فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/نضال المغربي: يشعر الفلسطينيون الذين ينامون في سياراتهم خارج محطات البنزين بوطأة أزمة الوقود في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيث يباع البنزين في السوق السوداء بسعر 30 دولارا للجالون (7.50 دولار للتر). وأعلن أصحاب محطات البنزين احتجاجا في المحطات هذا الأسبوع منددين بشدة خفض إسرائيل لشحنات الوقود منذ أن سيطرت حماس على القطاع في يونيو ومتهمين الحركة بالاستيلاء على الوقود لاحتياجاتها الخاصة. ورفض أصحاب المحطات تسلم إمدادات الوقود ما اضطر عشرات من سائقي السيارات للوقوف في طوابير طويلة خارج المحطات وقضاء الليل في بعض الأحيان في سياراتهم على أمل ملء خزاناتها قبل ان ينتهي ما لدى المحطة من وقود. وقال سائق سيارة أجرة وهو أب لعشرة أطفال ويبدو متجهما ومرهقا «هذه السيارة هي مورد رزقنا جميعا.» وقال أصحاب المحطات ومسئول إسرائيلي إن إسرائيل تمد قطاع غزة أسبوعيا بنحو 70 ألف لتر من البنزين. وقدر أصحاب المحطات الاستهلاك الأسبوعي بنحو 840 ألف لتر. وقال أصحاب المحطات والمسئول ان إسرائيل تورد 800 ألف لتر من وقود الديزل أسبوعيا ومعدل الاستهلاك الأسبوعي المعتاد نحو 2.1 مليون لتر. وقال سائقو سيارات أجرة ان نقص الإمدادات أدى إلى ازدهار السوق السوداء التي يباع فيها اللتر بسعر 27 شكل (7.50 دولار) على الأقل أي بأربعة أمثال السعر المعتاد. وبعض الوقود المهرب ينقله تجار فلسطينيون عبر أنفاق حفرت تحت الحدود بين مصر وغزة. وقالت إسرائيل التي سحبت قواتها ومستوطنيها من القطاع عام 2005 لكن تسيطر على الحدود ان سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة لا يمكنهم توقع العيش بشكل طبيعي في حين تستمر حماس في إطلاق الصواريخ على الدولة اليهودية. وتعهد زعماء إسرائيل بالا يقود خفض إمدادات السلع إلى أزمة إنسانية على الرغم من تحذيرات من تزايد معاناة سكان غزة من جانب الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أجنبية . وقال أصحاب محطات بنزين انه في حين تتحمل إسرائيل المسئولية عن نقص الوقود فإن حماس تأخذ حصتها من الإمدادات قبل ان تتيح الباقي للسكان. ونفت حكومة حماس في غزة استبقا ءها لكميات كبيرة من الوقود. وقال مسئول إسرائيلي مشارك في تنسيق الشحنات لقطاع غزة «حماس تصادر نصف الوقود القابل للاستخدام.» وأضاف «نعلم ذلك من مصادر فلسطينية وبخاصة تجار وأصحاب محطات بنزين.» وقال مسئول أمني من حماس إن نقص الوقود يعني ان قوات الشرطة تقوم بدورياتها في بعض الأوقات على ظهور الخيل أو راجلة. وارتفعت كذلك مبيعات الحمير بعد ان باع بعض أصحاب سيارات الأجرة مركباتهم واشتروا عربات تجرها الحمير. وحول مئات من أصحاب سيارات الأجرة محركات سياراتهم لتعمل بغاز الطهو الذي يستخدمه أصحاب بعض المتاجر كذلك في تشغيل مولدات الكهرباء خلال انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة.