بغداد / وكالات:تفرض قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) حصارا على مدينة حديثة غرب العراق عن طريق إقامة سياج رملي يطوق المدينة من جميع جوانبها وليس فيه سوى منفذ واحد فقط.ويقول القادة الأميركيون إن طول هذا الجدار بلغ الشهر الماضي حوالي عشرين كيلومترا ليقطع بذلك خطوط الإمداد عن المسلحين. ووسط ذلك الحصار خلفت عمليات دهم متزامنة مقتل واعتقال العشرات منهم.وقد أصبح لبلدة حديثة مدخل واحد تحت إشراف الشرطة العراقية تساندها قوات المارينز بحيث يخضع جميع الداخلين للتفتيش بواسطة كلاب مدربة وآلات لكشف المعادن وغيرها.في غضون ذلك أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده، أحدهما في انفجار عبوة ناسفة شمال العراق والآخر في انفجار قنبلة على جانب الطريق وسط العاصمة بغداد، مشيرا إلى أن خمسة من جنوده جرحوا في الانفجارين.وفي تطور آخر اندلعت أمس الأول اشتباكات عنيفة بين قوات عراقية ومسلحين في منطقة بلدروز شمال شرق بغداد، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وجرح اثنين آخرين.وفي كركوك أعلنت الشرطة العراقية أن مسلحين قتلوا شخصين أحدهما من “أبرز قادة تنظيم القاعدة” في قضاء الحويجة غرب هذه المدينة الواقعة شمال شرق بغداد.وقبل ذلك أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 26 عراقيا في هجمات وتفجيرات متفرقة غالبيتهم في شمال البلاد، في حين عثرت الشرطة على أربعين جثة مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من بغداد.في هذه الأثناء أبلغ مصدر في مشرحة بغداد بأن المشرحة استقبلت العام الماضي جثث زهاء 16 ألف شخص مجهول أغلبهم سقطوا ضحايا العنف الطائفي.على صعيد آخر دافع الرئيس الأميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني عن خطة إرسال المزيد من القوات الأميركية للعراق، وأكدا تصميمهما على عدم التراجع عن هذه الخطة مهما بلغت معارضة الكونغرس لها.وقال بوش في مقابلة مع محطة (CBS) التلفزيونية الأميركية إنه يدرك أن معارضي الخطة سيحاولون وقفه عن المضي قدما بها، لكنه شدد على أنه اتخذ قراره بهذا الشأن ولن يتراجع عنه.وأقر بوش في نفس المقابلة بأن ما قام به منذ اجتياح القوات الأميركية والبريطانية للعراق في 2003 زاد من عدم الاستقرار في هذا البلد. ودافع مع ذلك عن قرار اجتياح العراق موضحا أن رحيل صدام حسين كان قد أصبح ضروريا.وعلى المستوى الإقليمي تعهد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله نظيره العراقي جلال الطالباني بأن تبذل بلاده أقصى جهودها للمساعدة في إرساء الاستقرار في العراق.وقال الرئيس السوري في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية إن أمن البلدين أمن مشترك، وأعرب عن استعداد بلاده لمساعدة العراقيين على تحقيق المصالحة الوطنية ودعم العملية السياسية في العراق.من جهته قال الطالباني إن “سوريا ساعدتنا في أحلك الأيام ونحن مدينون لها وضميرنا مثقل بهذا الدين الذي لا يقدر بثمن”، مؤكدا تصميمه على إقامة أفضل العلاقات مع سوريا.وأعلن فخري كريم مستشار الرئيس العراقي أن المباحثات الأمنية السورية العراقية حققت نتائج إيجابية، وكشف عن وجود وفد أمني عراقي منذ فترة في سوريا.