سقوط 81 قتيلا في المواجهات والوفد العربي يزور بيروت غدا
احد ضحايا القتال في شمال لبنان
بيروت/14 أكتوبر/نديم لادقي: استؤنفت الاشتباكات في مدينة طرابلس بشمال لبنان أمس الاثنين وقالت مصادر أمنية أن 36 شخصا على الأقل قتلوا أمس الأول الأحد في القتال بين حزب الله ومسلحين دروز موالين للحكومة شرقي بيروت. وتبادل مسلحون سنة موالون للحكومة في منطقة باب التبانة في طرابلس نيران البنادق الآلية والقنابل مع مسلحين علويين حلفاء لحزب الله في منطقة جبل محسن القريبة. وقال شهود أن ستة أشخاص جرحوا في المعارك التي تحولت بعد ذلك إلى إطلاق لنيران القناصة من حين لأخر وجرح اثنان آخران في حادث سيارة وهما يحاولان الفرار. وساد الهدوء الهش في لبنان أمس الاثنين فيما يستعد الزعماء لمحادثات مع وسطاء الجامعة العربية سعيا لإنهاء اعنف قتال داخلي في البلاد منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. وقال مصدر سياسي «ما يجري تفاوض بالنيران. الآن الجميع ينتظر اللجنة العربية للمجيء كي تبدأ المفاوضات السياسية.» واجتاح حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه بيروت والجبال إلى الشرق وتغلبوا على موالين للحكومة اقل منهم تسليحا قبل أن يسلموا سيطرة هذه المناطق إلى الجيش اللبناني. وقال مصدر أن بين القتلى 14 مسلحا من حزب الله. وكان حزب الله وحلفاؤه قد سيطروا على العديد من المراكز التابعة لمسلحي جنبلاط في عاليه قبل موافقة الزعيم الدرزي على تسليم هذه المراكز إلى الجيش اللبناني.
جنود الجيش اللبناني ينتشرون في بيروت
وفي تراجع واضح فوض جنبلاط طلال ارسلان وهو زعيم منافس لكي يتوسط مع حزب الله. وقال ارسلان أن رجال جنبلاط قد سلموا معظم مكاتبهم وأماكن سلطتهم في عاليه وانه ما زال عليهم أن يسلموا أسلحتهم الثقيلة ومخازن الأسلحة. وأدى القتال في لبنان الذي اندلع في السابع من مايو إلى سقوط 81 قتيلا و250 جريحا. وأصدرت بريطانيا وألمانيا اللتان تدعمان بقوة مثلهما مثل واشنطن حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بيانين يدينان العنف ويدعمان جهود الوساطة العربية. وسدد نجاح حزب الله ضربة قوية للتحالف الحاكم بزعامة سعد الحريري نجل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وحتى الآن لم يفعل الدعم الغربي للحكومة شيئا لمنع حزب الله من كشف الضعف العسكري لخصومه وتغيير ميزان القوى في لبنان. وتراجع زعماء التحالف عن قراري تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وإبعاد مدير جهاز امن المطار اللذين أديا إلى رد فعل قوي من حزب الله لكنهم لم يظهروا علامات تذكر على أنهم على وشك تقديم تنازلات سياسية كبيرة. ويخوض التحالف الحاكم صراعا منذ 18 شهرا مع المعارضة التي يتقدمها حزب الله. وشل الصراع الحكومة وترك البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر. وأدانت الولايات المتحدة حملة حزب الله وانتقدت إيران وسوريا. وقالت مصادر أمنية مصرية أن المدمرة الأمريكية كول عبرت قناة السويس باتجاه البحر المتوسط يوم الأحد. وكانت المدمرة الأمريكية رست قبالة الشاطئ اللبناني في فبراير الماضي في عرض لإبراز الدعم لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.، واكد متحدث باسم الأسطول السادس للبحرية الأمريكية في ايطاليا أن كول تعمل في شرق المتوسط في انتشار روتيني. ورفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وعادت علامات الحياة الطبيعية إلى العاصمة ولكن اللبنانيين العاديين بدوا غير واثقين من استمرار الهدوء. وقالت هدى وهي ربة منزل كانت تبتاع الطعام في بيروت «نحن نعيش على أعصابنا ومن الواضح أن الوضع خطير جدا ويجب أن نكون حذرين. لا احد يعرف كم ستطول.» وقال مسئولون لبنانيون أن من المتوقع أن يصل إلى بيروت يوم الأربعاء وفد عربي برئاسة قطر شكل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد. وقال المسئولون أنهم سوف يحاولون نزع فتيل الأزمة السياسية وضمان انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية. واتفق الفرقاء اللبنانيون على ضرورة أن يشغل قائد الجيش مقعد الرئاسة لكنهم لم يستطيعوا التوصل إلى تسوية بخصوص شكل الحكومة المقبلة والاتفاق على قانون الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل. وزادت حملة حزب الله للسيطرة على مواقع إستراتيجية الضغوط على الائتلاف الحاكم لقبول شروط المعارضة لإنهاء الصراع السياسي. وقالت مصادر المعارضة أن الحكومة يجب أن تتراجع عن قراراتها وان توافق على اقتراح نبيه بري رئيس مجلس النواب واحد زعماء المعارضة البارزين بإجراء حوار مباشر قبل أن توقف المعارضة حملتها وإزالة الحواجز من الشوارع التي شلت العاصمة وأبقت مطار وميناء بيروت مغلقين. وقالت مصادر قريبة من التحالف الحكومي أن قادتها سينتظرون الوساطة العربية قبل اتخاذ أي قرار.