وزير خارجية فرنسا يرى أنه لا يزال هناك احتمال ضئيل للفشل
الجيش اللبناني في انتظار حل ازمة الرئاسة اللبنانية
بيروت/14 أكتوبر/ليلى بسام: تأجلت الانتخابات الرئاسية اللبنانية مجددا أمس الجمعة على الرغم من اتفاق الزعماء المتنافسين من حيث المبدأ على تسليم المنصب إلى قائد الجيش العماد ميشال سليمان في خطوة من شأنها ان تحل الأزمة السياسية في البلاد. وتجمع النواب في مقر البرلمان بوسط بيروت حيث وجهت لهم الدعوة لانتخاب الرئيس الساعة الواحدة ظهر أمس الجمعة (1100 بتوقيت جرينتش) وسط إجراءات أمنية مشددة وتم تأجيل جلسة الانتخاب إلى ظهر يوم الثلاثاء (1000 بتوقيت جرينتش) في تأجيل هو السابع منذ المحاولة الأولى في 25 سبتمبر. وأعلن نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني واحد أقطاب المعارضة التأجيل في بيان عقب إجراء محادثات مع زعيم الغالبية البرلمانية سعد الحريري. وتظهر الدعوة إلى جلسة جديدة في 11 ديسمبر ان الاتفاق بين الجانبين على توزيع السلطات بات قريبا مما سيؤمن حضور نصاب ثلثي الأعضاء الضروري لانتخاب الرئيس. وقال وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر الذي يقود جهود وساطة دولية انه يغلب عليه التفاؤل بشأن فرص التوصل إلى تسوية بين تحالف الأغلبية البرلمانية المناهضة لسوريا والمعارضة التي يتقدمها حزب الله والمؤيدة لسوريا.، وأضاف "لا يزال هناك احتمال ضئيل للفشل لكن لدي شعور بان المهمة أنجزت." وقال متحدثا للصحفيين قبل مغادرته بيروت انه يجري التغلب على العقبات لكنه حث الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون الذي لديه مطالبه الخاصة على عمل المزيد. وقال احد المصادر السياسية "تتجه الأمور في الاتجاه الصحيح لكن نحتاج إلى مزيد من الوقت." وينبغي ان يكون الرئيس مسيحيا مارونيا بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان. وبقي المقعد الرئاسي شاغرا منذ مغادرة الرئيس السابق إميل لحود القصر الجمهوري في 23 نوفمبر. وبرز سليمان (59 عاما) كمرشح توافقي بعد ان تخلى الحريري وحلفاؤه عن إصرارهم على انتخاب رئيس مناهض لسوريا. وعين سليمان الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع حزب الله قائدا للجيش في عام 1998 عندما كانت سوريا لا تزال في لبنان.لكنه حاز أيضا احترام الفرقاء السياسيين المختلفين لأنه أبقى على حيادية الجيش مانعا حدوث مواجهات أهلية. كما انه انتصر في معركة استمرت 15 أسبوعا مع مقاتلين إسلاميين في مخيم للاجئين الفلسطينيين هذا العام. وفي حال انتخابه فان سليمان عليه ان يتحرك بحرص كي يكون رئيسا وحدويا بدرجة اكبر من لحود قائد الجيش السابق الذي تم تمديد ولايته عام 2004 بإيعاز من سوريا. وسيساعد انتخاب الرئيس على نزع فتيل الأزمة السياسية بين التحالف الحكومي والمعارضة التي يتقدمها حزب الله التي شلت لبنان لأكثر من عام. والتقى نبيه بري رئيس البرلمان وأحد أقطاب المعارضة مع الحريري زعيم الأغلبية البرلمانية في اليومين الماضيين بحضور وزير خارجية فرنسا الموجود في لبنان للمرة السابعة هذا العام لحل الأزمة السياسية. وأجرى مسؤولون فرنسيون اتصالات بسوريا وإيران للمساعدة في تهدئة الخلافات اللبنانية حول الرئاسة. وتركزت محادثات هذا الأسبوع حول آلية انتخاب سليمان بالإضافة إلى تشكيل حكومة جديدة وقانون انتخابي جديد للانتخابات النيابية عام 2009 وقالت مصادر سياسية ان العقبات الأساسية التي تؤخر إتمام الصفقة تتمثل في مطالبة الزعيم المسيحي المعارض عون المتحالف مع حزب الله برئيس وزراء تتفق عليه كل الأطراف.، كما يطالب عون بضمانات بأن تعكس حصته في الحكومة الجديدة حجم كتلته البرلمانية التي تعد اكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب. ويختلف الفرقاء المتنافسون أيضا حول كيفية تعديل الدستور لانتخاب سليمان حيث ان الدستور يحظر على موظفي الدولة الكبار الترشح لمناصب عليا. ويريد بري تمرير التعديل الدستوري دون تدخل حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بينما يصر الحريري على ان خطوة كهذه يجب ان تمر عبرها. وتقول المعارضة ان حكومة السنيورة غير شرعية منذ ان استقال كل الوزراء الشيعة العام الماضي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس انه في اتصال متواصل مع زعماء لبنان وانه حثهم على إظهار "حنكة سياسية" والتحرك بسرعة لانتخاب رئيس للبلاد.