تتطلب التربية السليمة إكساب المتعلم حقائق وقيماً واتجاهات نحو ترشيد الاستهلاك وحيث أن المعلومات ليست فطرية بل مكتسبة فإنه لابد من ممارستها وربطها بجوانب الحياة اليومية ومتطلباتها الأساسية.ويتأصل نمط السلوك الاستهلاكي لدى الطفل منذ الصغر،وعملية التنشئة الاستهلاكية هي عملية مستمرة يتعلم الطفل من خلالها المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع حصوله على المنتجات الزراعية والصناعية والخدمات.وتستطيع الأسرة الواعية أن تدرب الطفل على كيفية التعامل مع المواد التي يستهلكها يومياً،لأن نمط استهلاك الفرد يتوقف على نوعية المعلومات والعادات والاتجاهات التي تكونت لديه وتأصلت منذ الصغر بالممارسة اليومية،فإن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمر ضروري حتى يشارك بنصيب من الجهد في تنظيم الاستهلاك.الترشيد هو توجه للتعامل مع المال الذي هو عصب الحياة فالله سبحانه وتعالى يقول «وكلوا وأربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» (الأعراف:31) وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله «الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة» (البيهقي) والاقتصاد هنا يعني عدم الإسراف والتفريط في استعمال ما عندنا من موارد،ومن مجالات الاقتصاد في النفقة:المأكل والمشرب- الملبس- استهلاك المياه- استهلاك الطاقة- لذلك يجب مساعدة الطلاب على بناء تصور يتضمن المعرفة والمهارات والالتزام،لكي يعيش الإنسان بتعقل وحكمة في عالم يمتلك موارد محددة.والتنشئة الاستهلاكية هي العملية المستمرة التي يتعلم خلالها الطفل المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع السلوك الاستهلاكي المتعلق بالحصول على المنتجات أو الخدمات واستهلاكها.ويمكن للأسرة أن تؤثر بشكل مباشر في سلوك أطفالها الاستهلاكي وتعلمهم مهارات استهلاكية ومن الأمثلة على ذلك تشجيعهم على اختيار ملابسهم من حيث الجودة والثمن،وكذلك مناقشة ميزانية الأسرة أمامهم،وهذا يتطلب وجود القدوة السليمة وخصوصاً في فترة الطفولة ما يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والتقاليد والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك وبالتالي تعويد الطفل على التوفير وتقليل الهدر في كل مناحي الحياة الاستهلاكية.وللتربية والتعليم دور كبير في تدريب المتعلمين على كيفية الاقتصاد وحسن الاستهلاك لذلك تسعى التربية السكانية والتنمية إلى أن تكسب المتعلمين القدر الكافي من القيم والاتجاهات في مجال حسن الاقتصاد.[c1]*(دليل المعلم في التربية السكانية)[/c]