحتل بالطريقة التي يرونها وأخذت الحشود تكبر. ونظم أنصار الصدر العديد من الانتفاضات العنيفة منذ عام 2003. وتحت أنظار قناصة الجيش العراقي صلى المحتجون ثم انطلقوا في مسيرتهم وهم يرددون “لا لا للاتفاقية”. وقال أبو زينب (36 عاما) وهو عامل من أحد الأحياء الفقيرة بمدينة الصدر إنه يطيع أوامر الصدر برفض هذه الاتفاقية التي وصفها بأنها مذلة ومهينة. وأضاف أن الاتفاقية ولدت ميتة لان قوات الاحتلال لن تنسحب في المواعيد المتفق عليها. وقال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم خطة أمن بغداد إن الاحتجاج مر دون وقوع أعمال عنف. وشارك نواب عن الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي في المظاهرة. وقال حازم الاعرجي وهو مساعد كبير للصدر شارك في الاحتجاج إن اليوم (أمس) هو يوم وحدة العراق بين العرب والأكراد وكل طوائف العراقيين لرفض الاتفاقية الأمنية. وأضاف أن كل هؤلاء الناس جاءوا ليثبتوا أن الاتفاقية الأمنية لا قيمة لها. ويرفض الصدريون الاتفاقية برمتها بينما أبدت كتل أخرى تحفظات على بعض التفاصيل. ووقعت الحكومة العراقية الاتفاقية الأمنية في وقت سابق من الأسبوع ومن المتوقع أن يصوت عليها البرلمان الأسبوع القادم. وقال فلاح شنشل وهو نائب عن الكتلة الصدرية إنه يدعو كل كتل البرلمان العراقي بالالتزام بالعهد الذي قطعته بالحفاظ على سيادة واستقلال العراق. وأضاف أنه يتمنى ألا يصوت النواب العراقيون لصالح الاتفاقية. وشن المالكي حملة ضد أتباع الصدر في وقت سابق من العام واختفى أفراد ميليشيات جيش المهدي الذين يرتدون زيا أسود من شوارع بغداد وشوارع مدن شيعية في جنوب العراق الأمر الذي يقول مسئولون أمريكيون إنه أعطى المالكي ثقة جديدة في المفاوضات. ويقول مسئولون أمريكيون إن الصدر موجود في إيران منذ العام الماضي. وتراجع العنف إلى مستويات لم يشهدها العراق منذ أيام ما بعد الغزو الأمريكي لكن المتشددين لا زالوا يشنون هجمات. وانفجرت قنبلة مزروعة في الطريق في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة في حي الدورة بجنوب بغداد وقتلت ثلاثة وجرحت 15.