لدى إطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع المكتبة الوطنية الكبرى بصنعاء
صنعاء/ سبأ: أطلقت الهيئة العامة للكتاب أمس المرحلة التنفيذية من مشروع المكتبة الوطنية الكبرى المقرر إنشاؤها بالعاصمة صنعاء بتكلفة 40 مليون دولار على مساحة 96 ألف متر مربع. وفي الحفل الذي نظمته الهيئة العامة للكتاب بالمناسبة أكد وزير الإعلام حسن احمد اللوزي أهمية هذا المشروع في توفير معلم ثقافي تنويري على المستوى الوطني وفق أحدث التقنيات والمواصفات المعتمدة على المستوى العالمي. واعتبر تدشين هذا المشروع الحضاري والعصري الكبير تعبيرا عن الإيمان بالكتاب ومكانته ودوره في بناء الحياة الحرة الكريمة والمنتجة, حياة العلم والفكر والمعرفة والآداب والفنون والمنجزات والمعجزات الانسانية التي تصل الإنسان بخالقه وبأخيه الانسان وبأداء رسالته في الحياة وتحقيق معنى استخلافه فيها. وقال وزير الإعلام “ إن هذا المشروع الحضاري والعصري والمستقبلي العظيم الذي ندشن اليوم إنطلاقته العلمية والعملية المدروسة هو في عمق الصلة بكل ما أشرت إليه سابقا وبإقامة أعظم وأهم أركان حياة العزة والمعرفة في حياة الشعوب والأوطان وهي المكتبات وجوهرتها الغالية المكتبة الوطنية التي هي الجامعة الذاتية الحية والمفتوحة أمام كل الأعمال لتنمية المعارف وبناء الذات وصقل القدرات”. ولفت اللوزي إلى أن اليمنيين هم من أحرزوا السبق في هذا المجال الرائد فأقاموا الحضارات القديمة يوم أوجدوا الأبجدية ولغة المسند وصاغوا الحضارة العربية الإسلامية. وقال: كيف لا ونحن أمة إقرأ وسدنة الكتاب المبين الذي لاريب فيه وحملة الرسالة العالمية الخاتمة ولن يكون طريقنا إلى ذلك سوى طريق الكتاب طريق العلم والمعرفة والهداية”. ووصف وزير الاعلام مشروع المكتبة الوطنية الكبرى بالمنارة العصرية الجديدة في هذا الطريق الذي يعبر عن عظمة وقوة يمن الوحدة والحرية والديمقراطية ويمن العلم والثقافة العصرية الأصيلة والمتجددة. وأوضح أن هذا المشروع له ما بعده ما يمكن أن يبحر معه الإيمان والأمل إلى آفاق جديدة في الحياة التي تشيد صروحها في ظل قيادة فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والسير نحو المستقبل الأفضل في كافة المجالات وبالأساس في معركة ترجمة كل ما تضمنه برنامجه الانتخابي الذي يتصدر هذا العنوان. ولفت إلى ما جاء في المحور الثاني عشر من المحاور الستة عشرة للبرنامج الإنتخابي لفخامة رئيس الجمهورية من التأكيد على العمل المستمر من أجل تعميق الهوية الثقافية والحضارية وبناء القدرات الثقافية ورعاية الأدباء والفنانين والمثقفين وإبداعاتهم والاهتمام بالموروث الثقافي والتوسع في إنشاء المكتبات العامة ومراكز التزود بالمعلومات عبر الشبكة الألكترونية في جميع محافظات الجمهورية والاهتمام بالموروث الثقافي وحماية الآثار والمخطوطات والمواقع التاريخية والأثرية والمتاحف والتوسع في التنقيب عن الآثار وتشجيع البحوث العلمية في هذا المجال. ونوه الوزير اللوزي إلى أنه من حسن طالع التنمية الثقافية التي تسير في اليمن حثيثا ومع الإنجازات العمرانية العملاقة التي يتسع حضورها أن يأتي إنجاز المكتبة الوطنية في هذا الوقت للاستفادة القصوى من ذلك كله ومن كافة المبتكرات العلمية والتقنية التي سوف تجعل من هذه المكتبة صرحا عصريا جديدا على مستوى اليمن والمنطقة العربية. وأشاد