صباح الخير
في زماننا هذا لم يعد الأهل هم الأقرب إلى أبنائهم، ولم يعد هناك لغة حوار بين الأهل والأبناء، فا لأهل يخططون ويرسمون والأبناء لا يصغون ولا ينفذون، أصبح الأهل يسيرون في فلك والأبناء في فلك آخر، للأهل رؤيتهم للحياة وللأبناء رؤية مغايرة تماماً من الصح ومن الخطأ ! ولماذا وصلت أحوال أبنائنا إلى هذا المنحدر خاصة في جانب التعليم ؟ هل الخلل في المناهج وكثرتها والحشو الذي فيها؟ أم في الأعداد المتزايدة من الطلاب في الصفوف الدراسية ؟ أم في ضعف مستوى المدرس بشكل عام رغم وجود مدرسين أكفاء وذوي قدرات ولكنهم قلة في كل مرحلة من المراحل؟ هل هذه فقط المسببات في نفور الطالب من التعليم أم أن هناك مسببات أخرى؟ كالمبنى المدرسي وعدم أهليته في بعض الحالات والتي تم تجاوزها من خلال حركة البناء الواسعة وإعادة تأهيل كثير من المباني المدرسية والتي تشهدها المحافظة؟!.إذا ما اقتصر الأمر هنا فقط على محافظة عدن ولو كانت لي يد في اتخاذ القرار لاتخذت قراراً بفتح فصول دراسية مهنية هدفها تعليم الطلبة المتخلفين عن الدراسة (القراءة والكتابة ) وفتح فصول مهنية تعلم الطالب ومن مرحلة عمرية مبكرة خاصة المتخلفين دراسيا ًأساسيات كثير من المهن وبشكل عام حتى يجد كل طالب نفسه في مهنة معينة يحبها ويمكن بعدها الفرز وتحديد مجال التخصص الذي يفيد الطالب ويمكن أن يصبح مجال عمله مستقبلاً، بدلاً من ضياع الطالب بين مواد لا يفقه منها شيئاً ولا تعود عليه بالفائدة لأنه لا يعيرها أي اهتمام ولا تعنى له شيئاً ولا تعلمه مهنة يعتاش منها ويتم التركيز أكثر على المجال العملي لأن طالب اليوم يمل الجانب النظري ولا يركز عليه ولذا يخرج من المدرسة كما دخلها فاضياً، كما يمكن إدخال الأمور الحديثة كاللغة الأجنبية والكمبيوتر من خلال التدريب العملي الذي يحبذه الطالب ولا يمل منه والابتعاد قدر المستطاع عن الجانب النظري لأنه يعتبر مجال تطفيش للطالب الذي يكره الدراسة وروتينها الممل بالنسبة إليه.وحتى نخفف من حجم مشكلة الضياع التي تواجه كثيراً من الطلاب اليوم خاصة الشباب من ذكوراً وإناثاً وأن نوجد لكل منهم المجال الذي يعود عليه بالفائدة مستقبلاً ويؤهله ليكون عضواً فاعلاً في المجتمع والحياة الخاصة والعامة يمتلك أو تمتلك مهنة تعتاش منها أو يعتاش ولا يكون عبئاًعلى أحد لا على أسرته ولا على نفسه ونجنبه ونجنب أهله ومجتمعه إضافة رقم جديد في عالم العاطلين عن العمل بما تعنيه هذه الكلمة من ضرر على الصالح العام وسلامة المجتمع الشباب خاصة لمن يأخذ بيدهم فلا تخذلوهم، أنيروا لهم أول الطريق، وعليهم أن يكملوا السير فيه.