واشنطن/كركوك/14 أكتوبر/ديفيد مورجان: جاء في تقرير للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي ان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق ومسؤولين كباراً آخرين يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية عما ارتكب من انتهاكات في سجن ابو غريب بالعراق. وجاء في ملخص للتقرير نشره امس الأول الخميس رئيس لجنة القوات المسلحة السناتور الديمقراطي كارل ليفين وأكبر عضو جمهوري فيها وهو السناتور جون مكين ان رامسفيلد ساهم في حدوث الانتهاكات التي ارتكبت بحق سجناء ابو غريب حين وافق على أساليب الاستجواب المشددة في السجن الحربي الامريكي بخليج جوانتانامو بكوبا في الثاني من ديسمبر عام 2002 . وسحب وزير الدفاع الامريكي السابق موافقته هذه بعد ستة اسابيع فقط لكن التقرير قال ان موافقته على هذه الاساليب شجعت على استخدام اساليب قاسية واستمر نبأ موافقته في الانتشار داخل الدوائر العسكرية الامريكية ووصل الى مناطق بعيدة مثل العراق وأفغانستان. وخلص التقرير الى ان تصرف رامسفيلد “كان سببا مباشرا للانتهاكات” في جوانتانامو كما “أثر وساهم في استخدام اساليب تمثل انتهاكا...في افغانستان والعراق”. وأضاف “انتهاك حقوق المحتجزين في سجن ابو غريب اواخر عام 2003 لم يحدث ببساطة نتيجة تصرف قلة من الجنود من تلقاء أنفسهم. “أساليب الاستجواب مثل خلع ملابس المحتجزين وابقائهم في أوضاع تشكل ضغوطا عليهم واستخدام كلاب الجيش في ترويعهم ظهرت في العراق فقط بعد الموافقة على استخدامها في افغانستان وجوانتانامو.” وقوبلت فضيحة انتهاكات سجن ابو غريب وما تلاها من كشف لاساليب الاستجواب القاسية مثل ما يعرف “بمحاكاة الاغراق” بادانة دولية واتهامات لواشنطن بالسماح بتعذيب المحتجزين وهو ما نفته ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش. وسحبت ادارة بوش هذه السياسات تحت ضغط من الكونجرس بينما تعهد الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما باغلاق السجن الحربي سيئ السمعة في جوانتانامو. وخلص تقرير لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الى ان الجيش الامريكي اقتبس هذه الاساليب من برنامج يدرب الجنود الامريكيين على الصمود في حالة سقوطهم في ايدي اعداء يستخدمون اساليب استجواب تنتهك معاهدات جنيف والقانون الدولي. وقال مكين الذي خسر الشهر الماضي انتخابات الرئاسة الامريكية في بيان صدر مع ملخص التقرير “هذه السياسات خاطئة ويجب الا تتكرر.” وذكر مكين ان التقرير كشف عن “صلة غير مبررة بين اساليب الاستجواب التي تمثل انتهاكا ويستخدمها اعداؤنا الذين يتجاهلون معاهدات جنيف وسياسة استجواب المحتجزين في السجون الامريكية.” ومن جانبه قال السناتور الديمقراطي ليفين “الرسالة كانت واضحة من كبار المسؤولين.. استخدام وسائل مهينة ووسائل تشكل انتهاكا لحقوق المحتجزين شيء مقبول.” وتفرض السلطات الامريكية حظرا على نشر التقرير كاملا والذي يعد أشمل تقرير للكونجرس عن السياسة التي يتبعها الجيش الامريكي مع المحتجزين. على صعيد اخر توافد المعزون على المساجد في مدينة كركوك الشمالية العراقية أمس الجمعة متعهدين بألا يتركوا أسوأ هجوم في شهور يحول التوترات العرقية إلى إراقة دماء. وقتل 50 شخصا واصيب نحو مئة بجروح في تفجير انتحاري أمس الأول الخميس في مطعم شمالي المدينة التي يتنازع عليها الاكراد والعرب والتركمان. وكانت المدينة تتسم بهدوء نسبي خلال موجة العنف الطائفي التي اجتاحت العراق. وقال ميعاد رضا محمد كردي (45 عاما) وهو يبكي قبيل جنازة شقيقه وزوجة شقيقه واثنين من ابنائهما الثلاثة في مسجد سني “ما ذنبهم؟” ولم تنج سوي ابنه شقيقه البالغة من العمر عامين من الهجوم الذي وقع في مطعم شهير شمالي كركوك وكان أعنف هجوم في العراق منذ أن أسفر تفجير شاحنة في بغداد عن مقتل 63 شخصا في يونيو الماضي. وذكر التفجير العراقيين بهشاشة التراجع في أعمال العنف الطائفي التي أثارها غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003. وستختبر المكاسب الأمنية عندما يجري العراق الانتخابات المحلية في يناير المقبل والانتخابات العامة في وقت لاحق من العام المقبل وعندما تبدأ القوات الامريكية في الانسحاب من المدن في النصف الأول من عام 2009 قبل الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011. ورغم تراجع عمليات القتل الطائفية في العامين الماضيين إلا ان الهجمات بسيارات ملغومة وقنابل مازالت شائعة. والتفجيرات الانتحارية من العلامات المميزة للمتشددين من تنظيم القاعدة لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجير المطعم الذي كان يتناول الطعام به مسؤولون اكراد وعرب وبعد أن أجروا محادثات لمناقشة التوترات. وكانت كركوك من أقل المناطق عنفا في العراق لكن يتنازع عليها الاكراد الذين يعتبرونها عاصمتهم القديمة ويريدونها ان تصبح جزءا من اقليم كردستان المتمتع بشبه حكم ذاتي والعرب والتركمان الذين يريدون أن تبقى المدينة تحت سيطرة الحكومة المركزية. وتضم المدينة احتياطيات نفطية كبيرة لم تستغل بعد. وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي “الهجوم محاولة من جانب الارهابيين لإخراج السلام عن مساره في هذه المدينة المتحدة.” وتعهد باعطاء سلطات المدينة كل المساعدة التي تحتاجها للتعامل مع الوضع.