اللوزي بجهود الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب التي تعمل جاهدة لترجمة ذلك والوفاء بإلتزاماتها أولا بأول ولتؤكد من خلال عملها الدؤوب مع الوزرات الاخرى ذات الصلة وفي مقدمتها وزارة الإعلام بأن التنمية الثقافية أساس التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, نظرا لدورها في تنمية الشخصية المتوازنة والإيجابية وتهيئة البيئة المواتية للإبداع. وقال : لذلك ركز برنامج الحكومة الذي تعمل على الوفاء به على الاهتمام بالكتاب والإبداع الثقافي وتشجيع المواهب وتفعيل دور المنشآت الخاصة بالفنون ونشر الثقافة الوطنية وهذا هو الدور المنشود من المكتبة الوطنية الكبرى بالتضافر مع كافة المكتبات والمؤسسات الثقافية والتوسع في بناء وتطوير المراكز الثقافية وتفعيل الأنشطة الثقافية والعمل على حصر المخطوطات في المكتبات العامة والخاصة والحفاظ على القلاع والحصون التاريخية وإجراء الحفريات الأثرية كجزء لا يتجزأ من الاهتمام بالموروث الثقافي وحماية الآثار والمخطوطات والمواقع التاريخية والأثرية والمتاحف و التوسع في التنقيب عن الآثار وتشجيع البحوث العلمية وتلك هي المعالم الرئيسية في برنامج الحكومة. وأكد في ختام كلمته أن هذا المشروع العظيم هو اليوم وثبة عملاقة في ميدان الوفاء والسير نحو تحقيق الانجاز المتفرد, والمتميز بإذن الله تعالى. من جانبه أشار رئيس الهيئة للكتاب الدكتور فارس السقاف إلى الجهات الداعمة والممولة للمشروع وفي مقدمتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي ومنظمة اليونسكو وسلطنة عمان الشقيقة التي خصصت بحسب السقاف مبلغا مقدرا للمشروع للبدء في اعماله الانشائية وكذا جمهورية الصين الشعبية. وأشاد رئيس الهيئة بمبادرة الملحق الثقافي الألماني بصنعاء الذي تكفل بأيفاد كوادر يمنية إلى جمهورية ألمانيا الإتحادية لتدريبها في مجال المكتبات. وأكد السقاف وجود تعهدات ممتازة موثوقة سيتم الاعلان عنها قريبا, إلى جانب الإعداد لحملة تمويل وطنية سيتم الاعلان عنها بعد وضع حجر الأساس والبدء بالأعمال الإنشائية بالتزامن مع الاحتفالات بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية في مايو القادم. وقال “ استطعنا بعد جهود كبيرة من تسلم وثائق الارضية بإجراءات متبادلة مشكورة من وزارة الأشغال” . وتوقع أن تمثل المكتبة الوطنية المشروع الاستراتيجي الاكبر بالعاصمة باعتبارها مجمعاً ثقافياً علمياً معرفياً شاملاً. وقال رئيس الهيئة “ مشروع المكتبة ليس مخزن كتب وانما هي بالمفهوم الحديث العرض والاستكشاف لتصبح للمعرفة الكثير من السبل والطرق للوصول إليها وفق تطور تكنولوجيا الاتصالات. تخلل الفعالية عرض التصاميم الفنية للمشروع بمكوناته المتعددة التي تضم 59 مكونا تشمل مكتبات عامة ومكتبات متخصصة للمرأة وللطفل وذوي الاحتياجات الخاصة وقاعات متعددة للعرض الدائم والقراءة والمطالعة ووحدة أنظمة معلومات مجهزة باحدث الأنظمة العالمية في مجال تقنية المعلومات والأرشفة والتوثيق الألكتروني. حضر الحفل المهندس محمود ابراهيم صغيري وزير الثروة السمكية، الدكتورة هدى البان وزير حقوق الانسان, الدكتورة امة الرزاق علي حمد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل, وعدد من المسؤولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلي السلك الدبلوماسي بصنعاء.