الاسكندرية/ ايلاف : أكدت مناقشات مؤتمر «قاسم أمين وتحرير المرأة»، الذي يقام بمناسبة مرور مائة عام على رحيله والتي دارت علي مدار يومين بمكتبة الإسكندرية وشارك فيها نخبة من علماء الاجتماع والدين والمثقفين في مصرأن المرأة تحتاج إلي تجديد تحريرها في مواجهة التيارات الإسلامية المتشددة والعولمة المتوحشة ، داعيا تبني التنويريين الجدد إلي مواجهة الأمر والإعلام إلي تبني سياسة إعلامية لتغيير القيم السالبة والمفاهيم المؤثرة سلبا علي أوضاع المرأة والتنمية ، وأشار إلي أن في النصوص وآيات القرآن الكريم نفسها ما يسمح للمرأة أن تتولي منصب رئيس الدولة ، وغير ذلك من الأفكار التي تحافظ للمرأة علي مكتسباتها وتدفع بها إلي تحقيق مكتسبات جديدة ، وقد افتتح المؤتمر د.سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، واللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، والقاضية تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، ود. جابر عصفور، مدير المركز القومي للترجمة.وقال د. سراج الدين في كلمته إن تعليم المرأة وتمكنيها ضرورة حتمية، مشيرا إلى أنه في بلادنا العربية والإسلامية نتذكر الرائد الذي اقترن اسمه بقضية تحرير المرأة وتطور المجتمع. ونوه إلى أنه قد صدرت دراسة هامة أظهرت نتائجها تلاشي تفوق البنين على البنات في العلوم والرياضيات في المدارس الثانوية والجامعات في العالم مع زيادة تمكين المرأة، بينما يستمر تفوق البنات على البنين في نفس المرحلة الدراسية في التعبير اللغوي والفني.وأضاف أن السيدة الفاضلة سوزان مبارك، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، لعبت ومازالت دورا كبيرا ورائدا من أجل تفعيل دور المرأة في المجتمع ومساواتها مع الرجل.ومن جانبه، أكد اللواء عادل لبيب أن قاسم أمين يعد بحق رائدا ومصلحا اجتماعيا من طراز فريد فهم الإسلام فهما حقيقيا وارتبط اسمه في التاريخ المصري الحديث بتحرير المرأة، لافتا إلى أنه أدرك أن إصلاح المجتمع لا يمكن أن يحدث دون إصلاح وضع المرأة، وهو ما يتم بالتربية والتعليم. وألمح سيادته إلى أن الإسكندرية تفتخر بأن مئوية قاسم أمين تأتي مواكبة لاحتفال المدينة باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2008.وعبّرت القاضية تهاني الجبالي عن عميق تقديرها لقاسم أمين، القاضي والمحامي الذي تصدى للعدل والمساواة الاجتماعية، والذي لم يكن ليتخيل قبل مائة عام أن دعوته لتحرير المرأة ستأتي ثمارها.وقالت: «إنني أشعر بالاستفزاز حين أتذكر الردة عن التراكم التاريخي الصحيح حين اجتاح مصر منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي وعلينا أن نكون قادرين علي ما يحدث الآن من رياح ضدين بين عولمة متوحشة استهلاكية حولت تحويل المرأة إلى سلعة في سوق الإعلان والاستخدام البشع لها جسديا وإهدار قيمة الكيان الإنساني ، وليست الفضائيات ببعيدة فهي مملوءة بالاستخدام البشع للمرأة من أجل مزيد من الأرباح للنخاسين الجدد وأعتذر لهذا التعبير لكنه يعبر عن واقع تواجهه المرأة، ثم هذا الاجتياح ضد الآخر الذي بدا مساندا بقوة من (البترودولارات) ، (بترودولارات) ثم نرفع شعارات الإسلام ظلما وعدوانا ما بين قياس خاطئ وتأويل منحرف ، وما بين انتقائية واضحة للفقه الأكثر تشددا لتعود المرأة بين أيديهم عورة وغواية يجب إخفائها ، أن تصبح المرأة علي أيديهم مرشحة لمطاردة ذاتها في سوق العمل والإبداع والتمايز وليصبح الأمر يشكل تحديا كبير لأنه بات بين شقي الرحي ، أعتقد أن المرحلة السابقة وبرغم كل الجهود المبذولة وقعت المرأة الآن في أسر جديد يختلف في تفاصيله عما واجهه قاسم أمين، مما يستدعي ريادة تنويرية جديدة تستلهم روح قاسم أمين في ذكراه.وفي ذات السياق، شدد الدكتور جابر عصفور على أن الحرية بكل جوانبها للرجل والمرأة هي الشرط الأول والأساسي لتقدم المجتمع، لافتا إلى أن العقلانية هي المرادف للحرية في شروط التقدم. وأشار عصفور إلى أن أساس تحرير المرأة هو عبارة عن مثلث أضلاعه الثلاثة : التعليم والقانون والإصلاح السياسي، مضيفا أنه يجب مواصلة رسالة قاسم أمين ومواجهة العواصف الظلامية التي تهب علينا منذ فترة ليست قصيرة.
|
ثقافة
استذكار قاسم أمين يجدد الدعوة إلى تحرير المرأة
أخبار متعلقة