قصةالعدد
كتبها أحمد الحامدحط الطائر الصغير على غصن شجرة قريبة من مبنى ضخم... وراح الطائر الصغيرة يتابع بدهشةٍ تلك الأعداد الكبيرة من الناس يدخلون ويخرجون من هذا المبنى الضخم.. ثمّ سمع عبارة عجيبة ... رجل عجوز يقول لامرأة شابة : أجنحة هذا الفندق رائعة!لم يصدق الطائر الصغير ما سمع.. هذا المبنى الضخم له أجنحة؟! ... ويمكنه الطيران مثل الطائر الصغير؟!.. شيء عجيب!! لكن.. تساءل الطائر الصغير وهو يتأمل المبنى الضخم الرابض بلا حركة.. أين هي الأجنحة ليست ظاهرة على جانبي هذا المبنى الضخم؟!.. وراح يدور حوله .. لكن لم يرَ الأجنحة .. لابد أنّها مخبأة بشكل ما .. وعندما سيقرر هذا الفندق الطيران ستبرز الأجنحة.. هكذا فكّر الطائر الصغير .. ثمّ عاد إلى مكانه على غصن الشجرة وقد قرر أن يبقى في مكانه حتى يشاهد هذا الفندق عندما سيطير.ومرت ساعة .. وساعتان .. وثلاث.. والطائر الصغير ساكناً على فرع الشجرة في انتظار أن يطير هذا الفندق.. لكن الفندق لم يطر.. فقط أشخاص يدخلون .. وأشخاص يخرجون من بوابة الفندق.واقترب المساء.. والطائر في مكانه.. يفكر كيف سيكون شكل هذه الأجنحة؟! هل هي من الريش مثل جناحا الطائر الصغير وأمّه وإخوته أم أنّها من الإسمنت الذي يتكوّن منه بقية جسم هذا الفندق الضخم؟ودخل المساء فعلاً.. وحل الظلام . وأضاء الفندق أنواره المبهرة.. وتوقع الطائر أن تكون هذه هي لحظة الطيران الموعودة ربما الآن سيطير هذا الفندق.. ومر الوقت أيضاً والفندق لا يطير، شعر الطائر الصغير باليأس . وشعر بالرغبة في البكاء لأنّه فشل في رؤية الفندق وهو يطير.. أو حتى رؤية أجنحته، وأنتبه الطائر الصغير إلى أنّه قد تأخر عن عشه.. وأنّ أمه ستبحث عنه وسوف تعاقبه.. وفجأة سمع حركة بجانبه على فرع الشجرة وسمع صوتاً حنوناً فيه بعض الغضب يقول معاتباً :- بحثت عنك كثيراً أيُّها الشقي.. لماذا تجلس هنا؟! ألا تدرك أنّ المساء قد دخل؟!التفت الطائر الصغير فرأى وجه أمه.. اندفع إلى حضنها وبكى وهو يقول :كنت أريد أن أرى أجنحة الفندق .. لكنه لم يطير :قالت الأم بدهشة : ولكن الفنادق لا تطير.. والأجنحة التي في الفنادق ليست أجنحة للطيران.. إنّها غرف للسكن وتسمى أجنحة .. لكنها ليست أجنحة فعلاً.. ولا تنفع للطيران!سكت الطائر الصغير.. ولم يقل شيئاً طوال الطريق إلى العش.. لكنه كان يشعر بخيبة أمل حقيقية، لأنّه أضاع وقته بلا فائدة وقرر أن لا يصدق كل ما يسمع حتى يفهم معناه!