بيروت / 14 اكتوبر/ ليلى بسام: احتدم القتال العنيف بين مقاتلين شيعة موالين لحزب الله المعارض وانصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المؤيد للتحالف الحكومي شرقي العاصمة أمس الاحد في استمرار لاسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990. ودارت المعارك في عاليه البلدة الواقعة في جبل لبنان والمطلة على بيروت والقرى المجاورة في اخر جولة عنف بين انصار حزب الله المدعوم من سوريا وايران ومؤيدي التحالف الحكومي المدعوم من الولايات المتحدة. وقالت مصادر امنية ان شخصين على الاقل قتلا واصيب اربعة آخرون في القتال ليصل عدد القتلى خلال خمسة ايام من القتال في لبنان الى 46 قتيلا إضافة الى سقوط 123 جريحا. وقالت مصادر امنية ان مقاتلي حزب الله سيطروا على عدد من القرى في المنطقة. واندلع القتال بعدما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات تستهدف شبكة اتصالات حزب الله وتتضمن إبعاد مدير جهاز امن المطار المقرب من الحزب. واعتبر حزب الله خطوة الحكومة ضد شبكة اتصالاته اعلان حرب قائلا ان الشبكة لعبت دورا مركزيا خلال 34 يوما من الحرب مع اسرائيل عام 2006. وطلب جنبلاط من الزعيم الدرزي المنافس له طلال ارسلان وهو حليف لحزب الله التوسط لانهاء الاشتباكات في الجبل. وقال جنبلاط في اتصال مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) «اقول لانصاري السلم الاهلي والعيش المشترك ووقف الحرب والدمار اهم من كل اعتبار.» وفي وقت لاحق دعا ارسلان حزب الله الى وقف النار وقال انه سيجري اتصالات مع قيادة الجيش لنشر قواتها في المنطقة. وسيطر حزب الله على معظم مناطق بيروت يوم الجمعة بعد انزال الهزيمة بمسلحين موالين للتحالف الحكومي المناهض لسوريا. وتجوب قوات الجيش اللبناني شوارع بيروت امس بعد انسحاب مقاتلي حزب الله من المناطق التي كانوا قد سيطروا عليها. ووافق حزب الله على سحب قواته من بيروت بعد ان الغى الجيش قرارات الحكومة لكن المعارضة التي يتقدمها حزب الله قالت انها ستبقي على حملة «العصيان المدني» حتى تلبية مطالبها. وقال رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان حكومته ستجتمع قريبا لمناقشة مطالب حزب الله والجيش بتراجع الحكومة عن قراراتها. وفي بيروت أقام مئات الجنود المدعومين بالسيارات المدرعة حواجز طرق واتخذوا مواقعهم في شوارع الجزء الذي تسكنه أغلبية مسلمة من العاصمة بيروت. واختفى تقريبا المسلحون من الشوارع ولكن شبانا أبقوا على حواجز في بعض الطرق الرئيسية مما أدى لاستمرار إغلاق الميناءين الجوي والبحري في بيروت. وقال حزب الله المدعوم من إيران وسوريا أمس السبت إنه قرر إنهاء وجوده المسلح في العاصمة بعد أن ألغى الجيش الذي ينظر له على أنه طرف محايد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ضد الحزب. وفي حين عاد الهدوء إلى بيروت كان هناك تقدم ضئيل في مساعي حل الازمة السياسية التي ادخلت لبنان في اسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990. وبدأ بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة. وغاب عن الاجتماع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ويمثل سوريا بدلا منه رئيس وفدها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد. ودعا البابا بنديكت السادس عشر الى الحوار وانهاء العنف وقال «بالرغم من ان حدة التوتر خفت خلال الساعات الماضية الا انني اعتقد ان من واجبنا اليوم حث اللبنانيين على التخلي عن كل اوجه المواجهة العنيفة التي قد تدفع بلادهم العزيزة نحو ما لا يمكن اصلاحه.» ورحبت الولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله جماعة ارهابية بانهاء القتال. واتهمت ايران واشنطن بالوقوف وراء الازمة في لبنان وقالت انها تساند الوصول الى حل داخلي للازمة في بيروت. وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية «الولايات المتحدة تتدخل بشكل مباشر في شؤون لبنان الداخلية وفي نفس الوقت تتهم الاخرين بالتدخل في لبنان.» وتعصف بلبنان أزمة سياسية منذ 18 شهرا فيما يتعلق بمطالبة المعارضة بصوت مؤثر في الحكومة. وقال السنيورة الذي تصفه المعارضة بانه غير شرعي أمس السبت إنه وضع القرارات التي تستهدف حزب الله في عهدة الجيش الذي سعى إلى تجنب الصراع مع أي من الجانبين.
أخبار متعلقة