إسرائيل تواصل إغلاق معابر غزة والأزمة الإنسانية تتفاقم
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: قال ياسر عبد ربه المساعد البارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء إن عباس يعتزم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ابريل نيسان المقبل رغم معارضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. وقال عبد ربه إن الدعوة للانتخابات ستعلن في أوائل يناير والانتخابات ستجرى بعد ثلاثة أشهر. وتعارض حماس التي سيطرت على غزة العام الماضي بعد أن أخرجت قوات حركة فتح التي يتزعمها عباس من القطاع إجراء انتخابات برلمانية في عام 2009. فهي قد تخسر تأييدها بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في القطاع الذي تحاصره إسرائيل. وقال عباس للصحفيين في رام الله بالضفة الغربية “ستكون الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الضفة الغربية وغزة وإذا جاؤوا ( حماس ) على اساس صندوق الاقتراع يجب عليهم ان يقبلوا بحكم صندوق الاقتراع.” وتابع “الديمقراطية ليست مرة واحدة وانتهى الامر هناك سلسلة من الانتخابات التشريعي والنقابات ومؤسسات الدولة وبالتالي عليهم ان يفهموا أنه لا بد من الانتخابات واذا نجحوا اهلا وسهلا واذا لم ينجحوا عليهم ان يقروا بذلك كما فعلنا نحن.” واضاف “نحن نطلب مراقبين دوليين اياً كان عددهم اياً كانت المؤسسات التي ترسلهم ليأتوا ويشاهدوا ويراقبوا هذه الانتخابات كما فعلنا في الماضي ستكون انتخابات حرة ونزيهة.” لكن حماس تصر على ان تنتهي فترة رئاسة عباس في يوم التاسع من يناير وقالت انها لن تعترف بشرعية حكمه بعد ذلك التاريخ. ويقول عباس ان فترة رئاسته تنتهي في عام 2010. وقال عبد ربه أن دعوة عباس للانتخابات تهدف إلى استباق اي محاولة من جانب حماس لزعزعة شرعية حكم عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها. وأضاف ان الدعوة ترقى كذلك إلى مستوى موعد نهائي لحماس لاستئناف المحادثات مع فتح. وسيجتمع وزراء خارجية الجامعة العربية اليوم الأربعاء لبحث جهود انعاش المحادثات الرامية لحل الخلافات بين الفصيلين المتناحرين. وانهارت قمة للوحدة الوطنية في أوائل هذا الشهر بعد ان قاطعت حماس الاجتماع. وأشارت الحركة إلى رفض عباس إطلاق سراح نحو 400 من نشطائها أمر بحبسهم. ويقول دبلوماسيون غربيون إن إسرائيل والولايات المتحدة تخشيان من ان تؤدي الانتخابات البرلمانية الجديدة إلى فوز آخر لحماس. وقال الكاتب هاني المصري في صحيفة الأيام الفلسطينية ان الافتقار للاتفاق بين الفلسطينيين على الانتخابات يهدد بتعميق الانقسام السياسي. وأضاف “إن الانتخابات بدون وفاق وطني وبدون اتفاق على الركائز الوطنية العليا على الأقل وعلى قواعد اللعبة الديمقراطية ستؤدي الى تعميق وتكريس الانقسام وتساعد على تعميق ظاهرة وجود سلطتين واحدة في الضفة والأخرى في غزة لكل منهما رئيس ومجلس تشريعي وحكومة منفصلة.” وفازت حماس في انتخابات تشريعية عام 2006 لكن قوى غربية تجاهلتها لرفضها نبذ العنف وقبول اتفاقات السلام الموقعة. وعزل عباس حكومة كانت تقودها حماس العام الماضي وعين حكومة جديدة في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل ويسود فيها نفوذ فتح. وتعارض حماس محادثات السلام التي يجريها عباس مع إسرائيل. ولم تظهر المحادثات التي أطلقتها واشنطن قبل عام دلائل تذكر على احراز تقدم وأقرت جميع الأطراف انه لا يمكن التوصل إلى اتفاق في الموعد النهائي المقرر في نهاية هذا العام. على صعيد اخر واصلت إسرائيل أمس إغلاق معابر قطاع غزة لليوم الحادي والعشرين على التوالي وسط تفاقم للأزمة الإنسانية التي يعيشها نحو مليون ونصف مليون فلسطيني.وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أصدر تعليماته بإبقاء المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة مغلقة وذلك بحجة استمرار المقاومة وإطلاق الصواريخ الفلسطينية.وكانت إسرائيل قد سمحت أمس الأول بدخول كميات محدودة من الوقود والمساعدات إلى غزة لكنها لم تسهم في تشغيل محطة الكهرباء التي ما زالت متوقفة عن العمل.ورغم سماح سلطات الاحتلال بدخول هذه الكميات المحدودة إلى القطاع لم يتغير الوضع الإنساني، فمحطة الكهرباء لم تشتغل بعد بسبب طول مدة توقفها كما أكد المسؤولون عن المحطة.وحذر مسؤولون فلسطينيون من أن الأزمة الإنسانية ستتفاقم إذا بقيت إسرائيل مستمرة في غلق المعابر رغم النداءات الدولية لرفع المعاناة عن سكان القطاع.ووفقا لجماعات إغاثة دولية سيكون لدخول هذه المساعدات تأثير ضئيل لأن المعابر الحدودية أغلقت مدة طويلة، ما أدى إلى نفاد الاحتياطي من جميع السلع الأساسية.ووصف المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) كريستوفر جونيس الإجراءات الإسرائيلية بأنها ليست كافية.وأكد أن أونروا لا يمكنها العمل بشكل طبيعي دون تدفق مستمر من الإمدادات، ليس فقط الطعام بل كتب التلاميذ التي أوقفتها إسرائيل أيضا منذ أسابيع.من جانبه قال وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة باسم نعيم إن القطاع واجه أزمة حقيقية لا يمكن تخفيف حدتها من خلال تلك الحيل “الصهيونية”، في إشارة إلى العدد المحدود من الشاحنات التي سمح بدخولها.من جانبه جدد مدير عمليات أونروا في قطاع غزة جون غينغ عبر الجزيرة مناشدته إسرائيل فتح المعابر ودعوته الدول العربية والغربية لتقديم المساعدات لسكان غزة المحاصرين، وأكد أن أهالي القطاع لا يحتاجون لكلمات التعاطف بل إلى تصرف ملموس وقرار لتغير الوضع والاهتمام بمصالح الناس. واعتبر أن ما يحدث في غزة يدعو للخجل والعار، كما اعتبر إغلاق المعابر قرارا سياسيا.وأشار غينغ إلى أن على إسرائيل إبقاء المعابر مفتوحة بشكل كامل وليس إدخال كميات صغيرة محدودة لا تتناسب مع احتياجات الناس، ودعا إسرائيل إلى تكرار فتح المعابر يوميا.كما اعتبر الكمية التي أدخلتها إسرائيل أمس الأول من المساعدات وهي 30 شاحنة تشكل 10 % فقط مما تحتاجه أونروا يوميا، مؤكدا أن هذه الكمية “لا تكفي حتى للبقاء على قيد الحياة”، إذ إن الناس في شوارع غزة “لا تجد الخبز لتأكله”، وهناك نقص في كل المواد الغذائية.ويشير المسؤول الأممي إلى أن 70 % من القطاع دون كهرباء إضافة إلى الحالة السيئة في مياه الشرب وتصريف المياه الآسنة والوضع في المستشفيات.وكانت المستشفيات في قطاع غزة قد اضطرت إلى استخدام الشموع للإنارة بسبب استمرار انقطاع الكهرباء كما استخدمت المطاحن علف المواشي بدل القمح لإنتاج الدقيق.