عملية أطلاق الصواريخ الايرانية بعيدة المدى
طهران / 14 أكتوبر / رويترز:ذكرت وسائل إعلام حكومية أمس الخميس أن إيران أجرت تجربة لإطلاق مزيد من الصواريخ في الخليج بينما ذكرت الولايات المتحدة طهران بانها مستعدة للدفاع عن حلفائها. وتشتبه واشنطن في أن طهران تسعى لتطوير أسلحة نووية ودعت ايران بعد ان أجرت تجربة لإطلاق تسعة صواريخ أول أمس الأربعاء إلى الكف عن إجراء المزيد من التجارب الصاروخية إذا أرادت كسب ثقة العالم.ولم يستبعد زعماء الولايات المتحدة الخيارات العسكرية اذا فشلت الدبلوماسية في تهدئة المخاوف بشأن برنامج إيران النووي الذي تقول طهران إنه يستهدف توليد الكهرباء. وتعهدت إسرائيل التي يعتقد منذ فترة طويلة أن لديها ترسانة ذرية بمنع ظهور إيران كقوة نووية. وأجرت إسرائيل مناورة جوية الشهر الماضي ما أثار تكهنات باحتمال شن هجوم على مواقع نووية إيرانية. وردت إيران بأنها ستضرب تل أبيب والمصالح والسفن الأمريكية في المنطقة اذا تعرضت للهجوم مؤكدة أن من بين الصواريخ التي أطلقت أثناء مناورات تجرى في الخليج صواريخ يمكنها ضرب إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال زيارة لجورجيا إنه لا يجب أن يختلط الأمر على أحد بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها. وقالت رايس في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي «نحن نبعث برسالة ايضا الى ايران بأننا سندافع عن المصالح الامريكية... ومصالح حلفائنا.» وأضافت رايس أن درعاً صاروخية تعتزم واشنطن اقامتها في جمهورية التشيك وبولندا سيحد من أي تهديد بشن هجوم من قبل إيران. وتعارض روسيا مشروع الدرع الصاروخية. وقالت رايس «يمكننا أيضا التطلع لمستقبل منظومة للدفاع الصاروخي ستجعل من الاصعب على إيران التهديد والسعي للحرب وقول اشياء فظيعة لأن صواريخها لن تفلح.» وقال التلفزيون والإذاعة الإيرانيان إن الحرس الثوري الإيراني وهو الجناح الموجه أيديولوجيا من القوات المسلحة الإيرانية أطلق الليلة الماضية صواريخ أرض بحر وأرض أرض وبحر جو. كما أطلقت صواريخ طويلة المدى. ونقل عن محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني قوله «المناورة... تضيف قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية كما أنها درس للأعداء.» وكانت إيران هددت بأنها ستغلق مضيق هرمز وهو ممر حيوي لصادرات النفط في الخليج إذا تعرضت للهجوم. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن مناورات أمس الخميس شارك فيها غواصون وزوارق سريعة كما أجريت خلالها تجربة إطلاق طوربيد فائق السرعة اطلق عليه اسم الحوت. وقالت الكويت تعليقا على المناورات الإيرانية في الخليج إنها تأمل أن يسود العقل كل الأطراف. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن خالد الجار الله وكيل وزارة الخارجية قوله «كفى هذه المنطقة ويلات حروب متواصلة.» وعن تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز قال «نرجو الا نصل الى هذا المستوى.» وأثرت تجارب إطلاق صواريخ أمس الأول الأربعاء على أسواق النفط العالمية وأدت إلى ارتفاع الاسعار. وكانت أسعار النفط شهدت تراجعا في الأيام الأخيرة لكنها سجلت سلسلة من الارتفاعات القياسية هذا العام التي ترجع في جانب منها للتوترات مع إيران. ودعت الصين الى ضبط النفس في النزاع بسبب خطط إيران النووية لكنها تجنبت توجيه إنتقادات لطهران بسبب قيامها بتجربة إطلاق صواريخ. وقال ليو جيان تشاو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن هذه التجارب «نعبر عن قلقنا لهذه التطورات.» وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين عرضت على إيران حوافز لتقييد أنشطتها النووية. لكن طهران ترفض طلب القوى الكبرى وقف تخصيب اليورانيوم. ومن المتوقع أن يجري خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي نيابة عن القوى الكبرى الست محادثات مع المسؤولين الإيرانيين حول عرض الحوافز لكن لم يعلن عن موعد ولا مكان لإجراء المحادثات. وتعارض الصين وروسيا التي تبني أول محطة للطاقة النووية والمحطة الوحيدة إلى الآن في إيران دعوات تقودها الولايات المتحدة لتوسيع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية. وأثارت العقوبات قلق الشركات الغربية على نحو متزايد من الاستثمار في إيران. وأعلنت شركة توتال الفرنسية للطاقة أمس الخميس أنها لن تستثمر في صفقة كبيرة لانتاج الغاز في إيران لأن المخاطر السياسية كبيرة جدا. ولا تعبأ إيران بتأثير الحذر الغربي وتقول إن لديها كمية هائلة من الأموال السائلة من أرباح صادرات النفط لتنفيذ المشروع بنفسها أو للعثور على شركاء. وقال غلام حسين نوذري وزير النفط الإيراني عندما طلب منه التعليق على التصريحات الصادرة عن مجموعة توتال «هذا ردنا. سنمضي في التطوير بهم أو بدونهم.» البيت الابيض يحث ايران على الكف عن تجارب الصواريخمن ناحيته قال البيت الابيض أمس الخميس انه لا يستطيع تأكيد أنباء ان ايران نفذت جولة جديدة من تجارب الصواريخ في وقت سابق أمس لكنه حث طهران على الكف عن اجراء مثل هذه التجارب. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو «الاستخدام الموسع للصواريخ يخالف قرارات مجلس الامن الدولي. ونحن نريد ان يكفوا عن تخصيب اليورانيوم ونود ان يكفوا عن اجراء هذه التجارب الاستفزازية التي ليس من شأنها سوى ان تزيد عزلة الشعب الايراني.» وقال ان البيت الابيض يعلم بأنباء ان ايران أجرت تجارب اطلاق صواريخ أمس الخميس لليوم الثاني على التوالي لكنه قال انه لا يستطيع تأكيد هذه الأنباء.