القدس /14اكتوبر/ رويترز:قال مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى الشرق الاوسط أمس الجمعة إن مبادرة الإدارة الجديدة من أجل التوصل إلى سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في أعقاب الحرب على قطاع غزة تواجه عقبات كبيرة وتوقع مزيدا من الانتكاسات.ويأتي التقييم المتشائم من السناتور الامريكي السابق جورج ميتشل بعد يومين من المحادثات مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين بشأن تعزيز وقف هش لإطلاق النار أنهى هجوما اسرائيليا استمر 22 يوما على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة.وفي المحادثات رفضت اسرائيل إعادة فتح المعابر الحدودية لقطاع غزة بصورة كاملة من أجل السماح باعادة البناء. وتؤيد واشنطن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صراعه السياسي مع حماس المدعومة من ايران للسيطرة على المعابر التي هي بوابة غزة إلى العالم الخارجي ومغنم سياسي واقتصادي مُهم.وقال ميتشل إن تعزيز الهدنة والتعامل “فورا” مع الاحتياجات الانسانية لسكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة على رأس أولويات ادارة أوباما.وأضاف “ثم علينا أن نتحرك قدما” مشيرا الى التزام أوباما بالسعي “بنشاط وهمة” للتوصل الى اتفاق سلام.وكانت محادثات بمساندة أمريكية بين اسرائيل والفلسطينيين تعثرت العام الماضي في خلاف بشأن نمو الاستيطان اليهودي ومستقبل القدس. وقال دبلوماسيون ان إحياءها بعد الحرب في غزة سيكون صعبا جدا وسوف يستغرق وقتا.والتزاما بسياسة أمريكية قديمة لم يلتق ميتشل خلال زيارته بأي من قيادات حماس التي فازت بانتخابات فلسطينية جرت عام 2006 وتقاطعها القوى الغربية باعتبارها منظمة “إرهابية” لرفضها نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل.وشددت اسرائيل حصارها لقطاع غزة بعدما طردت حماس قوات حركة فتح الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس وفرضت سيطرتها على القطاع في يونيو حزيران 2007.وأبلغ ميتشل الصحفيين بعد أن زار مخزنا للمساعدات المخصصة لغزة تابعا للأمم المتحدة في القدس الشرقية العربية “العنف المأسوي في غزة وفي جنوب إسرائيل هو تذكرة واقعية للتحديات الخطيرة جدا والصعبة وللأسف الانتكاسات التي ستحدث.”لكنه أضاف “الولايات المتحدة مازالت ملتزمة بالسعي بنشاط وهمة للتوصل إلى سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين وأيضا بين اسرائيل وجيرانها العرب الآخرين.”وفي مخزن الأمم المتحدة أعلن ميتشل أن أوباما وافق على مساعدات جديدة قيمتها 20 مليون دولار لغزة. وقال مسؤولون ان المال الذي سيوضع تحت تصرف وكالتين تابعتين للأمم المتحدة والصليب الاحمر سيستخدم لتوفير الغذاء والدواء وإيواء المشردين.وشنت اسرائيل هجوما عسكريا على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر كانون الأول لإجبار نشطاء حماس على وقف هجماتهم الصاروخية على بلداتها الجنوبية.وتقول جماعة مدافعة عن حقوق الانسان في غزة إن الهجوم قتل نحو 1300 فلسطيني من بينهم أكثر من 700 مدني. كما أصاب أكثر من أربعة آلاف شخص وشرد الآلاف بعد أن دمرت الطائرات الاسرائيلية والجرافات منازلهم.وقتل أيضا في الهجوم عشرة جنود اسرائيليين وثلاثة مدنيين اسرائيليين لقوا حتفهم داخل اسرائيل من جراء صواريخ حماس قبل أن يعلن كل جانب على حدة وقفا لاطلاق النار في 18 يناير كانون الثاني.لكن التوترات لاتزال شديدة. فقد قتل جندي اسرائيلي في هجوم للنشطين هذا الاسبوع ورد سلاح الجو الإسرائيلي بغارة أصابت عشرة أشخاص بجراح. غير أن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قال انه يعتقد أن وقف إطلاق النار سيصمد.وقال باراك لراديو الجيش الإسرائيلي “حماس تلقت ضربة شديدة للغاية. تعززت سياستنا للردع بدرجة كبيرة وفي تقديرنا نحن على طريق الهدوء والذي في رأيي سيتحقق.”بيد أن إسرائيل ترفض فتح المعابر الحدودية لغزة أمام إمدادات مثل الأسمنت والحديد والزجاج ضرورية لإصلاح المباني والمرافق التي تعرضت لأضرار شديدة لكنها تقول إن حماس تستطيع استخدامها لإنتاج المزيد من الصواريخ وحفر الأنفاق لتهريب الأسلحة.وقبيل الانتخابات المقررة في العاشر من فبراير شباط يقول القادة الإسرائيليون إن إعادة فتح أي من معابر غزة ستتوقف على قيام حماس باطلاق سراح جندي اسرائيلي أسير منذ عام 2006.وهون مسؤولون أمريكيون من فرص أن تفتح إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة على نطاق واسع في أي وقت قريب.وقالوا ان اسرائيل تسمح الان لنحو 100 الى 120 شاحنة مساعدات بدخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم. هذا بالإضافة إلى ما يعادل حمولات 60 إلى 80 شاحنة تدخل القطاع عبر سيور ناقلة عند معبر المنطار.
ميتشل يحذر من “انتكاسات” منتظرة في محادثات الشرق الأوسط
أخبار متعلقة