عقب مقتل ( 40 ) شخصا في هجوم انتحاري
كوهات (باكستان)/14 أكتوبر/محمد هاشم: :قال سكان أمس السبت إن رجال قبائل باكستانيين غاضبين تبادلوا إطلاق النار مع متشددي حركة طالبان وهدموا منازلهم في المنطقة القبلية بشمال غرب البلاد بعد مقتل 40 شخصا على الأقل في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة. وذكرت قنوات تلفزيونية أن عدد القتلى يصل إلى 70 قتيلا. وقاد المفجر سيارته المحملة بالمتفجرات صوب اجتماع مجلس قبلي بمنطقة أوراكضاي القبلية أمس الأول الجمعة حيث كان مئات من رجال القبائل يبحثون خطة تساندها الحكومة لتشكيل ميليشيا قبلية لطرد المتشددين من المنطقة. وتعتبر المناطق الباكستانية على الحدود الأفغانية ملاذا آمنا لمتشددي تنظيم القاعدة وحركة طالبان وتتعرض الحكومة لضغط كبير من الولايات المتحدة للقيام بتحرك صارم لوقف تدفق المتشددين من أفغانستان. وقال نور زاد اوراكضاي المقيم بمنطقة خاديزاي حيث وقع الهجوم «الجميع غاضب ومنزعج هنا. هاجم رجال القبائل منازل طالبان في خاديزاي بعد التفجير. دمر منزلان.»، وأضاف «وقع تبادل لإطلاق النار خلال الليل. وما زال دائرا.» وقال جيهانزيب صديق وهو مسئول حكومي كبير يتعامل مع المناطق القبلية أن لديه تأكيدات بمقتل 40 شخصا في تفجير السيارة. وأوضح مسئول آخر أن عدد القتلى قد يرتفع إذ أن كثيرا من نحو مئة مصاب في حالة خطيرة. يأتي الهجوم في اوراكضاي بعد يوم واحد من تفجير انتحاري داخل مقر للشرطة عليه حراسة مشددة في العاصمة إسلام أباد أصيب فيه ثمانية من رجال الشرطة. واوراكضاي أكثر المناطق القبلية الباكستانية السبع التي تتمتع بحكم شبه ذاتي هدوءا كما أنه على عكس معظم بقية المناطق القبلية لا يحد أفغانستان. وكان المتشددون أطلقوا موجة جديدة من العنف في باكستان في الشهور الأخيرة بعدما شن الجيش هجمات كبيرة ضدهم في مناطق شمال غرب البلاد الوعرة ومن بينها باجور وسوات. ودفع التهديد المتصاعد للمتشددين الحكومة إلى عقد جلسة مشتركة مغلقة لمجلسي البرلمان للاستماع لتقرير من مسئولي الاستخبارات عن الأمن الداخلي. ومن المقرر أن يبدأ نواب البرلمان مناقشة الوضع بعدما أطلعهم رئيس المخابرات الجديد الأسبوع الماضي على تهديد المتشددين. لكن متحدثا باسم الخارجية الباكستانية انتقد الهجمات الصاروخية التي تشنها الولايات المتحدة داخل باكستان والتي قال أنها ستؤجج الغضب الشعبي.ومنذ بداية سبتمبر نفذت الولايات المتحدة تسع هجمات صاروخية على الأقل كان آخرها ليل الخميس وهجوم بري للقوات الخاصة على أهداف للمتشددين في المناطق القبلية الباكستانية. وأدانت باكستان الهجوم وقالت أن مثل هذه الأفعال لن تساعد باكستان ولا الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد صادق «ستغذي مثل هذه الضربات المشاعر المناهضة للولايات المتحدة ولن تجدي نفعا لنا ولا للولايات المتحدة.»